بعد الحرب العالمية الثانية جرت محاولات حكومية حثيثة لإصلاح الأوضاع من خلال إتباع سياسة عمرانية واقتصادية جديدة تعتمد المركزية في التخطيط والتنفيذ ، خاصة مع تحسن إيرادات العراق النفطية ..حيث زادت واردات العراق من النفط المصدر من (3) إلى (50) مليون دينار عراقي في عام 1953 بعد عقد وزارة نوري السعيد اتفاقية مناصفة الأرباح مع الشركات الأجنبية العاملة في نفط العراق حيث أصبح بالإمكان تفعيل عمل مجلس الاعمار..وقد تمكن المجلس من إنجاز مشاريع تنموية وخدمية كبيرة توزعت على جميع محافظات العراق تقريبا...
اسبوع الاعمار الثاني فقد صادف الاسبوع الاخير من آذارعام 1957...و بدأ بافتتاح جسر الملكة عالية ( الجمهورية الآن ) و جسر الأئمة الرابط بين الكاظمية والاعظمية ، ووضع حجر الأساس للمتحف العراقي الجديد في منطقة الصالحية ،والذي تم الانتهاء منه في عام 1966، وهو من تصميم المعماري فرانك لويد رايت، وافتتح أيضاً معمل الألبان في أبو غريب الذي شيدت مبانيه الحكومة العراقية وقدمت منظمة ( اليونيسيف ) المكائن والمعدات ، كذلك وضع حجر الأساس لمشروع إسكان غربي بغداد المتضمن بناء خمس وعشرون الف وحدة سكنية لغاية عام 1960 وهذا المشروع مقترح من قبل شركة دوكسيادس البولندية، والمكلفة من قبل الحكومة العراقية بوضع خطة لحل مشكلة السكن في العراق..وتقضي الخطة ببناء 400 ألف وحدة سكنية بحلول عام 1980 في عموم العراق، تم افتتاح 120 وحدة منها ضمن هذا المشروع في منطقة الوشاش ،وألف دار في منطقة الشالجية لعمال السكك ....
وفي عام 1957 عهد الى مؤسسة ( مونوبريو وشرؤكاه ) وهي شركة بريطانية للتخطيط الحضري، لتقديم تخطيط أساسي لمدينة بغـداد ينفذ على مدى 20 عاما وخلال نفس الأسبوع افتتح معمل النسيج القطني في الموصل ووضع حجر الأساس لمعمل السكر في الموصل أيضا ،كما افتتح معمل الإسمنت في سرجنار بالسليمانية ووضع حجر الأساس لمحطة كهرباء المنطقة الوسطى ،وتم افتتاح محطة الإذاعة الجديدة في أبو غريب ،وطريق بغداد _المحمودية وبغداد الفلوجة كما افتتح نوري السعيد رئيس الوزراء في حينها مكتبة الطاقة الذرية التي أهدتها الحكومة الأمريكية للعراق وتم افتتاح محطة مبزل الصقلاوية ، ومشروع مزارع المسيب الكبير الذي يتضمن إنشاء مزارع حديثة للفلاحين ،وقد تجاوزت تكلفة المشاريع المنجزة في أسبوع الإعمار الثاني 27 مليون دينار عراقي..
هناك مشاريع خطط لها واستمر العمل بها وافتتحت من قبل الحكومات التي تعاقبت بعد عام 1958 مثل بناية البرلمان العراقي في كرادة مريم، ومدينة الطب في باب المعظم ،إضافة الى الكليات المجاورة لها..،ومستشفيات الكرخ و الكاظمية ، وبناية جامعة بغداد في الجادرية التي اختار موقعها وصمم بنايتها وبوابتها الحالية المهندس الألماني والتر غروبيوس، كذلك المركز المدني في شارع الجمهورية الذي شيدت بعض بناياته بناياته في مطلع الثمانينات حيث شيد مبنى أمانة العاصمة ،ومبنى دائرة إسالة ماء بغـداد، و كان مقررا له ايضا أن تبنى فيه مكتبة عامة ومعرض للفنون للجميلة ، وحدائق واسعة ليصبح مركز ترفيهي في وسط بغـداد ولكنها لم تنفذ .. وكذلك مشروع سد وخزان دوكان العملاق في مدينة السليمانية.. وسد دربنديخان وخزان بخمة المقام على نهر الزاب الكبير وسد بطمة المقام على نهر الزاب الصغير و إنشاء معمل الورق في البصرة ،ومعمل الحديد والصلب في البصرة ايضا ..
هناك مشاريع خطط لها المجلس ولكنها لم تنفذ من قبل الحكومات المتعاقبة .. مثل دار الأوبرا المصممة من قبل المعماري الشهير فرانك لويد رايت في كرادة مريم.. ومطار بغـداد الجديد في الدورة، وفندق حديث في بغـداد ،وكان هناك اتفاق مع شركة هيلتون الأمريكية الشهيرة لإدارته بعد اكتمال بنائه ، إضافة الى فندق كبير في مدينة كربلاء ،وملعب رياضي لكرة القدم يتسع لسبعين إلف متفرج قرب المحطة العالمية في الكرخ.
15/5/2018
ردحذف