بعد الفتوحات الاسلامية اتخذ
بعض الصحابة المدائن محل سكنى لهم، ومنهم الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي ولاه
الخليفة عمر بن الخطاب( رض ) على العراق ..واسمه الحقيقي روزيه ثم سماه رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد إسلامه.. سلمان، ويسميه أهل العراق
"سلمان باك" وهو لفظ أعجمي معناه "سلمان الطاهر". وقد توفي
بالعراق سنة 34 هجرية ودفن في المدائن على مسافة قصيرة من شمال الطاق..
يتكون الضريح من صحن واسع، له بابان كبيران، ويحتوي على عدة أواوين،
تم اقتطاع جزء منها وتحويله إلى مدرسة دينية. في أعلى الضريح هناك مئذنتان
عاليتان، وأربع قباب..يوجد على الجهة اليمنى من الضريح مسجد يؤمه أهل المنطقة
للصلاة فيه يوميا،
على الجهة اليسرى من مرقد الصحابي سلمان الفارسي، ومن خلال باب صغير
من داخل المرقد، وآخر من الخارج ، يقع مرقد الصحابي حذيفة بن اليمان، صاحب رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم )، ومن الذين أبلوا بلاءً حسنا في معارك المسلمين،
وصاحب الدرجة العالية من العلم بالكتاب والسنة. ولاه عثمان بن عفان ولاية المدائن،
وبعد مقتل عثمان أقره الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) على ولايته، وتوفي
هناك سنة 36 هـ.و داخل نفس الحرم، يوجد
ايضا مرقد للصحابي عبد الله الأنصاري، ابن الصحابي المشهور جابر بن عبد الله
الأنصاري، الذي شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبي (ص)، وامتد به العمر حتى مات
سنة 78 من الهجرة، ويعد من أجلاء المفسرين. كذلك، وضمن نفس المرقد هناك مرقد السيد
طاهر بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم
السلام..
كان قبر الصحابي حذيفة بن اليمان
وقبر الصحابي عبد الله بن جابر الأنصاري على ضفة نهر دجلة، إلا أنه نتيجة
للتآكل الذي حصل في الضفة الغربية لنهر دجلة بسبب الفيضان تم نقل رفاتهما بتشييع
رسمى وشعبي مهيب شارك فيه الملك غازي إلى الموضع الحالي وذلك عام 1932م ...
ومن معالم المدائن السياحية المهمة
هو مجمع المدائن السياحي والذي انشأ في سبعينيات القرن الماضي على ضفاف نهر
دجلة وسط غابات من أشجار الحمضيات التي تشتهر بها المنطقة وأشجار النخيل، وعلى
مسافة لا تبعد عن طاق كسرى أكثر من كيلومتر واحد وكان يضم فندقا ذا طابقين، يحتوي على
20 غرفة نوم مزودة بكافة وسائل الراحة. بالإضافة إلى خمس فيلات سياحية، تحتوي كل
منها على غرفتي نوم وغرفة استقبال ومطعم وحمام، كما توجد هناك 16 شقة و16 غرفة
مفردة بالاضافة الى ملحقات اخرى ويعاني
المجمع حاليا من الاهمال حاله حال
بانوراما القادسية والتي كان يزورها
الكثير من الزوار وخصوصا طلبة المدارس، حيث كانت تنظم سفرات جماعية لهم.ولكن بعد
سقوط النظام السابق تم سلب ونهب جميع المحتويات والآلات وأصبح المكان حاله حال قصر
كسرى، أثرا بعد عين.
الكثير من العوائل كانت تأتي إلى المدائن هذا خصوصا أيام الجمع والعطل
الرسمية والدينية والنوروز وتفترش الحدائق التي تنتشر في المدينة ، والكل يردد
الأهزوجة الشعبية "المايزوره لسلمان عمره خسارة". أما في أعقاب الأحداث
الأخيرة فقد انحسرت الحركة بشكل كبير.. رغم عودتها بشكل نسبي في الآونة الأخيرة
5/8/2018
ردحذف