قصر شعشوع |
الكسرة هي منطقة شعبية بغدادية قديمة تقع وسط بغداد وتربط بين منطقتي
الأعظمية والوزيرية. تقع في مربع يكاد يكون في منتصف بغداد تقريبا ،فيحدها من
الشمال شارع المغرب الذي يضم على جنبيه الكثير من المرافق المهمة من عيادات اطباء
معروفين وصيدليات ومحال تجارية، وكذلك مستشفى الدكتور وليد الخيال لمعالجة
المصابين بأمراض الكلية، ومستشفى الألوسي، ومدرسة المتميزات للبنات ودائرة جوازات
الاعظمية ومن الشرق شارع الوزيرية الرئيسي الذي يحتوي على كلية الفنون الجميلة.
بينما يحدها من الجنوب شارع جسر الحديد الذي بني في بدايات القرن الماضي. أما في
جهتها الغربية يقع نهر دجلة وبالقرب منه يقع البلاط الملكي الذي انشأته العائلة
المالكة في بداية النصف الأول من القرن العشرين. والذي أصبح نادياً للضباط القادة
خلال فترة حكم صدام حسين.
تعتبرالكسرة ذات أعلى نسبة كثافة سكانية في بغداد إذ ان
العوائل التي سكنت منذ أكثر من سبعين سنة في بيت لا يتجاوز مساحته المائة متر مربع
بقيت في البيت نفسه وأغلب عوائل هذه المنطقة من صغار الكسبة والعمال ..
من أشهر معالم هذه المنطقة ملعب الكشافة الذي كان في السابق يسمى بساحة الكشافة وهو أقدم ملعب في بغداد شهد الكثير من المباريات الدولية الشهيرة لمنتخب العراق وتمثال جمولي الذي يتوسط الساحة المقابلة للملعب. وكلية التربية الرياضية للبنات. وتعتبر (الكسرة) منجما اغنى الكرة العراقية بالكثير من اللاعبين الدوليين أمثال جمولي ومجبل فرطوس وعلي حسين وعناد عبد وغيرهم.
كانت (الكسرة) في السابق تسمى بمنطقة (نجيب باشا) وهي مجموعة من البساتين كما هو الحال في أغلب مناطق بغداد الحالية.وكان يخترقها نهر صغير يتغذى من نهر دجلة عن طريق قنطرة تحت السدة الترابية التي تمنع الفيضان عن مدينة بغداد، وكان هذا النهر يسقي البساتين ويمر في منطقة الوزيرية وينتهي إلى قناة الجيش. فقررت العائلة المالكة في أواسط عشرينيات القرن الماضي بناء البلاط الملكي بمحاذاة هذا النهر الصغير من جهة ونهر دجلة من الجهة الأخرى. وعند اكتمال البناء وانتقال الملك اليه، بدأ بناء منطقة الكسرة، حيث خصصت أراض صغيرة قريبة من البلاط لا يتجاوز مساحة القطعة الواحدة أكثر من مئة متر مربع إلى حراس وخدم البلاط وسميت حينها بمنطقة (العبيد) والتي تسمى حاليا بمنطقة (الحارة) وهي تتوسط الكسرة. وكان هؤلاء الناس يعتمدون في شربهم وغسيلهم على النهر الصغير الذي يخترق البساتين ،والذي اختفى في أواخر العقد السادس من القرن الماضي.
ظلت الكسرة تسمى بمنطقة أو بساتين نجيب باشا إلى عام 1954 حيث حدث الفيضان الكبير الذي اغرق بغداد حيث انكسرت السدة الترابية التي تحمي بغداد من فيضان نهر دجلة في صيف ذلك العام. وكان ذلك الانكسار بالسدة مقابل هذه المنطقة فسميت (الكسرة) ويذكر حينها عندما داهمت مياه النهر هذه المنطقة هرع سكانها إلى ملعب الكشافة وارتقوا مدرجاته وجعلوه مأوى لهم بعد أن جرفت المياه بيوتهم الطينية.وبعد انحسار المياه عادوا لترميم ما تبقى.
الشارع الرئيس لمنطقة الكسرة يعج بالحركة والحياة، وفيه العشرات من المطاعم والمقاهي ومحال بقالة، والمحلات الشعبية. وكانت الكسرة تشتهر بلعبة مصارعة الديوك التي كان يقيمها مربي الديوك فيها ولكن هذه اللعبة اخذت بالانحسار في الوقت الحالي.
30/9/2018
ردحذف