هي زوجة وحبيبة الإمام الحسين (عليه السلام) .. هي ام سكينة عقيلة
قريش وعبد الله الطفل الرضيع .. هي الرباب بنت امرىء القيس .... اُمّها هند الهنود بنت الربيع ...والدها وأعمامها من وجوه
الجزيرة العربية..
توصف بانها من خيار النساء واكثرهن عبادة وتميزت بالشعر والادب ...كان ابوها امرؤ القيس نصرانيا من عرب الشام أسلم في خلافة عمربن الخطاب فولاه على قومه من قضاعة ... وخطب الامام علي بن أبي طالب ابنته الرباب لابنه الحسين فزوّجه إياها ...
عندما قرّر الإمام الحسين ( عليه السلام ) التوجّه إلى العراق رافقته السيدة الرباب وكانت قريبة منه تشاركه المحنة وتقف إلى جانبه مع عقيلات البيت الهاشمي حيث عاشت مآسي الطفّ وما تبعها من محن وآلام .. وكانت اقسى الامها هو فقدها طفلها الرضيع والذي قتل بلا أي ذنب ، لقد صبرت السيدة (الرباب) على ألم فقده واحتسبته عند الله حتى سجل صبرها أعظم الصور الإنسانية والتي الهمت الكتاب والشعراء الذين نظموا أروع القصائد التي تحكي ألم الأم الثكلى التي تناغي طفلها الرضيع وتهزّ مهده الخالي ولا تهدأ لوعتها على فقده . وكانت الصاعقة الاخرى هو استشهاد زوجها الامام الحسين عليه السلام ...
بعد استشهاد الامام الحسين و انتهاء المعركة أُخِذت الرباب مع السبايا إلى الكوفة ثم إلى الشام حيث تعرّضت إلى معاملة قاسية من قبل جنود بني امية والذين كانوا يبالغون في تعذيب السبايا من آل الرسول والتنكيل بهم .
بعد رجوعها إلى المدينة يروى أنها لم تستظل بسقف .... وخطبها الأشراف والأثرياء فامتنعت رغم ضغطهم عليها وعلى أهلها وكانت تردّ عليهم بذلك الجواب الذي يبيّن مدى حبها ووفائها للإمام الحسين (عليه السلام )" ما كنتُ لأتخذ حمواً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ووالله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقف أبداً"..
لم تبقَ السيدة (الرباب) في المدينة سوى بضعة شهور حتى عادت إلى العراق ، وأقامت عند قبر الحسين (عليه السلام ) سنة كاملة تبكيه وترثيه كما يروي المؤرخين ، وبعد سنة على مكوثها جوار القبر الشريف طلب منها بعض رجال بني هاشم العودة إلى المدينة ؛ لأن المرض أخذ منها مأخذاً عظيماً فعادت إلى المدينة ولكنها لم تتوقف عن البكاء والنوح على الإمام بالرغم من محاولات بني أمية منعها حيث اتخذت من الرثاء وسيلة لفضح الامويين وما قاموا به من أعمال إجرامية ووحشية ضد الإمام وأهل بيته في معركة الشرف والإباء .
وبلغ إخلاص الرباب وحبها ووفائها أنها بقيت تنعى الإمام الحسين بقلب جريح ودمع جارٍ حتى وافاها الأجل بعد عام من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام ) كما يذكر اغلب المؤرخون ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق