بلقيس الراوي هي الزوجة الثانية للشاعر السوري نزار قباني بعد طلاقه من زوجته الاولى..... وهي أم أولاده عمر وزينب....
كانت بلقيس الراوي جميلة جدا اعجب بها نزار قباني عند مشاهدتها في احدى القاعات التي كان يلقي فيها الشعر عند زيارته إلى بغداد في ستينات القرن الماضي.. وقرر ان يتزوج منها ..وعند تقدمه لخطبتيها رفض والدها فغادر نزار العراق خائبا, ولكن خيال بلقيس بقي يراود افكار نزار قباني حتى عاد مرة أخرى إلى العراق مشاركا في مهرجان المربد الشعري وكتب قصيدة مطلعها:
مرحباَ ياعراق، جئت أغنيك
وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتها النساء
فتعاطف معه الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر فتوسط لنزار قباني حيث أرسل لخطبة بلقيس كل من وزير الشباب شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية شاذل طاقة وكلاهما شاعران, فوافق والدها بعد ذلك.. فتزوجوا في عام 1969في بغداد .. ليعيشوا بعد ذلك أجمل ايامهم .. وبعد انتقال نزار قباني الى بيروت ... انتقلت بلقيس ايضا حيث عملت بلقيس في الملحقية الثقافية للسفارة العراقيه ببيروت ..
في15/12/1981استشهدت بلقيس الراوي.في حادثة تفجير السفارة العراقية في بيروت .. ايام الحرب الاهلية في لبنان ..
قدم لها نزار قباني مرثية رائعة وهي من اطول واجمل ما كتب في حياته تحت عنوان بلقيس ..وتحدث فيها عن مأساة هذه الامة التي كتب عليها ان يقتل بعضها بعضا ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق