هو نوري بن سـعيد بن صالح ابن الملا طه القرغولي
، ولد ببغداد سنة 1888م، بدأ حياته ضابطا في الجيش العثماني بعد ان
تخرج من الأكاديمية العسكرية التركية في إسطنبول وشارك بمعارك القرم شمال
البحر الأسود بين الجيش العثماني والجيش الروسي وبعد خسارة العثمانيين عاد لوحده
من القرم إلى العراق، قاطعا مسافات كبير ما بين سيرا على الأقدام أو على الدواب.
ساهم في الثورة العربية وبعد فشل تأسيس مملكة الأمير فيصل في سوريا عاد إلى
العراق وساهم في تأسيس المملكة العراقية والجيش العراقي. شغل منصب رئاسة الوزراء في المملكة
العراقية 14 مرة بدآ من وزارة 23 اذار 1930 إلى وزارة 1 مايس 1958
ساهم بتأسيس عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة
والجامعة العربية كانت له ميول نحو مهادنة بريطانيا على
الرغم من حسه الوطني العالي. وساهم بتأسيس حلف بغداد والاتحاد الهاشمي ... كان
نوري السعيد ولا يزال شخصية سياسية مثيرة للجدل.. اضطر إلى الهروب مرتين من العراق
بسبب انقلابات حيكت ضده وهما انقلاب بكر صدقي وحركة مايس 1941.كان نوري السعيد
دبلوماسيا من الطراز الأول يتحدث الإنجليزية بطلاقة
,جاداً وحازماً ، مناوراً بصورة فريدة، واقعيا الى اقصى الحدود .اشتهر بروحة
الدعابة والفكاهة . له مبدأ خاص في الحكم عرف به وهو مبدأ "خذ وطالب".
كان مقتنعا بأن لابد للعراق أن يعتمد على دولة كبرى ليردع أعداه.
كتبت
المس بيل بعد أول لقاء لها مع نوري سعيد: " إننا نقف وجهاً لوجه أمام قوة
جبارة ومرنة في آن واحد، ينبغي علينا نحن البريطانيون إما أن نعمل يداً بيد معها
أو نشتبك وإيّاها في صراع عنيف يصعب إحراز النصر فيه" اما السفير البريطاني
في بغداد بيترسون
فيعتقد بان نوري باشا ظلّ لغزاً كبيراً..،
في 14 تموز 1958 بعد اعلان الجمهوريه حاول
الاختباء ولمدة يومين كاملين تمهيدا للهرب ومقاومة النظام الجديد كما فعل عند قيام
حركة
رشيد عالي الكيلاني عام 1941. استقل سيارة انطلق بها إلى إلى منطقة الكاظمية لاجئا
لبيت صديقه الحاج محمود الاستربادي التاجر الكبير وعميد عائلة الاستربادي
المعروفة، كما فعلها سابقا بعد ثورة 1941 حيث لجأ نوري السعيد إلى بيت الحاج محمود
الاستربادي خلال حركة رشيد عالي الكيلاني التي ساعدته على الانتقال خارج بغداد إلى
محافظة العمارة وانتقل من هناك إلى خارج العراق مع الوصي عبد
الاله ليتدبروا إسقاط حكومة الثورة يومذاك.
قادة الثورة ادركوا بان هرب نوري السعيد المعروف
بدهائه وحنكته سيسبب لهم مصاعب جمة وسيقنع الإنجليز بالاطاحة بالحكم الجمهوري
الجديد. فاعلنوا عن مكافئة مالية للقبض على السعيد،كان هدفه ان لا يبقى مختبئا بل
الفرار إلى خارج العراق ليتدبر امر مقاومة النظام الجديد. ففي يوم 15 تموز ترك بيت الاسترابادي متوجها نحو بيت الشيخ
محمد العريبي عضو مجلس النواب في منطقة البتاويين تعرف اليه أحد الشبان في منطقة
الكاظمية فتمت ملاحقته وما لبث ان تطورت المواجهة إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة بين
نوري السعيد وعناصر القوة الأمنية حيث اصابت رصاصة طائشة أثناء تبادل إطلاق النار،
السيدة الاسترابادي واردتها قتيلة وهنا اختلفت الروايات حول مصرع الباشا فإحدى
الروايات تذكر بانه اصيب بعدد من الإطلاقات من قبل أحد عناصر القوة المهاجمة والتي
ادت إلى وفاته، وتذكر رواية أخرى فانه اطلق على نفسه رصاصة الرحمة، كي لايعطي فرصة
لخصومة بالإمساك به واهانته وتعذيبه.
مات نوري السعيد ولم يترك لأهله أي مال أو تركه
وقد قامت الحكومة البريطانية بتخصيص مبلغ قليل لزوجته يكاد يكفي لسد رمقها. في
مطلع الثمانينيات التمست ابنته الرئيس الأسبق صدام حسين للعودة
للعراق فسمح لها بالعودة وخصص لها مكافأة بسيطة إلا أنها أودعت في دار الرعاية
الاجتماعية بعد فرض الحصار الاقتصادي على العراق عام 1991 على أعقاب احتلال الكويت وتردي
الأوضاع الاقتصادية.
2/2/2018
ردحذف