الأربعاء، 31 مايو 2017

اعتقال الطائي

واحدة من الشخصيات الثقافية الشهيرة والتي تركت بصمة واضحة خصوصا  لجيل الزمن الجميل . .. الاعلامية الكبيرة  اعتقال الطائي صاحبة اشهر برنامج سينمائي في تاريخ العراق .. السينما والناس .. هذا البرنامج الذي كان هو والعلم للجميع والرياضة في اسبوع وعدسة الفن  قمة ما قدم من على شاشة التلفزيون العراقي ...

ولدت اعتقال الطائي في مدينة الحلة بالعراق.. وفيها اكملت دراستها الابتدائية والثانوية ...،ثم انتقلت الى بغداد  واكملت دراستها الجامعية في أكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد حيث درست فن النحت وتخرجت منها عام 1972... وعملت في التلفزيون العراقي وبرزت كاعلامية رائعة و مقدمة برامج ثقافية متميزة  واشتهرت باللباقة والثقافة العاليه وسرعة البديهية  ومثلت هي والمرحومة لمى سعيد قطبا العمل الثقافي في التلفزيون العراقي ..
 قدمت للتلفزيون العراقي برنامج السينما والناس  وهو  واحد من اروع البرامج السينمائية في العراق بل في الوطن العربي .. و كان يعرض في سهرة كل يوم احد  من على القناة العراقية العامة قدمت من خلاله روائع السينما العالمية .. فقدمت حينها  افلاما خالدة  مثل العراب .. والافعى والمحترف  والفراشة والحرب والسلام  والبؤساء وغيرها  .. ومن خلالها  تعرفنا على كاترين دينوف وايف مونتان وداستن هوفمان وجان بول بلومندو .. والن ديلون وصوفيا لورين  واوليفر ريد وانتوني كوين وغيرهم من كبار نجوم السينما العالمية .. ...
عرف عنها ميولها اليسارية حيث  تعرضت للضغوط من قبل الحزب الحاكم آنذاك.. وسنحت لها فرصة مغادرة العراق بعد قبولها في أكاديمية العلوم المجرية في هنغاريا  حيث  أكملت دراستها في الفن السينمائي وحصلت على شهادة الماجستير ثم الدكتوراه  من أكاديمية العلوم المجرية في هنغاريا .. و التي تقيم فيها منذ عام 1979،.
عملت في المعهد العالي للسينما والمسرح المجري، وكتبت عن السينما العربية والمجرية، كما ترجمت العديد من القصص العربية القصيرة إلى المجرية، ومختارات من الشعر المجري وقصص قصيرة نُشرت في مجلات ودوريات عربية. إضافة إلى أنها أعدت للإذاعة المجرية تمثيليات عن قصص لبعض الكتاب العرب منهم نجيب محفوظ وفؤاد التكرلي ويوسف إدريس. كما أنها شاركت في كتابة سيناريو وحوار فيلمي كارتون (حي بن يقظان) و(أصيلة) وعملت دراماتورجيا في فيلم ( أصيلة ) الذي أنتجه الفنان مروان الرحباني، وقد نشرت مؤخرا كتاب (ذاكرة الأشياء) - فصول من سيرة ذاتية تتحدث فيه عن سيرتها الذاتية .
تقيم السيدة اعتقال الطائي حاليا في هنغاريا ..


بتصرف عن عدةمصادر ..

جبار ابو الشربت

هو جبار عبود العجمي... ولد وترعرع في محلة المهدية احدى المحلات القديمة لمدينة الحلة , والده هو عبود العجمي صاحب مقهى ( سومر ) في مركز مدينة الحلة ... كان جبار الساعد الايمن  لأبيه الحاج عبود الكاسب والقهواتي في آن واحد وكان والده  الحاج عبود يمارس بيع المرطبات المثلجة في ايام الصيف اللاهب ... في عام 1952 اُنشأت في الحلة شركة مساهمة ّذات مسؤوليه محدده ذ.م .م اسمها ( الوطنية ) لبيع المرطبات المثلجة (الدوندرمة ).. وكان جبار يجوب أزقة الحلة وأسواقها  بعربة لبيع منتجات الشركة الوطنية  وهو ينادي ...( وطن ... وكان الاولاد والصغار يصيحون جاء ابو الوطن .. اريد وطن) و أرتبط اسم جبار عبود بمهنته... وأصبح الناس  يطلقون عليه  جبار ابو الوطن .....واصبح أولاده من بعده يحملون لقب ابو الوطن ... اما مقهى سومر فاصبح من المقاهي المتميزة جداً بحسن إدارتها وتنوع ما تعرض لمرتاديها من مشروبات ومأكولات بفضل  جبار وشقيقه نجم ... ففي الصيف  الدوندرمة ..  وفي الشتاء البقلاوة .. اضافة الى الهريسة التي كانت تقدم صباح كل يوم .. وهذه الامور لم تكن معروفة قبلا في مقاهي

الحلة ...
بدأ جبار بالتفكير بمصدر رزق جديد  خاصة بعد ازدياد عدد افراد اسرته  وتعدد مطالبهم ..  لذا بدأ البحث عن مكان اوفر حظا واكثر رزقا .. فاختار بغداد  كونها العاصمة واستأجر محلا صغيرا بجوار سينما السندباد  لبيع الشرابت .. وسرعان ما اشتهر واصبح له اسما مما جعله يستاجر محلا في شارع ابو نؤاس_تعتليه لافتة كبيرة تقول  ( شربت الرمان لصاحبه جبار ) ولم تمضي فترة طويلة حتى غَلب اسم جبار ابو الشربت على الإسم القديم جبار ابو الوطن.وبدأ جبار ابو الشربت يغزو بغداد مع ابناءه الستة بشربت الرمان الشهير ....
وحققق نجاحات غير مسبوقة  وكانت الشرابت التي يقدمها وخاصة  شربت عصير الرمان
ذي اللون الوردي الجميل الهادئ  والذي يقدمه في كؤوس تمتلأ بجريش الثلج حتى حافاتها تحمل ماركة مسجلة هي جبار ابو الشربت.. كان جبار ابو الشربت رجل ناجح جداً ذكي جداً وعملي جداً جداً فإشتهر في بغداد وقيل ان  إسمه التجاري صار معروض للبيع مقابل عمولات كبيرة ...ا
ولكن الدنيا لاتدوم على حال اذا اعتقل اخوه الاصغر ( ابراهيم عبود ) والذي لم يكن قد مضى , ,على زواجه اكثر من ثلاثة أشهر, و كان يعمل في معمل نسيج الحلة بتهمة سياسية وتم اعدامه ليودع في تراب الوطن اما بقية افراد عائلة جبار في الحلة فقد تم تسفيرهم وحشروا بسيارة عسكرية وتم رميهم على الحدود مع ايران بتهمة التبعية اما جبار وعائلته في بغداد فلم يسفروا لاسباب مجهولة ...وبقي  جبار يحمل هم عائلته وغربتهم وانقطاع السبل بينه وبينهم حتى وفاته ًوحيدا في بيته في منطقة المشتل بمدينة بغداد المشتل في بغداد في 28/5/2005...
تنتشر في بغداد  العديد  من المحلات الشهيرة والتي تحمل اسم جبار ابو الشربت .. وفي الحقيقة لانعلم هل هي لجبار ابو الشربت  .. ابو وطن .. هذا المكافح الذي نتحدث عنه .. ام انها استغلت اسمه  في زمن الفوضى ... كما حصل مع ابو يونان ... اتمنى ان اعرف
الاجابة.. وليتكم تساعدوني بما متوفر لديكم من معلومات ..

منقول من عدة مصادر

الأحد، 28 مايو 2017

عند عربة ابو الكبة

ليعذرني الاخوة والاخوات بسبب عدم نشري اي منشور تبريك او تهنئة فيء العام الجديد .. فجر هذا اليوم  كنت في جولتي المعتادة كل بوم سبت في بغداد  الحبيبة ..  وصلت الى منطقة السنك  وكان في نيتي زيارة كنيسة تريزا .. وقررت ان اتناول فطوري الصباحي هناك ... كبة .. عند عربة ابو الكبة ... كانت افطارا شهيا ..  كنت انظر الى وجوه البسطاء وهم يفطرون .. ذاهبين الى رزقهم  ليعودا بما يسد رمق عوائلهم .. كانت الكبة لذيذة جدا ..ترددت .. هل اتناول واحدة اخرى  ام لا ؟؟؟ اخاف السكر يصعد ... شربت شاي  ودرت وجهي  ورحت .. لحظات .. حدث الانفجار  عند عربة ابو الكبة .. كانت الناس تتراكض  الا انا .. تربعت  وجلست على الارض انظر الى الجثث المتناثرة  وانا  احاول تذكر وجوه جمعتني معها الصدفة عند عربة  ابو الكبة ... اناس لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري في هذا البلد  .. اناس تريد ان تعيش والسلام .. لم يعلموا ان سيكونون اضاحي العام الجديد على يد البربر  وشذاذ الافاق والقادمون من اعماق الكهوف  ممن  يريدون ان يثبتوا انهم موجودون ولازالوا يقاومون حتى ولو احرقوا الارض ومن عليها وتركوها انقاضا ..
 وسط الصراخ ناولني احد الماره يده   ..
- الحمد لله على السلامه حجي ..
- اي سلامة ؟؟؟ انا لا اخاف على عمري  فلم يعد في العمر ما يستحق  ..ولكن ابكي على شباب بعمر الورد .. ضاعت حياتهم .. وترملت نسائهم .. ويتمت اطفالهم .. وثكلت بهم امهاتهم ..ونكب بهم آبائهم ..كل ذنبهم  انهم اناس بسطاء ..يحبون الكبة .. كما احبها ..
ساعات وسننساهم .. وسنحتفل بالعام الجديد .. وستملأ الافراح الالعاب النارية سماء بغداد ..  وسينتظر الاطفال بابا نؤيل
ولكني لن احتفل .. فالذي رأيته اليوم اصعب من ان ينسى بسهولة وستبقى في ذاكرتني تلك الوجوه الجميلة التي لا اعرف اسمها ولا لونها والتي التقيتها صدفة عند عربانة  ابو الكبة



كري سعده .. قصة الامير البصري والجميلة الانبارية

في قرية العطاعط على ضفاف الفرات بقضاء هيت في محافظة الأنبار يقع قصرسعده بنت الأحمد الذي شيد في العصر العباسي ليروي قصة عشق الامير البصري والجميلة  الأنبارية ...
تقول الحكاية إن أحد أمراء البصرة المقيم في قرية المشراق بمنطقة الأبلّة بالبصرة  تقدم لطلب يد سعده، الفتاة الأنبارية الفائقة الجمال. فرفضت في بادئ الأمر إذ لم يتعود سكان أعالي الفرات مصاهرة أهل الجنوب العراقي لبعد المنطقة وصعوبة تبادل الزيارات ونقل الأخبار لكنها وافقت في ما بعد واشترطت  أن يقوم الأمير البصري بكري وايصال الماء الى  وادي نهر قديم يمتد من هيت بالأنبار حتى البصرة، ويبلغ طوله مئات الكيلومترات ... هذا النهر الذي حفره منذ مئات السنين  الملك شابور أو سابور أو شاهبور الثاني ليكون حاجزاً مائيا لحماية مدن غرب العراق ومنها هيت من هجمات قبائل الجزيرة العربية ، ويمتد من منطقة الحسنية حتى مدينة الأبلّة بالبصرة .. ورغم صعوبة المهمة فقد وافق الامير البصري  على الشرط اكراما لعيون سعده ..
قام الأمير البصري بكري هذا النهر المندثر، وأجرى فيه الماء من الفرات إلى البصرة وصار النهر المستحدث يحمل نفس الاسم في كل من هيت وكربلاء والنجف والديوانية نزولا إلى منطقة الأبلّة في البصرة وهو كري سعده .. او جري سعده ... كما قام باعمار القناطر التي بناها سابور الثاني على النهر.  وبعد الانتهاء  من العمل تم الزواج المبارك و زفت سعده الاحمد  الى زوجها الأميرالبصري  عبر هذا النهر الصغير  الذي سمي باسمها  إلى منطقة الأبلّة في البصرة.
سعدة الأحمد لم تستطع المكوث في البصرة طويلاً لأنها تربت على الخضرة وأصوات النواعير، فأضناها الحنين لبلدتها مما دفعها بعد شهرين  الى هجرة الأمير والبصرة  والعودة الى هيت حيث المياه والنواعير وعادت الى قريتها غرب هيت.. ونذرت سعده  ان تهدي خلخالها الذهبي  إلى صاحب أول ناعور ماء يصادفها في طريق عودتها إلى اهلها  وكان اول ناعور يصادفها في منطقة قرية الدرستانية عند تخوم هيت فقامت بخلع  خلخالها وعلقته على الناعور..
بعد عودة سعده الى ديارها بنى لها والدها الشيخ الأحمد قصرا صغيرا على ضفة الفرات مباشرة بشكل رباعي الأضلاع وبتصميم جميل تبلغ مساحته  200 متر و يتكون من ثلاثة طوابق تشمل الأسس والسراديب وطبقتين علويتين أخريين واستخدمت في بناءه الحجر الصلب المقاوم للماء والنورة أو "الجير المطفأ" .. واسماه قصرسعده  وهو آية معمارية في قلب الصحراء.. وضم في داخله  نقوشا تعود الى الحقبة العباسية...
ظل قصر سعده عامرا  وتسكنه أسر من عشيرة آل باني وذلك حتى عام 1965 و لكن الفيضانات غمرته واتت على موجوداته عام 1968 واصبح يشكو الاهمال وهو بحاجة الى حملة اعمار وصيانة من قبل  هيئة الاثار .. وتحويله الى معلم اثاري وسياحي ... 
وعودة الى كري سعده هذا النهر الصغير الذي كراه الامير البصري واندثر فيما بعد .. فقد اصبح  خندق يعتبر الحد الفاصل بين النجف والكوفة وتشير المصادر التاريخية إلى أنه اعيد حفره قبل حوالي 300سنة لإيصال الماء إلى مدينة النجف من نهر الفرات وشيدت على هذا الخندق قنطرة مبنية من الآجر عليها أربعة منارات صغيرة يطلقون عليها أم قرون وما زالت آثارها باقية حتى يومنا هذا ..ولكن النهر اندثر ..وجرت محاولات لاعادة احياءه مرة اخرى  في القرن الماضي ايام العهد الملكي  حيث تم كريه وايصال  الماء اليه من جديد .. و تم افتتاحه رسميا من قبل الملك فيصل الاول ملك العراق في 5/4/1924..   ولكنه عاد واندثر  من جديد واصبح اثرا يمر به الناس قريبا من مدينة الكوفة ليتذكروا قصة الامير البصري ومعشوقته الانبارية الجميلة


المصور الشمسي

التصوير الشمسي واحدة من اهم المهن الفنية الشعبية  التي مازالت تجول في ذاكرة العراقيين .. ظهرت في العراق خلال فترة العشرينيات من القرن الماضي، وبالذات  مع دخول الانكليز بغداد، و اصبحت  من ذكريات الماضي القريب ، المصور الشمسي كان يتواجد بالقرب  من الدوائر والوزارات الحكومية يقف وراء كاميرته المتكونة من صندوق خشبي على ركائز  و خرطوم مصنوع من القماش الاسود ، ينتهي الصندوق بعدسة أمامية موجهة الى الزبون الذي يروم التقاط صورة شمسية ، وهوغالبا ما  يجلس على مقعد بسيط أمام العدسة ومن وراءه قطعة قماش سوداء اللون تشكل خلفية الصورة والتي كان كبار السن يسمونها "العكس"..
كانت الدوائر الحكومية أيام زمان تعتمد في معاملاتها الرسمية فقط على الصورة الشمسية ولا تقبل الصورة الكهربائية  لانها لا تقبل التحوير او التغيير حيث تظهر  ملامح وقسمات الوجه وما فيها من علامات فارقة او ندبات كما هي في الصورة الشمسية ، بعكس الصورة الكهربائية الحديثة القابلة للتحوير أو التغييراو اضافة ما يسمى بالرتوش  ، ولهذا فإن الاقبال على التصوير الشمسي كان كبيراً ، فأصحاب المعاملات الرسمية والطلبة وصغار السن  الذين يرومون الالتحاق بالمدارس الابتدائية ، كلهم يذهبون الى المصور الشمسي لالتقاط الصور الشمسية لهم.
يبدا المصور الشمسي عمله بتقديم الارشادات والنصائح بخصوص التصوير حيث يطلب من الزبون الجلوس على مقعده امام العدسة ورفع رأسه والنظر الى العدسة  وعدم الحركة وعدم اغماض العين و ابتسامة طبيعية ترسم على الوجه ، وعدم العبوس او غلق الفم بشكل غير طبيعي لأن ذلك يغير من ملامح وقسمات الوجه تؤدي الى ظهور الصورة بشكل نشاز...وبعد التقاط الصورة  يمد يده داخل  الخرطوم الاسود بحرص لغرض الحصول على الصورة النيجاتيف ومن ثم طبعها بنفس الطريقة .. حيث تخرج الصور مبلله فيقوم بتنشيفها بتعليقها بالقراصات على حبل رفيع يستخدمه لهذا الغرض ...
صندوق المصور الشمسي  ووفق ما اخبرني به احد الاخوة ممن امتهنوا التصوير الشمسي يحتوي على حوضين  الاول سائل لاظهار الصورة مكون من مقادير معينة من كاربونات  وهيدروكلوريد   وسلفايت وميثول  وبروميد تخلط مع الماء ... والثاني يحوي على  سائل الهايبو  كما يوجد صندوق صغير لوضع الورق قياس ثمن .. اغلب عدسات  الكاميرا  المانية الصنع   من انتاج  شركة زايزركون  .. اما ورق  الطباعة فهو من انواع مختلفة   اشهرها اكفا  وكيفرت  وفورتي وارجنتا 
في المناسبات والأعياد كان المصور الشمسي وكاميرته الصندوقية يتواجد في المتنزهات العامة مثل بارك السعدون أو حديقة الامة ويستعيض بمنظر طبيعي مرسوم على قطعة قماش وبالوان متنوعة زاهية أو تكون هناك صورة لاحد المشاهير  بدلا من قطعة القماش السوداء التي يضعها خلف الزبون....ونظرا للتطورالفني الذي طرأ على فن التصوير في العقود الاخيرة ودخول  الكاميرات الكهربائية الحديثة والديجتال بدأت الدوائر الحكومية تعتمد في معاملاتها على الصور الكهربائية الحديثة واستغنت عن الصور الشمسية القديمة...وبذلك انتهت فترة التصوير الشمسي التي بدأت في بداية القرن الماضي وانتهت في فترة التسعينيات منه ..


جامع الخاصكي

قريبا من البنك المركزي يقع واحد من جوامع بغداد المهمة .. وهو جامع الخاصكي ..والذي كان الى قبل فترة بسيطة مهملا تتراكم النفايات قريبا منه وذلك لوقوعه في منطقة تجارية مهمة .. ولكن قبل حوالي الشهر بدأت حملة كبرى من قبل ديوان الوقف السني   بصيانة الجامع .. كما قامت امانة بغداد بتنظيف المنطقة القريبة منه ..
جامع الخاصكي من مساجد العراق الأثرية التاريخية ويقع بين شارع المستنصر وشارع الرشيد في محلة رأس القرية في بغداد تبلغ مساحته الكليــة (750م2) ومساحـــة الحرم (600م2) ويستوعب لحوالي 400 مصلِّ وقد زينت جدرانه بالآيات الكريمة من الداخل..
شيدهُ محمد باشا الخاصكي، والي بغداد عام 1683م، ثم جددت عمارتهُ عام 1891م وبعد ذلك استولى عليه الخراب فجددت عمارتهُ عام 1924م، وكان فيه محراب أثري جميل من أبدع آثار الفن الإسلامي وهو قطعة عظيمة من الرخام جاء وصفهُ في مؤلفات تأريخية كثيرة ..نقلت هذه التحفة من الجامع الى مبنى المتحف العراقي، وكان لهذا المسجد مدرسة تزخر بطلاب العلم يدرس فيها العلوم العقلية والنقلية.. ثم الغيت الدراسة الدينية في هذه المدرسة في عام 1968م، بقرار من الحكومة العراقية بالغاء المدارس الدينية وأغلاقها في بغداد وعموم محافظات العراق.
للجامع منارة  كبيرة وعالية ومنبر للخطابة مصنوع من الخشب الصاج كما توجد في الجامع  مكتبة بسيطة  ويحوي على بيت صغير  اضافة الى ست محلات اوقفت عليه ..
في هذا المسجد يوجد قبر الشيخ محمد الأزهري والذي يذكر صاحب كتاب جامع الانوار تراجم علماء بغداد الشيخ عيسى البندنيجي انه أحد الأولياء العارفين و كان فريد زمانهِ وان والده من أصحاب الشيخ عبد القادر الكيلاني، توفي ببغداد ودفن في هذا  الجامع  الذي كان يوما ايقونة من ايقونات شارع الرشيد الجميل ..


السوق الجايف

هناك القليل  ممن يعرفون  هذا الاسم في هذه الايام... هذا السوق تسميه النساء سوق التجار .. ويسميه البعض سوق العبي النسائية ... محلاته  يشغلها تجار الاقمشة والشراشف وباعة العبائات النسائية  والبطانيات ولوازم الاطفال  حديثي الولادة ...ويسميه كبار السن والعارفين بتاريخ المنطقة  وشاغلي المحلات ب السوك الجايف..  وقد تعودت اذاني على سماع هذه التسمية كوني كنت اعمل في سوق الجوخجية للستائر والقريب منه .. .. اسم السوق مشتق من كلمة الجيفة.... وهي الحيوان الميت والمتفسخ... والجايف بمعنى ( الكريه و النتن الرائحة )... يقع هذا السوق بين شارعي النهر و الرشيد.  وهو من الاسواق المهمة في بغداد ..يعود سبب تسميته بهذا الاسم الى عام1831 و أنتشار مرض الطاعون في بغداد والذي تزامن مع ارتفاع مناسيب نهر دجلة  في تلك السنة  .... حيث توفى عدد كبير من الناس....و بقيت الجثث في الاسواق والشوارع اسابيع طويلة لا تجد من يقوم بدفنها خوفاً من العدوى .. حتى ان المرأة ذات الحليِّ والزينة الذهبية تسقط فلا يتقدم لمخشَّلاتها أحدٌ من السراق .. انتشرت رائحة الموت .. رائحة كريهة رهيبة...وظل السوق بتلك الرائحة لاشهر طويلة....والناس تتحاشى دخوله أو تدخله مسرعة لتجتازه باسرع ما يمكن ...هذا رأي..وهناك رأي آخر ليس ببعيد عن الرأي الاول هو وجود مخفر للشرطة  في داخل خان النبكة والذي مازال قائما ويسمى سوق النبكة " لوجود شجرة من السدر " .. حيث كانت تجمع جثث المتوفين  بالطاعون في هذا المخفر  حتى اصبحت جيفا
وللطرافة ....يروي عالم الاجتماع العراقي المرحوم الدكتور علي الوردي قصة طريفة عن أحد أجداده الذي كان شاهداً على هذا الطاعون حيث  كان يعيش وسط عائلة يبلغ عدد افرادها عشرة ... وقد رأى في منامه في احدى الليالي أن 10 جنائز قد خرجت من هذا البيت فلما انتشر الطاعون صاروا يتناقصون واحدا بعد واحد...ففي كل يوم يموت احدهم... والجد يقوم بتغسيله وتكفينه ودفنه ...حتى ظل وحيدا.......فلما مات التسعة الباقون أدرك أنه سيكون العاشر لا محالة.... والناس كانوا ، ولا زالوا للاسف ، يؤمنون ويصدقون الخرافة والاسطورة والحلم واقوال الشيوخ....ولخوفه من أن يبقى دون غسل ولا تكفين اذا ما مات لعدم وجود من يقوم بذلك... قام فاغتسل وارتدى الكفن ولف جسمه كالميت تماماً .. ثم تمدد على ارضية الدار منتظرا ملك الموت... بعد ساعات من الانتظار دخل الدار احد اللصوص... حيث يزداد نشاط اللصوص لانهم يتوقعون فراغ الدور نتيجة وفاة اهلها او هروبهم خارج المدن... اقترب اللص من الجد... وحين شاهد الجثة المسجاة اقترب منها... لكن الجد أحس بحركة غير طبيعية فقفز صارخا بوجه اللص الذي سقط من فزعه ميتا ..و اكتمل العدد ( 10) ...وخرجت العشر جنائز كما في الحلم ...وادرك الجد بما لا يقبل الشك انه سيعيش... فخلع الكفن ونام بهدوء ..
من معالم هذا السوق جامع المدرسة الوفائية .. ومطعم الحسيني الشهير والذي يسمى حاليا مطعم كمال .. وخان النبكة .. والباب الخلفي لخان مرجان ....كما ينتهي هذا  السوق من جهة شارع النهر بعمارة المصبغة والتي يشغلها  واحد من اشهر باعة الجبن والالبان والدهن الحر وبيض العرب والقيمر في بغداد..


اشور بيث سركيس



لا اخفيكم سرا اني اشعر بالارباك .. فما زلنا في عصر تكميم الافواه .. لم اعد اعرف ماذا اكتب لكم  .. خشية ان تتهم منشوراتي بالتطرف  وبخدش الحياء العام  وبالدس الطائفي لجهة معينة كما وصفها  احد الاخوة في احد الصفحات بالامس لانه لم يعجبه منشورا عن داوود اللمبجي .. خشيت ان اكتب لكم عن محلة امام طه .. واصبحت اخشى ان اكتب عن كهوة عزاوي .. وبدأت ارتجف من ابراهيم عرب .. ولن اكتب عن شارع النهر  وجامع الاصفية .. ولا عن جامع الخفافين  خشية ان  اثير حولها شكوكا تنتقص من تاريخنا الحضاري الذي سبقنا به الامم .. اردت ان اكتب في ذكرى ولادة  الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله سلم  كما كتبت عنه في ذكرى وفاته  .. فتراجعت لانه جد الحسين عليه السلام والكتابة عن سيد شباب اهل الجنه تعد تطرفا  .. لذا ساشتري "براد رأسي" وساكتب لكم عن اشور بيث سركيس المطرب الاشوري الكبير .. واتمنى ان لا يخرج لي من يدعي اني ابشر للنصرانية ..

اشور بيث سركيس  هو مغني وملحن آشوري حاز على شهرة واسعة بين الاخوة  الآشوريين والسريان والكلدان.. وذلك لكونه من المطربين القلائل المتميزين في غناء الاغاني   الخاصة بهذه القوميات العزيزة على قلوبنا .. وقد حصل على نجاحات باهرة في هذا المجال ..

ولد آشور بيث سركيس في مدينة بغداد في 2 تموز عام 1949  واكمل دراسته الابتدائية والثانوية  فيها ..كان هاويا للموسيقى منذ صغره ..وقد تعلم منذ طفولته العزف على البيانو .. حتى اصبح مؤهلا للعزف في الكنائس المحلية في بغداد ..وخلال مراهقته بدأ بكتابة الأغاني ذات الطابع الكلداني والاشوري  متأثراً بأسلوب من سبقوه مثل  إيوان أغاسي ..وملكا بيبا ...

هاجر من العراق  عام 1968 إلى الولايات المتحدة الامريكية  واستقر به المطاف في مدينة شيكاغو. وهناك أسس فرقة طائر الشرق "East Bird Band" و أطلق أول ألبوماته. سافر بعدها إلى افغانستان و إيران حيث تأثر بالموسيقى المنتشرة هناك قبل فترة سقوط الشاه  ودرسها بشكل مكثف قبل استقراره في مدينة  لوس أنجلوس الامريكية ..

غالباً مايقوم  آشور بيث سركيس بتلحين وكتابة كلمات أغانيه بنفسه.. كما قام في الاونة الاخيرة بالاستعانة  ببعض أشعار الشاعر الاشوري  فريدون آتورايا والتي قام بتلحينها ...

 الى ما قبل سقوط الموصل بيد العصابات الارهابية المتطرفة والمسماة داعش .. كان اشور بيث سركيس  يزور العراق سنويا  حيث يشارك باحياء احتفالات خا بنيسان في سهل نينوىبالموصل ...

يقيم آشور بيث سركيس حالياً في فينيكس بالولايات المتحدة الامريكية..



خان الكابولي

تضم مدينة الكاظمية المقدسة الكثير من المعالم التاريخية والتراثية .. والتي ارتبطت بالموروث الحضاري لهذه المدينة المقدسة ..ومن اهم هذه المعالم  هو خان الكابولي ..او خان الكعبولي ... يرجع اصل التسمية الى مدينة كابول بافغانستان يملك هذا الخان أحد تجار كربلاء..وقد  خصصه  لايواء  زوار العتبة الكاظمية المقدسة...وكذلك تأمين ايواء الزوار الافغان عاد زيارتهم للعتبات المقدسة  وهم كما معروف من ذوي الامكانيات المحدودة ...شيد هذا الخان ايام الدولة العثمانية  بالطابوق الفرشي .. وهو ليس الخان الوحيد في الكاظمية ولكنه الوحيد الذي ارتبط بذكرى تمس حياة العراقيين وهي  تأسيس اول فوج في الجيش العراقي في 6 كانون الثاني 1921  والذي تشكل في مدينة الكاظمية المقدسة تحت اسم  فوج الامام موسى الكاظم ..وكان أمر الفوج  المرحوم الحاج محي الدين السهروردي.وقد شغل الفوج  الخان بعد ان امتلأت به ثكنة الخيالة في الكاظمية ...
يقع خان الكابولي غربي الكاظمية المقدسة  .. قريبا من سوق الاستربادي الشهير في المنطقة المحصورة بين المدرسة الايرانية والحسينية الافغانية ......
الخان مربع الشكل  بني على طريقة الدور الشرقية ..له ساحة واسعة تربط فيه الدواب وبغال الزوار عندما  كانت الحيوانات  الواسطة الوحيدة للنقل.. تحيط بالخان  ساحة كبيرة.. وهي موقوفة للخان.. وفي هذه الساحة التي تقع أمام الخان، كان يتدرب افراد فوج موسى الكاظم صباح كل يوم..
الطابق الاسفل يتكون من غرف أعد بعضها لخزن  علف الحيوانات، وبعضها الاخر للسكن، وفي الطابق الثاني غرف العوائل حيث  تسكن كل عائلة في غرفة منها ..و كان الزوار وخاصة الافغان  يتكونون من عائلات تصطحب معها أطفالها خاصة  وان  الزيارة كانت  تستغرق  وقتا طويلا ، و للخان أعمدة تقع أزاء جهة الروضة الكاظمية المقدسة وعددها أربعة وستون عموداً.. وكذلك كان في هذا الخان اربع وستون غرفة مربعة  ....ابواب الخان من الخشب، وسقوفه من الخشب المزركش والمطعم بـ ((المرايا)) ...والخان بمجمله كان تحفة معمارية و آثرية و تاريخية تخلب الالباب  وهو من اهم من معالم الكاظمية المقدسة  كما كانت عربات النقل القديمة الكاري ـ الترامواي بين بغداد والكاظمية والتي تجرها الخيول تنطلق من مرأبها قريبا من  سوق الاستربادي لتمر من أمام هذا الخان...
بعد وفاة صاحب الخان قام المتولي على الخان والمشرف على الوقفية بايجار غرف الخان ..ثم  هدم في الخمسينات من القرن الماضي وقسمت ارضه الى قطع صغيرة  اتخذت كدور للسكن ومحلات ما زالت قائمة لحد الان .. 


مكتبة الطفل العربي

لم استطع ان امنع دموعي من النزول وانا ارى الحال الذي وصلت اليه واحدة من اقدم واهم  المكتبات في الوطن العربي..والتي كنت اشعرايام طفولتي  انها بيتي الثاني وكنت اعد الايام يوما يوما لكي تأتي العطلة الصيفية  حتى اعيش في ربوعها ..
على العموم وبعيدا عن العواطف  .. تأسست مكتبة الطفل العربي في بغداد عام 1969 وكانت تابعة للإدارة المحلية في بغداد ، في عام 1999تم ربطها  بدار ثقافة الأطفال بوزارة الثقافة والاعلام  ..كانت الملاذ لجيل لن يتكرر.. جيل الستينات والسبعينات خاصة ايام العطلة الصيفية اذا كانت تلتزم بمنهاج يتضمن زيارة كل اقسام المكتبة المختلفة .. ومنها صالة  المطالعة الواسعة والتي تحوي على اعداد كبيرة من اشهر الكتب والقصص و المجلات والدوريات الخاصة بالاطفال .. مثل مجلة سمير المصرية .. وميكي  ومجلتي والمزمار .. اضافة الى عروض سينمائية لافلام الطفل في ايام محددة من الاسبوع .. وعروض مسرحية لفرق مسرحية تهتم بالطفل ..كما تميزت مكتبة الطفل العربي بالمساحات الخضراء الواسعة التي كانت ملاذا للطفولة البريئة .. و في المكتبة واحدة من افضل قاعات الرسم  المجهزة بافضل المستلزمات لكي ينمي هواة الرسم من الاطفال مواهبهم .. وكانت المكان المفضل لادرارات المدارس حيث  تنظم لها سفرات دورية للطلاب ..
بدء اداء المكتبة يتراجع في نهاية التسعينات نتيجة للحصار الاقتصادي الذي واجهه البلد وتعرضت بعد عام 2003 الى التخريب المتعمد حيث تعرضت ممتلكاتها الى السلب والنهب والحرق وطالها النسيان والإهمال وهجرها الاهالي والطلاب وعشاق هذا الصرح التربوي الكبير..ولم يتبقى على رفوفها الا كتب ومجلات قديمة وممزقة لا تستطيع إغراء الطفل بتصفحها أصلا واصبحت أقدم وأهم مكتبة للطفل في بغداد والوطن العربي ذكرى.. ولا يمكن مقارنتها اليوم بأبسط مكتبة عربية في دولة مجاورة..وعجز المعنيون عن إعادة الحياة إليها.
بعد عام 2003أصبحت المكتبة  الموقع البديل لدار ثقافة الأطفال بعد التدمير الذي طال بنايتة الدار في وزارة الإعلام المنحلة مما  سبب تصغيرا  لقاعاتها وتقليصها إلى قاعة واحدة  واصبحت دار العرض السينمائي والمسرحي مكاتب للعاملين في الدار وحاليا هناك اعمال لبناء طابق ثاني  لغرض عودة المكتبة الى دورها السابق..حيث تم تجهيزها مؤخراب 1500 كتاب أجنبي مخصص للصغار، و5400 كتاب عراقي وعربي، معظمها إهداء من جهات ومنظمات  خيرية  أو من إصدارات الدار القديمة،وتم تخصيص مبلغ 250 ألف دينارفقط لشراء الكتب من الخارج في العام الماضي  ...
تعاني المكتبة حاليا من ذات الاسباب التي تعانيها المدارس وهي غياب وسائل تشجيع الطفل على القراءة .. الناجم عن ضعف الادارات المدرسية  وضعف دور الأهل بالإضافة إلى انتشار القنوات الفضائية ووسائل الإنترنت التي صارت بديلا محببا للطفل وهي تعرض أفلاما وبرامج مثيرة بشكل يسحب انتباهه لها أكثر من قراءة كتاب في مكتبة بعيدة عن بيته.. واصبحت ادارات المدارس تفضل السفرات الى النادي الترفيهي ونادي الصيد ومول المنصور وحديقة الزوراء وغيرها ..كما ان إهمال المكتبة وعدم رفدها بالجديد والممتع من الكتب والإصدارات الحديثة، وغياب عرض الأفلام السينمائية والنشاطات المسرحية المخصصة للصغار ساهم بعزوف الاهالي وادرارت المدارس عن المكتبة ..

المشاوي

المشويات  او المشاوي من اكثر الاكلات شعبية في العراق وبلدان الشرق الاوسط  ومن اشهرانواع المشويات .. الكباب ..والكباب بالأصل يرجع إلى لفظة آرامية سورية قديمة هي "كبابو" و تعني الحرق والتفحيم. و يطلق على هذه الاكلة  في بعض الدول العربية ومنها مصر .. الكفتة .. وهي اكلة شعبية  تحضر من اللحم المفروم مع كمية من اللية ( الدهن ) باستعمال أسياخ الشوي او ما تسمى في العراق "الشيش " ويشوى على الفحم وقديما كانت تستعمل المروحة اليدوية " المهفه " في تأجيج النار واستعيض عنها بالمروحة الكهربائية والتي تستخدم  بكثرة هذه الايام ..
أول من حضر الكباب كان اهالي حلب في سوريا  ويسجل التاريخ ولع أهالي مدينة حلب بأنواع كثيرة من المشويات..ومن حلب انتقلت هذه الاكلة الفاخرة الى باقي بلدان الشرق الاوسط ومنها العراق  حيث أضاف كل بلد نكهته الخاصة ..في إيران مثلا يضاف الزعفران إلى اللحم قبل شوائه وفي تركيا تتنوع الأصناف وطرق التتبيل من مدينة لأخرى فهناك الكباب الأورفلي في أورفا والكباب الأنطاكي في أنطاكية والكباب السلطاني في إسطنبول . ويتميز الكباب في مناطق البادية الغربية من العراق  وصولا الى  حلب بمذاقه الفريد والمميز .. بسبب لحوم الاغنام العواسية الفاخرة ذات المذاق المتميز والتي لا مثيل لنوعيتها   حيث تشتهر هذه المناطق من الفلوجة وحتى حلب  ومدينة حماة بخصب المراعى التي تنتج أغناما ذات لحوم فاخرة تشكل المصدر الرئيس لمعظم الأكلات في هذه المناطق  ومنها الكباب الشهير ... يحضرالكباب  أما دون إضافات ..او قد يضاف اليه كما  في الشام الصنوبر والفستق الحلبي ..وبعضهم  يضيف  البادنجان ويسميه الحلبيون كباب بالباذنجان ..او يضاف اليه الطماطم  والفليفلة والمعدنوس ( البقدونس ) والبصل والنعناع ويسمى بالكباب الخشخاش .... وفي بعض البلدان وخاصة لبنان يمزج لحم العجل مع لحم الغنم  لإضافة نكهة مميزة دسمة. و يفضل العراقيون  ان يرش مسحوق  السماق على الكباب .. لاضفاء نوع من الحموضة المحببة على الاكلة ..
المطاعم الشهيرة كثيرة ولكن اغلب الناس تفضل الشوي عند القصاب  فهو اضمن واكثر اقتصادية  لا سيما وقد اصبح امام كل قصاب شواية... ..  مؤخرا اخذ بعض الناس يفضلون كباب الدجاج والذي يحضر  بنفس الطريقة وبشكل عام يؤكل الكباب بانواعه مع خبز التنور الحار والطماطم المشوية والبصل  والطرشي (المخلل) ..ترافقه المشروبات الغازية  او  الشنينة ( اللبن المخفوق ) والذي يكثر استهلاكه شمال العراق....
وهناك التكه.. والتي يسميها الاخوة المصريون بالكباب ... وهي قطع اللحم الصغيرة والتي ترص في اسياخ مع بعض الليه . وتشوى بنفس الاسلوب ..وكذلك المعلاك وهو كبد الغنم الذي يشوى بنفس طريقة التكة ولكن بدرجة استواء اقل ..وقد يفضل البعض القلب  والذي يحتاج الى درجة حرارة اكبر من المعلاك للشواء .. وهناك الشاورما والتي تعرف ب ( الكص ) . وهوقطع من  لحم العجل أو الغنم او الدجاج ترص على سيخ عامودي يدور أمام نار من الغاز أو شواية كهربائية. وتوضع الليه في أعلى السيخ وبين طبقات اللحم لإضافة نكهة الدسم. ويقطع السطح الخارجي كرقاقات عند التقديم . حيث يدور السيخ باللحم المرصوص عليه بجانب النار لكي تستوي الطبقات الخارجية بشكل متساوي وقد حطم قاسم ابو الكص قبل اشهر  الارقام القياسية ليحضر اكبر شيش كص في العراق بمناسبة المولد النبوي الشريف .. وبوزن 1500 كيلو غرام.. أي طن ونصف الطن ..
وهناك ايضا انواع اخرى من المشويات اقل شهرة مثل  الضلوع و الشيش طاووق و مكعبات الدجاج المشوية المتبلة ببهارات أساسها الثوم. و دجاج تكا. وغيرها الكثير .. والمجال واسع للمبتكرين ومحبي الطبخ عموما.. والمشاوي بشكل خاص .. والف عافيه على قلوبكم ..


مرقد الامام يحيى ابو القاسم

تحفة معمارية وفنية وتاريخية وحضارية .... ثاني اكبر اثر تاريخي اسلامي  في الموصل  بعد مئذنة الحدباء الشهيرة. يقع في حي الشفاء في  مدينة الموصل على نهر دجلة بالقرب من قلعة باشطابيا التاريخية وقره سراي. ويعد من اهم النفائس الاثرية لما يحويه من زخارف خارجية وداخلية متنوعة مما جعله مفخرة لاهل الموصل خاصة والعراق عامة حيث  يمثل مرقدا وضريحا لواحد  من سلالة ال بيت الرسول الاكرم ( ص ) وهو الامام يحيى ابو القاسم ابن الحسن ابن الامام علي بن ابي طالب ( ع ) حيث  يتشرف ثرى الموصل بضم جسده الطاهر...
المرقد شيد ايام الدولة الاتابيكية في زمن بدر الدين لؤلؤ سنة  637هـ/1239م وكما هو مثبت على الجهة اليمنى العليا لواجهة المرقد.. ويعتبر من  المبتكرات المعمارية الاسلامية منذ القرن السابع الهجري. حيث يتكون من غرفة مستطيلة تعلوها قبة مستندة على مقرنصات تزينها الزخارف والكتابات المختلفة من الداخل وتعلوها قبة مخروطية أخرى بينها وبين القبة الأولى فراغ ...جدران المرقد  مغطاة بالكامل بالزخارف الرخامية والنصوص القرآنية والكتابات الاجرية التذكارية التي صنعت بدقة متناهية اضافة لوجود المحراب في الزاوية الجنوبية من المرقد الذي يعد هو الاخر تحفة فنية نادرة جدا...
مر المرقد بعدد من ادوار الصيانة كانت الاولى عام (719هـ/1319م) من قبل الحاج ابراهيم خادم المرقد في ذلك الوقت والثانية  سنة (1916م) عندما استحدثت مديرية الاثار العامة في حينها دعامتين مستندتين على مصطبة في الجدار الشرقي من جهه النهر. منعا لانهياره بفعل التشققات التي دبت فيه منذ العام 1907 اما الصيانة الاخيرة فكانت في تموز العام 1997 وانتهى في تشرين الثاني العام 1999 واستمرت فيه اعمال الصيانة عامين وثلاثة اشهر وهذا الدور يعتبر من اكبر اعمال الصيانة الاثرية والانشائية الحديثة و التي تمت على نفقة احد المحسنين من اهالي الموصل الكرام.
في يوم الأربعاء 23 تموز 2014...وكما جرى للعديد من الجوامع والكنائس ودور العبادة في الموصل فقد قام الرعاع والمتخلفين وشذاذ الافاق من الهمج والبربر والقادمين من اعماق الكهوف ومجاهيل الصحراء بتفجير مرقد الامام يحيى ابو القاسم بن الأمام علي عليه السلام..



نفاخ بغداد .. ابراهيم عرب


لم يتجرأ  احد على وصف ابراهيم عرب بالكذاب فقد كان شخصية محبوبة و قدرته على الإدهاش، وصدقه مع نفسه أو تصديقه هو لما يقول، جعل االناس  ينظرون له نظرة ملؤها المحبة أو عدم الكراهية لأنه في أكاذيبه لم يكن مؤذيا أو متسببا في إيذاء أحد، بقدر ما كان مثيراً لأجواء البهجة والمرح في مقهاه الذي ذاع صيتها انذاك ..

لم  يدعي البطولة والشجاعة والشقاوة لكنه كان يدعي ايجاد الحلول لكل شيئ ، في السياسة والاجتماع والاقتصاد  ويدعي انه يقدمها لكبار القوم والمسؤولين مجانا ، اضافة الى أحاديث عن  مغامراته في السفر والتجوال التي  تفوق حدود المبالغة  والخيال…فتارة  كان مدعواً للعشاء عند (الملك فيصل الاول) وقدم له النصائح في كيفية حكم العراق وان  المندوب السامي البريطاني (هنري دوبس) قد زاره  منتصف الليلة الماضية وشرب عنده الشاي وحل له مشكلة مستعصيه – وان (المس بل) قد عشقته وراودته عن نفسها ولكنه رفض ذلك لان اخلاقة رفيعة وتربيته لا تسمح له بمثل هذا الفعل ..وانه طاف في أفريقيا وغيرها من مجاهل العالم  وواجهته أمورا لا تصدق الى درجة ان اكلي لحوم البشر قد أكلوه مرة الا انه نجا ! …  ومن أشهر تخيلات إبراهيم عرب انه كان قد تسلم دعوة من هتلر لزيارة المانيا حيث أخذه هتلر بموكب رسمي في جولة في برلين بسيارة مكشوفة..وكان الالمان يتسائلون : هذا ابراهيم عرب،، افتهمنا،، بس اليمه منو ؟؟؟؟؟   وهو من قذف الكرة وذهب لاكل الباجه عند مطعم باجة ابن طوبان وشرب الشاي وعاد الى الملعب لحظة نزول الكرة التي سجل منها هدفا .. وهو من ادخل يده في فم الاسد وقلبه على البطانه وهو من طبخ جبل تمن ابيض.. وجبل تمن احمر.. جان توكع الحكاكة مال التمن وقتلت عشرة!
وبوفاته انتهت حكاية ابراهيم عرب لتبدء حكاية الكثيرين ممن ملئوا رؤوسنا نفخا وزمطا .. وكذبا  وذرعا بالشط كما يقول اهلنا .. ولكن النتيجة .. صفر وباليد حصان ..




عكد النصارى

تقع محلة عگد النصارى في وسط بغداد الرصافة... وكانت محلة واجدة  متصله فيما بينها حتى اخترقها شارع الرشيد ... اشتهر عكد النصارى بوجود العوائل المسيحيه وكان مغلقا للمسيحيين  الا ما ندر.. .. وفيه ايضا  كنيستان ...ام الاحزان1843م  للسريان وكنيسة الاقباط الارثدوكس 1866م.. ويذكر المؤرخون ان وجهاء بغداد من الارمن طالبوا البطريارك مار يوسف السادس ببناء كنسية لهم اسوة بالسريان واللاتين فكان لهم ذلك وبنيت في عام 1876 وسميت  بكنيسة الارمن و قد هدمت و انشيء محلها اسواق تجارية تعرف اليوم بسوق الأرمن  .. تتألف المحلة  من عدد من البيوت التي تقع على الزقاق الرئيسي والذي يسمى (عگد النصارى) والازقة الفرعيه الصغيره الاخرى والتي تحولت الى محلات لبيع التجهيزات الكهربائيه ومستلزماتها وتحولت بيوتاتها الى مخازن ومحلات امتلاْت بها المعدات والتجهيزات بعد ان كانت تعج بالعوائل المسيحيه التي ارفدت الحياة البغداديه بالكثير من الادباء والعلماء والسياسين وكان لها دور كبير وواضح في الحياة العامة..خصوصا في النصف الاول للقرن العشرين حيث  كانت هذه المحله تزخر بالحياة والفن والفرق والموسيقيين وارباب الصناعه كان فية استوديو خاص لشركة جقماقجي للاسطوانات .... كان فيه دير شهير هو دير الراهبات الفرنسيات  والذي لجأت اليه سارة خاتون قبل هروبها من بين يدي والي بغداد .. كما كان يضم واحدة من اشهر مدارس بغداد وهي مدرسة الراهبات التقدمه  والتي انتقلت الى الباب الشرقي وتوسعت لتتحول الى مدرسة ثانوية قبل ان تتحول الى مدرسة حكومية اسمها ثانوية العقيدة للبنات ..وكان  عگد النصارى قبلة يزوره الادباء والشعراء والتجار وقد نظم الملا عبود الكرخي شعرا في هذا العكد غناه المطرب الكبير محمد القبانجي و فيه يقول ..
 سودنوني هالنصارى .. شكوا يشماغي .. ملخوا عباتي ... يالنصارى شصار بيكم . ما تضيفون اللي يجيكم .. سائل عليكم نبيكم .. بلكت يسويلي جاره .. سودنوني هالنصارى ..
 كما غنى هذه الاغنيه ايضا المرحوم يوسف عمر ..وقد كانت هذه الاغنيه سببا لان يقيم احد الصحفيين المسيحيين المتشددين دعوى قضائيه في محكمة جزاء الرصافة ضد المطرب محمد القبانجي بدعوى انه يثير الطائفية الدينية  ولكن محبي القبانجي من المسيحيين  جمعوا اربعين توقيعا مضادا للدعوى  قالوا فيه ان القبانجي غنى هذه الاغنيه اعتزازا بالنصارى ومحبة لهم ..ونتيجة لذلك فقد ابطل القاضي الدعوى..                        
ونتيجة لتوسع بغداد وتضاعف عوائل العكد وزيادة سكانه .. ظهرت  مناطق جديده مثل (كمب الارمن ) وعرصات الهنديه والكراده وبغداد الجديده و(كمب ساره ) و الدوره .. واصبح فيها  للاخوة المسيحيين تواجد ملحوظ الامر الذي دعى العديد من سكان عكد النصارى الى تركه والتوجه الى هذه الاماكن طلبا للتجديد والاستقلال حتى فرغ العكد من اهله في نهاية الستينات من القرن الماضي وتحول الى منطقه تجاريه متخصصه بالتجهيزات الكهربائيه وتسمى اليوم (سوق الكهربائيات ) وعدد من معامل الاحذية ..وضاعت الصوره التراثيه لهذه المحلة الجميلة

زيارة ديف بروبيك وفريقه الرباعي الى بغداد 

هي اشهر فرقة للجاز في العالم .. و الجاز هو نوع من الموسيقى أوجده الامريكيون من اصل افريقي في ولاية نيوأورليانز نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ،وقد اشتهرت العديد من الفرق الموسيقية  بهذا اللون من  الفن، لكن أشهرها هي الفرقة الرباعية للعازف الأميركي الشهير ديف بروبيك ..
ولد هذا العازف الكبير عام 1920 لعائلة موسيقية في مدينة كونكورد، بولاية كاليفورنيا الامريكية.. وبدأ دروس العزف على البيانو مع والدته في سن الرابعة، و حين بلغ الثانية انتقلت عائلته الى مزرعة للماشية في سفوح جبال سييرا، ليترك البيانو وتبدأ حياة موسيقى الجاز حيث شكل بروبيك فرقته الرباعية وقدم سحر موسيقى الجاز لآلاف من الشباب في المناطق العامة، فضلا عن نوادي الجاز في معظم المدن الأميركية الكبرى ..وفي العام 1954 ظهرت صورة ديف بروبيك على غلاف مجلة "تايم" مع قصة عن نهضة موسيقى الجاز وصعود بروبيك الهائل.واصبح واحد من اكثر الموسيقيين نشاطا وشعبية حتى اطلق عليه  لقب الاسطورة الحية .. حيث الف مقطوعات موسيقية للعديد من مسرحيات برودواي بالاضافة الى موسقى العديد من الافلام الكرتونية و بيعت له ملايين النسخ من البوماته..

ديف بروبيك وفريقه الرباعي زار بغداد والتي كانت تشهد يومها  تطورا فكريا وثقافيا وحضاريا  كبيرا .. وذلك بمناسبة مرور عشرون عاما على افتتاح مكتب لشركة "مترو غولدن ماير" السينمائية الأميركية في بغداد وبرعاية من الخارجية الامريكية ... كانت بغداد مع موعد لحفل موسيقي الجاز لهذا الفنان الكبير والذي وصلها مع فريقه الرباعي على متن طائرة للخطوط الجوية العراقية  واستقبل في المطار استقبالا حافلا من قبل المنظمين ومن عشاق موسيقى الجاز العراقيين الذين لم يتمكنوا من تصديق ان بروبيك سوف يحضر إلى بغداد.. وكان من ضمن اعضاء فرقته  الفنان يوجين رايتو وهو واحد من اشهر عازفي الكيتار في العالم ... والذي يُلقب بالسيناتور

قدم بروبيك  الفرقة حفلته الرئيسية الكبرى  على مسرح سينما الخيام يوم 8 أيار سنة 1958 حيث استمع متذوقوا الموسيقى  من العراقيين  والدبلوماسيون الاجانب الى أنغام ومقطوعات من اسطوانته الشهيرة  "تايم آوت" التي كانت  أول اسطوانة لموسيقى الجاز تباع منها أكثر من مليون نسخة وكذلك  اسطوانة "خذ خمسة" الموضوعة اليوم في "قاعة المشاهير" بالمبنى الرئيسي لمؤسسة "جائزة غرامي" .. كما احيى بعدها العديد من الحفلات  قبل ان يغادر هذا البلد الذي كان محطا في يوم من الايام لاشهر فرقة لموسيقى الجاز في العالم .. فرقة ديف بروبيك..

توفي ديف بروبيك في احدى مستشفيات  نورويرك في ولاية كونيكتيكيت يوم 5/12/2012 اثر ازمة قلبية  وهو يحتفل بعيد ميلاده الثاني والتسعين ..

بتصرف من عدة مصادر

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...