ووفق مدرسة اهل بيت النبوة عليهم السلام فان هذا اليوم يوافق ولادة الامام الثاني عشر .. الامام المهدي .. الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام .. و فيه زيارة عظيمة تسمى الزيارة الشعبانية حيث يتوافد الزوار الى ضريح الامام الحسين عليه السلام .. وتقام احتفالات كبيرة خاصة في مدينة كربلاء المقدسة وبالذات عند مقام الامام المهدي عليه السلام حيث يتم ايقاد الشموع وتوزيع الحلوى وغيرها من الامور التي تقوم بادخال السرور على قلوب محبي اهل البيت .
اما في بغداد فكانت المناطق الشعبية مثل الكرخ والفضل وباب الشيخ والاعظميه تتهيأ لاستقبال واحياء هذه الليلة حيث تقوم العوائل بتسوق المواد الازمه لهذه الليله واهمها مخلط المحيه الذي يضرب به المثل ويتألف من ( الحلقوم , جوز الهند , الحامض حلو , كعب الغزال , الزبيب , الحمص , المسقول , لقمة القاضي , لقمة الملك, السمسميه , الجلاتين , الجكليت ) وتخلط هذه المواد مع بعضها وتوضع في (زنبيل) لدى العطارين لتباع للعوائل وخاصة في سوق الشورجه الشهير... اما في البيوت البغدادية فتستكمل الاستحضارات المنزليه حيث يتم تهيئة الزرده والحليب ... والزرده هي من الرز والحليب والسكر و صبغ اللوزينه اما الحليب فهو من الرز والحليب فقط واعتادت العوائل ان تضع الحليب اولا في الصحون ثم فوقه الزرده التي يرش عليها مسحوق الدارسين وقد يضاف اليها الهيل او ماء الورد وبعض العوائل تقوم بعمل الحلاوه الطحينيه او حلاوة التمر ... وكذلك الكعك والبقصم والشربت والشاي والحلويات مثل الزلابيه والبقلاوه اضافة الى المادة الرئيسيه وهي مخلط المحيه ..اما الاحتفالات فكانت من نصيب الشباب
حيث تخرج كل محله عشرة افراد او اكثر احدهم يرتدي دشداشة ويربط على وسطه رباط ويرتدي في رأسه طرطور ( الكلاو) وبيديه ( الجنجانات ) ومعه حملة الدنابك والدفوف وهم يهزجون بمقاطع اقرب الى المربعات البغداديه...
اما الجوامع والتكيات والحسينيات و المساجد فتقام فيها الصلوات والاذكار والمديح وقراءة الذكر الحكيم وحتى ساعة الفجر حيث يتم المديح واستذكار الائمة الاطهار من اهل البيت وفضائلهم...
في هذه الليلة يكثر استخدام البوتاس .. والزنابير .. والبوتاس وهي كرات متفجره تصنع محليا ترمي وتنفجر عند سقوطها على الارض مولدة صوتا قويا مصحوبا بدخان... وتصنع هذه يدويا من قبل الشباب وهي عباره الكبريت والبوتاس يخلط بينهم بكميات متساويه مع حصو ناعم وورق خفيف وقطعة قماش مربعه وخيوط قطنيه ويتم وضع هذه المواد مع بعضها وربطها بالخيوط بقوه لتصبح بحجم الجوزه او اكبر وعند رميها وسقوطها على الارض يحتك الحصى ويولد شراره تفجر الخليط.. وهي متوفرة هذه الايام وبشكل جاهز وتستخدم في الاعياد ...
اما الزنابير فهي عباره عن العاب ناريه وصواريخ ورقيه تعبأ بالبارود الاسود حيث يتم اشعالها ورميها لتطير وتندفع حسب قوة الدفع المتولده من اشتعال البارود ...
اعاد الله عليكم هذه الليلة السعيدة بالصحة والعافية وحفظكم وحفظ عوائلكم من سوء بحق محمد وآل محمد ...
1/5/2018
ردحذف