القلعة .. او بناية وزارة الدفاع السابقة. وهي كما يقول المثل اشهر من
نار على علم.... وقبلها لا بد من المرور مرور الكرام بالمنطقة المقابلة للقلعة .. فبعد البيت الذي
كان عائدا لمصلحة نقل الركاب والذي اصبح مقرا
لاصدار البطاقات المخفضة لطلاب المدارس
كانت هناك ثكنة عسكرية و ساحة
لوقوف الدواب وبيعها وقد شيد في محلها فيما بعد محطة للوقود والبنزين باسم محطة بنزين باب المعظم والتي هي الان بناية المكتبة المركزية العامة وبعدها تاتي
ساحة تضم التكية الطالبانية والتي كان يديرها المرحوم علي الطالباني وبعد التكية
ياتي خان (علو) المشهور وهو مركز ايواء
العرباين والعربنجية.. ومن ثم جامع المرادية والذي سيكون موضوعنا للحلقة
القادمة ..
نعود الى موضوع قلعة بغداد
والتي شغلتها فيما بعد وزارة الدفاع ... المنطقة بمجملها تسمى البقجة ..ولها تسمية
اخرى هي محلة المخرم العتيقة ...كانت
القلعة الداخلية تسمى من قبل الاتراك بـ
(أيج قلعة) أي القلعة الداخلية وذلك لأن سورها يقع داخل المدينة ثم سميت (الطوبخانة) أي موضع المدافع وكانت هذه القلعة
تحتوي على حوالي (2191) مدفع وتقع هذه القلعة في زاوية السور الشمالية الغربية من
الرصافة مطلة على الضفة الشرقية لنهر دجلة ..
أنشئت هذه القلعة في عام 1445ميلادية -849 هجرية في عهد دولة القره
قوينلو التركمانية .. وكان بنائها بخلاف
المتعارف عليه من بناء القلاع خارج المدن
. ..
القلعة المذكورة ضمت عدة
بنايات ..ومرت بعدة مراحل من التعمير والتجديد على يد سليمان القانوني الذي عمر أبراجها واسوارها .. و الشاه عباس الصفوي الذي حفر نفق تحت أسوار القلعة و الشاه صفي الدين
والذي شيد برج جديد لها و الوزير عبد الرحمن باشا والذي قام بتقوية جدران القلعة الداخلية وتحكيم حصونها
..والعمارة الاهم كانت في زمن الوزير عبد
الكريم باشا سنة 1848م حيث بنيت القلعة الداخلية من جديد وعمرت عمارة كبيرة جداً
وشاملة لجميع مرافقها وهي العمارة الاهم في تاريخها ..كما أضيفت للقلعة حديقة غناء
تحف بها الانهار ويظللها الشجر الباسق وجعل للقلعة مدخلا آخر يطل على نهر دجلة ويسمى الباب السري ..و
على جهة النهر ايضا كان يقع السجن القديم
والذي يسمى سجن القلعة وهو نفس مقر وزارة الدفاع (مقر الوزارة ).
في الازمنة الحديثة اتخذت من
ساحة القلعة ملعبا لكرة القدم وكانت محل استعراض كشافة المدارس الابتدائية ..ومن
الطرائف التي حدثت في هذه الساحة ايام الحكم الملكي وبحضور الملك فيصل الأول
والوزراء ان دخلت جاموسة هائجة من باب القلعة في الميدان واثارت الفوضى والاضطراب
إلى ان تمكنت الشرطة من قتل الجاموسة وحكم على صاحبها بالسجن. لانه لم يتخذ الاحتياطات
اللازمة وكانت العادة ان تربط في ساق الجاموسة الامامية عصا كبيرة تعوقها عن
الحركة الزائدة أو الركض..
وبعد تحول العراقي الى الحكم الجمهوري اصبحت القلعة او وزارة الدفاع
مقرا للزعيم عبد الكريم قاسم .. كما شهدت القلعة نهاية عبد الكريم قاسم بعد ان
القي القبض عليه من قبل الانقلابين صبيحة التاسع من شباط 1963 ..
6/8/2018
ردحذف