محمد مهدي كبة مفكر قومي وسياسي من العراق عرف بأخلاصه الوطني، هو
محمد مهدي بن محمد حسن بن محمد صالح كبة ولد في سامراء عام 1900, من أسرة عربية من
قبيلة ربيعة، بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارس سامراء، وفي عام 1917
أنتقل مع أفراد عائلته إلى الكاظمية وقد اكمل تحصيله في مدرسة الشيخ الخالصي الدينية,
وتدرج في تثقيف نفسه تثقيفاً ذاتياً مستعيناً ببعض الأفراد من أسرته ممن كان لهم
باع في علوم اللغة والأدب والدين, فنظم الشعر وتعلم شيئاً من اللغة وآدابها ومن
الفقه والمنطق, وفي هذه المرحلة جاء
الاحتلال البريطاني للعراق, فتوقدت في نفسه الروح الوطنية, فأسهم في ثورة
العشرين، وكان داعيةً نشطاً, فأخذ على عاتقه توزيع منشورات الثوار ومراسلاتهم,
بالإضافة إلى نشره عدداً من نتاجاته في الشعر والأدب والسياسة في الصحف المحلية
يوم ذاك, حيث تجلت فيها نزعته الوطنية والقومية التي عبر عنها بكل جرأة وصراحة
وصرامة. وفي أعقابها قام بتأسيس الجمعية الوطنية التي كانت تمثل جبهة المعارضة
للسلطة آنذاك, بعدها اندمجت مع الحزب الوطني برئاسة جعفر أبو التمن.
وفي عام 1935 أسهم في تأسيس نادي المثنى بن حارثة في بغداد, وانتُخِبَ
نائباً لرئيسه صائب شوكت, وقد سجل فيه دوراً سياسياً ووطنياً وقومياً, وفي عام
1937 انتُخِبَ نائباً في مجلس النواب وأصبح عنصراً معارضاً ومناهضاً لكل المخططات
التي تنال من حرية العراق واستقلاله, فأيد ثورة مايس عام 1941 الذي نجم عنه غلق
النادي من قبل السلطة والاستيلاء على بنايته كما أسهم في عدد من الجمعيات الوطنية
منها جمعية (الجوال العربي) و(الدفاع عن فلسطين) و(نادي القلم) وتوج نشاطه السياسي
بتأسيس (حزب الاستقلال) في عام 1946 وأصدر جريدة (لواء الاستقلال) الناطقة باسم
الحزب, التي كان ينشر فيها آراءه وأفكاره السياسية. وفي عام 1948 أصدر بياناً ضد
معاهدة بورتسموث, كما تولى وزارة التموين في وزارة محمد الصدر واستقال منها بنفس
السنة, وتفرغ لشؤون الحزب, وطالب حكومة أحمد مختار بابان بإطلاق الحرية للشعب
العراقي ليعبر عن شعوره في تأييد الحركات التحررية وفي عالم 1958 حيث انبثاق الحكم
الجمهوري بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم عين عضواً في مجلس السيادة, ولم يلبث أن
ترك المسرح السياسي بسبب الأجواء السياسية التي لم تكن تتفق وميوله وتوجهاته,
وانصرف إلى كتابة مذكراته التي طبعت بعنوان (مذكراتي في صميم الأحداث) سجل فيها
مسيرة حياته من 1918- 1958. وقد ترجم رباعيات الخيام, وأشادت بمواقفه الوطنية
والقومية كثير من الدراسات وتناولت شخصيته عدد من الرسائل الجامعية, توفي عام
1984.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق