بعد نجاح تجربة ثانوية كلية بغداد التابعة للجمعية العلمية الامريكية العراقية والتي اسسها الاباء اليسوعيين .. ولاتساع نشاطها ضمن المشهد التعليمي العراقي وثقة الناس بهم ..اصبحت الحاجة ملحة لوجود جامعة علمية رصينه تستوعب هذه النخبة من الطلاب .. وبدأت الجمعية والاباء اليسوعيين يهيئون انفسهم ومناهجهم حتى يكونون مهيئين تماما لادارة مثل هذه المؤسسة ..

تمتعت مؤسسة اليسوعيين ومشاريعها بدعم كبير من لدن الحكومة العراقية وخاصة رئيس الوزراء نوري السعيد الذي ابدى ترحيبه بفكرة أنشاء جامعة أهلية تحت رعاية الآباء، كما أنه سعى إلى تشجيع المسؤولين في كلية بغداد على تحقيق هذا المشروع الذي نال إعجابه كثيراً و قدّم لهم أرضاً حكومية قدر ثمنها بمليون دينارانذاك وتقدر مساحتها بـ(272) دونماً من الأراضي الأميرية لبناء الجامعة المذكورة وذلك في منطقة الزعفرانية،لتقام عليها الجامعة الجديدة
قام الاباء اليسوعيين بتعيين الأب جوزيف آل. راين اليسوعي رئيسا لجامعة الحكمة والتي ابتدأت الدراسة فيها فعلياً عام 1956 في حرم كلية بغداد الواقع في الصليخ وتحديداً في أحدى مباني الكلية المسمى مبنى كرونن الذي شيد منذ عام 1954 ... و نظمت على وفق الأسس الإدارية للجامعات الأمريكية، إذ تشكلت من ثلاثة مجالس، الأول مجلس الأمناء والثاني مجلس الإدارة ثم المجلس الأكاديمي..في تشرين الثاني سنة 1957 وضع الحجر الأساس للجامعة في منطقة الزعفرانية جنوب العاصمة بغداد وانجز عام 1959 الذي شهد انتقال الجامعة إليه بصورة كاملة.
جامعة الحكمة عاشت سنتين في ظل النظام الملكي و عملت إدارة الآباء كل ما بوسعها للتكيف مع الواقع على الساحة العراقية بعد عام 1958 ، وبقيت الجامعة تمارس نشاطها التعليمي على النهج نفسه الذي رسم لها منذ تأسيسها عام 1956 و الابتعاد دائماً عن كل ما له علاقة بالسياسة.. ولكن حدثت بعض المشاكل بعد عام 1963 بين الكادر التدريسي وبعض الطلبة من المنتمين الى الحرس القومي .. مما اضطر رئيسها إلى استدعاء المنتمين لذلك الجهاز وتم إبلاغهم رسمياً بعدم إمكانية قيام الطلبة بواجباتهم السياسية من جهة وبين واجباتهم والتزاماتهم الدراسية وان هذه النشاطات لا تتلائم مع نظامها القائم ويؤدي إلى الإخلال بأمن الجامعة..

جامعة الحكمة عاشت سنتين في ظل النظام الملكي و عملت إدارة الآباء كل ما بوسعها للتكيف مع الواقع على الساحة العراقية بعد عام 1958 ، وبقيت الجامعة تمارس نشاطها التعليمي على النهج نفسه الذي رسم لها منذ تأسيسها عام 1956 و الابتعاد دائماً عن كل ما له علاقة بالسياسة.. ولكن حدثت بعض المشاكل بعد عام 1963 بين الكادر التدريسي وبعض الطلبة من المنتمين الى الحرس القومي .. مما اضطر رئيسها إلى استدعاء المنتمين لذلك الجهاز وتم إبلاغهم رسمياً بعدم إمكانية قيام الطلبة بواجباتهم السياسية من جهة وبين واجباتهم والتزاماتهم الدراسية وان هذه النشاطات لا تتلائم مع نظامها القائم ويؤدي إلى الإخلال بأمن الجامعة..

وهكذا اطيح بالجامعة الرائعة.. جامعة الحكمة كما اطيح بشركة باتا للاحذية وبشركة اورزدي باك وبشركة حسو اخوان ومدارس مدام عادل وكلية بغداد وثانوية الامريكان ومدارس الراهبات وغيرها من المشاريع تحت ظل قرارات تاميم رؤوس الاموال الاجنبية .. العشوائية والفوضوية والغير مدروسة ..
من عدة مصادر بتصرف ..
16/12/2018
ردحذف