واحد من اشهر معالم بغداد واكثرها تميزا وجمالا ..جسر الصرّافيّة ويطلق عليه كبار السن جسر القطاروهناك من يطلق عليه جسر العلوازية وجسر العيواضية ولكن التسمية
الاشهر لدى البغداديين هو الجسر الحديدي اوجسر الصرافية.. والاسم الأخير
هو الأشهر.. وله الاغنية الشهيره " جسر الحديد انكطع من دوس رجليه .." وهو أحد اقدم جسور بغداد ... بني في اربعينيات القرن العشرين
يربط جسر الصرافية منطقتي الوزيرية من جهة الرصافة بمنطقة العطيفية في الكرخ...
كان جسر الصرافية معداً للإنشاء في مدينة سدني في أستراليا قبل أن
تقرر وزارة الاشغال والمواصلات العراقية شراء هيكله الحديدي وتعهد إلى شركة
كوبربلايزرد الهندسية البريطانية بادخال التحويرات المقتضية على هيكله حيث قامت
الشركة بوضع تصاميمه لمدة استغرقت عامين .. في حين قامت الشركة البريطانية (هولو)
في اواخر عام 1946 بتنفيذه ...
اعتبر في حينها أطول جسر حديدي في العالم انذاك حيث يبلغ طول الجسر مع
مقترباته 2166 متراً بيتما يبلغ الجزء الواقع على النهر 450 مترا كاسرا الرقم
القياسي الذي كان يحمله الجسر الحديدي المقام على نهر الراين بألمانيا والذي لم
يتجاوز طوله 1500 متر ...
يتكون جسر الصرافية من سبعة فضاءات خمسة منها بطول 58 مترا وفضاءان
اخران بطول 80 مترا كما يبلغ عرض ممر السيارات 6 أمتار وعرض ممر السكة الحديدية 4
امتار.. وخطط ان يكون بممرين للسيارات و ان يكون
سقف الجسر من الهياكل الحديدية الجاهزة حيث كانت مديرية السكة الحديدية
تعتمد على استعمال الهياكل الحديدية الجاهزة لسقوف الجسور التي انشئت في تلك
الحقبة وما قبلها..
تعثر بناء الجسر عام 1948 بسبب انتفاضة الوثبة واعتبره الذين قاوموا
معاهدة بورت سموث بين العراق وبريطانيا جسراً لخدمة الأغراض البريطانية فقاموا
بمهاجمة المهندسين الإنكليز والعمال الهنود الذين يعملون فيه ورموهم بالحجارة
والقطع الحديدية كما تم رمي بعض قطعه الحديدية في النهر.. واتلاف البعض الاخر ..
.بعد تأسيس وزارة الاعمار
ومجلس الاعمار رصد للجسر مبلغ الا انه لم
يكن كافيا لتنفيذه بالصورة المتفق عليها وفق الخارطة الاصلية التي كانت قد رسمته
الشركة المصممة ..وهي ممرين للسيارات واحدة ذهابا والأخرى ايابا وبينهما سكة
الحديد لسير القطار حيث عدل التصميم الى
ممر واحد للسيارات وممر سكة الحديد تقليصا للنفقات ، وبدأ العمل من جديد خلال
وزارة السيد محمد الصدر واستمر حتى عام 1952 حيث جرى افتتاحه باحتفال رسمي كبير حضره رئيس الوزراء جميل المدفعي ودشن بمرور القطارمن فوق نهر
دجلة ..
كانت السيارات تعبر من فوقه
في اتجاه واحد, لكن وبعد تعرض الجسر لقصف قوات التحالف عام 1991 قامت الحكومة
العراقية بتحوير الجسر.. والغاء سكة الحديد
ليستوعب اتجاهين في أن واحد وليحد من الاختناقات المرورية التي كانت تحدث
...كما تم استخدام الحديد الموجود في سكة
القطار لعملية التحوير كي يحتفظ الجسر برونقه وعراقته.
كما تعرّض الجسر عام 2006
لتفجير ارهابي بشاحنة يقودها انتحاري أدت
إلى تدمير الجسر واستشهاد ما لايقل عن 10
اشخاص وجرح حوالي 26 شخصا وسقوط عدد من السيارات في نهر دجلة والحاق أضرار
بالمنازل المجاورة بالجسر ولاسيما من جهة منطقة العطيفية.. واصبح من الضروري اعادة بناء الجسر حيث بدأ العمل بتاريخ
1/5/2007 من قبل فريق عمل من مهندسي واستشاريي وزارة الاعمار والاسكان ووزارة
الصناعة والمعادن .. والمركز الوطني للمختبرات والبحوث الانشائية في ظروف
استثنائية صعبة جدا .. حيث قامت العصابات
التكفيرية الاجرامية القذرة باغتيال المهندس
المشرف على اعمار الجسر رئيس المهندسين
بهاء ناجي ياسين بتاريخ 1-8-2007...كما تعرض خلفه
رئيس المهندسين سعدي عبدالرضا الى
محاولة اغتيال بتاريخ 12-10-2007.. ولكنه نجا باعجوبة .. واصر فريق العمل
على اكمال المشروع رغم التهديدات الارهابية .. حيث تم انجاز المشروع وافتتح يوم الثلاثاء الموافق27/5/2008 بعد مرور
أكثر من عام على اغلاقه ليعود الجسر
الحديدي معلما شامخا من معالم بغداد
الحبيبة و رمزا لزمن لن يتكرر .. وحكاية من حكايات الاصرار على الحياة بوجه دعاة
البربرية والتخلف ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق