في الجزء الثاني سنجول من باب المعظم الى ساحة الميدان ونتعرف على
معالم هذا الشارع بداية القرن الماضي ...
كانت هناك طاقة كبيرة في الباب المعظم قرب جامع الازبك او
الازبكيه ترتفع إلى أكثر من عشرة امتار فيه باب حديدي يعتبر مدخل بغداد من هذه الجهة، وعلى جانبيه بابان
صغيران تحت الطاق المقوس لمرور السابلة وفي خارج هذا الباب الصغيرة يجلس دزدبانية
الضرائب( جامعوها ) ويقع جامع الازبكية في أول الطريق العام وسمي جامع الازبكية
الذي يمتاز بمنارته القصيرة لان رعايا
اوزبكستان يتجمعون فيه مع دواليبهم حيث كانوا يمتهنون حد السكاكين او ما يسمى
(الجراخين) وكانوا قد جاءوا مع الجيش العثماني عند فتح بغداد ...ثم القلعة وبابها
المفتوح دائما (وزارة الدفاع) وبالمناسبة فان ساحة القلعة كانت ملعبا لكرة القدم وكانت محل استعراض كشافة المدارس الابتدائية وحدث في
هذه الساحة وبحضور الملك فيصل الأول والوزراء ان دخلت جاموسة هائجة من باب القلعة
في الميدان واثارت الفوضى والاضطراب إلى ان تمكنت الشرطة من قتل الجاموسة وحكم على
صاحبها بالسجن. لانه لم يتخذ الاحتياط اللازم وكانت العادة ان تربط في ساق
الجاموسة الامامية المشتبه بها عصا كبيرة تعوقها عن الحركة الزائدة أو الركض..
على جهة النهر يقع السجن القديم والذي يسمى سجن القلعة ومحله الآن هو
مقر وزارة الدفاع (المقر) ثم تاتي مدرسة المأمونيه بعد سلسلة من المقاهي الشتوية
والصيفية في السطوح وقد سجل الملك فيصل نفسه معلما في مدرسة المأمونية وقد سميت
بهذا الاسم لان الاعتقاد كان سائدا بانه كان لقصر المأمون وقام الملك فيصل أيضا
بتسجيل ولي العهد غازي تلميذا في هذه المدرسة، وكانت له من الكشافة فرقة خاصة سميت
فرقة الأمير غازي وانتخب افرادها من الطلاب النابهين أولاد العوائل المعروفة
..وخلف المدرسة المأمونية يربض طوب (أبو خزامة) مع شموعه والخرق البالية فيه ثم
ساحة الميدان وقهوة خليفة التي تحتل نصف الشارع مقابل حديقة الميدان الصغيرة
وسياجها الحديدي المسمى (القفص) وكلمة القفص تعني الشتيمة لان من يقترب من القفص
أو يدور حوله يتهم بالشذوذ الجنسي أو سوء السلوك على اقل تقدير فالشتيمة الموجوعة
كانت ان يقال عنه (قفصلي أو ابن القفص)
ومن الجهة المعاكسة أي اليسرى
من الشارع فكانت تبدأ بالبيت الذي احتوى على دائرة عسكرية وبعدها اصبح
مكانا لاصدار البطاقات المخفضة لطلاب المدارس
وبعده ساحة لوقوف الدواب ولبيعها وقد شيد في محلها محطة بنزين باسم محطة
بنزين باب المعظم وهي الآن المكتبة المركزية العامة وبعدها ساحة تضم التكية
الطالبانية وكان يديرها المرحوم علي الطالباني وبعد التكية ياتي خان (علو) المشهور
وهو مركز العرباين والعربنجية ثم جامع المرادية وخلف الجامع يقع الزقاق المؤدي إلى
دربونة ومحلة راس الكنيسة التي تعتبر أقدم كنيسة في بغداد ثم مدخل طريق الصابونجية
وعلى ناصيته البيت الفخم للوجيه الموصلي إسماعيل الحجي خالد الذي تركه في
الثلاثينيات لانه لم يستطيع العيش والسكن في الميدان المحلة التي تحتوي على محلات الشرب والدعارة ..
وللكلام بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق