ساسون حسقيل (17 آذار 1860 – 31 آب 1932) أول وزير مالية للعراق في العصر الحديث، استلم وزارة المالية العراقية سنة 1921...وشغل منصب وزير المالية خمس مرات في فترة الحكم الملكي. في حكومة السيد عبد الرحمن النقيب المؤقته الاولى و الثانية والثالثة، ووزارة عبد المحسن السعدون الأولى، وكذلك في وزارة ياسين الهاشمي..
ولد ساسون في بغداد ومازال بيته على ضفاف دجله
قائم في منطقة شارع النهر قرب جسر مود سابقا الاحرار حاليا ...درس في مدرسة
الاليانس، ثم سافر إلى إسطنبول للدراسة عام 1877.. وعين ترجماناً لولاية بغداد بعد
عودته إلى بغداد عام 1885 ..انتخب نائباً في مجلس النواب التركي الأول عام 1908،
ينتمي ساسون حسقيل إلى عائلة يهودية بغدادية برزت
واشتهرت بالتجارة، كان والده من رجال الدين المتفقهين في الشريعة الموسوية..
شارك في مؤتمر القاهرة عام 1921م، برئاسة ونستون تشرشل، والذي
خصص لمباحثات قيام المملكة
العراقية..
ويعتبر ساسون أحد الأعضاء الثمانية في أول حكومة
قام بتشكيلها السير برسي كوكس (المندوب السامي البريطاني). في 13 آب 1923 م فوضته
الحكومة العراقية آنذاك لمفاوضة البريطانيين حول الأمتياز شركة
النفط العراقية التركية
وبفضله أخذ العراق يسترجع
واردات النفط بالباون الذهبي، بدلاً من العملة الورقية، بعد إصراره على هذه
المعاملة في المفاوضات عام 1925 م، رغم أعتراض أعضاء الوفد العراقي على ذلك. وقد
قدر العراقيون، في ما بعد، أهمية هذا الموقف. كان ساسون منظم أول ميزانية مالية في
تاريخ العراق، وأول
منظم لهيكل الضرائب على الأسس الحديثة.
وصفته المس بيل بأنه "أقدر رجل في مجلس
الوزراء، هو صلب قليلاً ، و حر ونزيه إلى أبعد الحدود". اراد الملك منه مبلغ
20 دينار عراقي من اجل بناء مدرسة في الديوانية بعد مطالبات من اهلها لبناء تلك
المدرسة إلا ان ساسون قد قال للملك لقد اقرت الميزانية في البرلمان وليس هناك مجال
للتلاعب في اي رقم مما اقره البرلمان ...
عرض على مجلس الوزراء نظام وزارة المالية، واراد
البعض أن يعارض اقتراحات ساسون، فغضب وقال لزملائه الوزراء هذا موضوع اختصاصيّ،
وهو من اختصاصي، وكما أني لا أعارض الهاشمي في الشؤون العسكرية، ولا فلانا في
موضوع الإدارة الداخلية، فلا أوافق على معارضتي في موضوع هو من اختصاصي، والنظام
من رأيي، فان وافقتم عليه فبها وخيراً، والا فلا أعمل معكم، وغادر المجلس. وقال
ياسين: يجب أن نخضع للمنطق وحاجة البلد الى هذا الرجل ولا معنى هنا
للعصبية. و ذهب الهاشمي وأرجعه إلى مجلس الوزراء ، وصودق على نظام وزارة
المالية حسب اقتراح ساسون بحذافيره ...اختتم حياته بمنجز من منجزاته الكثيرة ووضع
خطة دقيقة من أجل إصدار عملة عراقية وطنية، وسعى جاهدا من أجل تحقيق ذلك يساعده
يهودي آخر هو إبراهيم الكبير مدير عام المحاسبة المالية آنذاك، وبالفعل فقد تم ذلك
عام 1932 م وأصبحت النقود العراقية هي المتداولة بدلا من الروبية الهندية والليرة
التركية. قضى ساسون حياته عازبا دون أن يتزوج، ومات وهو أعزب، وقد جمع مكتبه فخمة
تعدَّ من أكبر المكتبات الشخصية في بغداد، وقد استحصلتها الحكومة العراقية عام
1970 واودعتها ضمن مكتبة المتحف العراقي، وضمت كتباً مختلفة وبلغات عديدة منها
الإيطالية والإنكليزية والألمانية والتركية والإسبانية والعربية. قال عنه أمين
الريحاني: "انه الوزير الثابت في الوزارات العراقية لأنه ليس في العراق من
يضاهيه في علم الاقتصاد والتضلع في ادراك الشؤون المالية".
توفي في باريس في31 آب 1932 ودفن في
بغداد بعد تشييع رسمي وشعبي كبير ورثاه
الشاعر الكبير معروف الرصافي قائلاً:
نعى البرق من باريس ساسون فاغتدت**** بغداد أم المجد تبكي وتندب**
ولا غرو
أن تبكيه إذ فقدت به***** نواطق أعمال من المجد تعرب**
لقد كان
ميمون النقيبة، كلها***** تذوقته
في النفس يحلو ويعذب**
تشير
اليه المكرمات بكفها****** إذا
سئلت اي الرجال المهذب**
ألا لا
تقل قد مات ساسون، بل فقل:**** تغور من
أفق المكارم كوكب**
29/1/2018
ردحذف