الاثنين، 22 مايو 2017

مقهى حسن عجمي


واحد من اهم معالم محلة جديد حسن باشا ..معلم اثير في نفوس العراقيين  بشكل عام والبغداديين بشكل خاص وارتبط  بالحركة الثقافية والادبية في العراق .. ذلك هو مقهى الادباء .. مقهى حسن عجمي ..والتي يصفها عبد الرزاق عبد الواحد "لا أظنّ أن أحداً من أدباء بغداد لم يدفعه الفضول للجلوس بمقهى حسن عجمي . إنها تذكرني دائماً بمقهى زقاق المدق في القاهرة"
مقهى حسن عجمي يُعد من اشهر مقاهي شارع الرشيد والتي بدأت مع الاسف  بالانقراض واحدا تلو الاخر .. يجاور المقهى  مدرسة شماش اليهودية من جهة الجنوب ودكان الحاج زبالة بائع الدوندرمة سابقا وعصير الزبيب حاليا  من جهة الشمال ويقابل جامع الحيدرخانة تقريبا..هو مقهى عتيق ومليء بالذكريات وهي في زمانها  من انظف مقاهي بغداد ويروي ان صاحب المقهى حسن عجمي نفسه كان انيقا جدا  في ملبسه ومحترما في تصرفاته .. وكان حريصا على تلاميذ المدارس القريبة حيث كان يقتطع زاوية من زوايا المقهى ايام الامتحانات  للتلاميذ ليذاكروا دروسهم ويمنع لعب الطاولة او الصياح قرب التلاميذ حتى تنتهي فترة الامتحانات ..
وكما ارتبطت مقهى الزهاوي بالشاعر جميل صدقي الزهاوي .. فقد ارتبطت مقهى حسن عجمي  بشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري والذي كان يرتادها  منذ عام 1926 .و كانت  ملتقى الاعلام من مختلف طبقات المجتمع  من امثال عبد الوهاب مرجان الذي اصبح وزيرا ورئيسا للوزراء، والمحامي عبود الشالجي وهو محام كبير له مكتبة ادبية وعلمية متميزة آنذاك، وعز الدين النقيب، ويونس السبعاوي، وصادق كمونة ومحامين كبار
اضافة الى الشاي كانت تقدم القهوة وباسلوب فني حيث يروي الشاعر الكبير الجواهري " ومن باب الذوق الرفيع واعتزازهم بي كانوا يجلبون لي (القهوة ) التي كُتبت على (كشوتها ) كلمة الجواهري بخط انيق وجميل"..
كان المقهى مفروشا بالسجاد الايراني الاصلي "كاشان " وكذلك كانت التخوت مغطاة بالسجاد الاصلي و رتبت التخوت بخطوط متوازية متقابلة على كامل مساحة المقهى وبينها يتحرك عمال المقهى بنشاط كبير ليقدموا الشاي والماء والاراجيل  لزبائن المقهى .. واشهرهم كان صانع المقهى القزم شفتالو..الذي اشتهربحركته الدائبة التي لا تنقطع..اضافة الى وجود باعة الحب.. والسميط.. والسكائر والصحف اليومية .. وصباغي الاحذية ..
على جانبي الموقد او ما يسمى " الاوجاغ" رتبت السماورات اللماعة على شكل هرم تمتد قاعدته من قاعدة الاوجاغ  ، ثم يصعد متسلقاً حتى يكاد السماور الذي في قمته أن يلامس سقف المقهى . وأمام قاعدة هرم السماورات يمتد صفّ طويل من الأراجيل" النركيله " بألوانها المختلفة.. اضافة الى العشرات من اباريق الشاي" القواري "  الجميلة وبمختلف انواعها واحجامها والوانها  ..
كان مقهى حسن عجمي الملاذ الامن والتجمع الاكثر شهرة للادباء فاذا اضعت احد من اعلام الادب العراقي فانك تجده على اريكة قديمة من ارائك تلك المقهى فاضافة الى الجواهري الخالد  ارتاد المقهى الشعراء والادباء رشيد ياسين ، بدرشاكر السياب ، محمود البريكان ، أكرم الوتري ، وحسين مردان..ثم الجيل اللاحق من الشعراء : سعدي يوسف ، كاظم جواد ، محمد النقدي ، موسى النقدي ، رشدي العامل ، راضي مهدي السعيد ، زهير أحمد ، كاظم نعمة التميمي ، وعبدالرزاق عبدالواحد.... كما شهدت مقهى حسن عجمي المعارك الادبية والصراعات الحداثوية ذائعة الصيت بين قصيدة النثر والمعارضين لها....
 المقهى حاليا عبارة عن خربة كئيبة  تحاول الصمود بعد ان رحل الكبارالاوائل  .. وهجرها الجيل الجديد .. هناك محاولات لبعض الادباء الشباب باقامة ما يسمى  بالاصبوحة الشعرية بين فترة واخرى في مقهى حسن عجمي ..علها تساهم بان تعيد جزء من امجاد صرح  كبير  ومعلم شهير من معالم شارع الرشيد ومحلة جديد حسن باشا ...




هناك تعليقان (2):

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...