لقد كان عزيز علي ناقدا سياسيا كبيرا عن طريق استخدام فن المنولوج وكان يقدم فقرته الغنائيه كل يوم اربعاء من دار الاذاعه وكان في مرحلته الفنية الأولى فنانا ناقدا بدءا من عام ١٩٣٧ ولغاية عام ١٩٣٩ ليتحول الى ناقد سياسي بعد هذه المرحلة، وكان يحمل نضجا فكريا ووعيا سياسيا وإلتزاما مبدئيا تتوج بمشاركته الفعلية في ثورة مايس ١٩٤١م، التي إعتقل وسجن بسببها.كما تعرض بعدها الى الكثير من المضايقات والاعتقال وآخرها كان في منتصف السبعينات حيث سجن ايام النظام السابق لمدة سنتين اطلق سراحه بعدها واحيل على التقاعد...
سجل عزيز علي عشرات المنولوجات التي اثرت بالمجتمع العراقي ومازال يرددها الى اليوم ومن اشهرها (انعل ابو الفن) (البستان )(كل يوم بحال) (الشك جبير والركعه زغيره).. و(دكتور) وهذه الاخيره اداها عندما زار المندوب البريطاني بغداد حيث شبهه بالدكتور الذي يعالج مرضاه.. يقول فيها... يا ناس مصيبة مصيبتنا.. نحجي تفضحنا قضيتنا ..نسكت تكتلنا علتنا ..بس وين نولي وجهتنا.. دلينا يا دكتور .....
رغم انتقاداته الساخرة لكل الانظمة الا ان الجميع كانوا يعشقون منولوجاته .. وفي حديث للمرحوم مصطفى جواد ( قال كنت عند الباشا نوري سعيد وفتح الراديو وكانت اغنية عزيز علي انعل ابو الفن واكملها الباشا للاخر وعندها قال سمعت دكتور هذا ابن ال ... دايشتمني ..وضحك ) .
في عام 1968 زارالاتحاد السوفيتي واطلع على مدارس الموسيقى للاطفال هناك و عندما عاد الى العراق قدم طلب الى وزير الثقافة و الاعلام من أجل فتح مدرسة لتعليم الموسيقى للاطفال ..فأنيطت له مهام فتح هذه المدرسة من الصفر فقام باستقدام خبراء موسيقيين من الاتحاد السوفيتي واستورد الادوات الموسيقية اللازمة .. و قام بزيارة المدارس الابتدائية في بغداد كافة و اختبار الاطفال فيها و تم اختيار 29 طفلا موهوبا و تم افتتاح الصف الاول لمدرسة الاطفال الموسيقية في كانون الأول عام 1968 واشرف على إدارة هذه المدرسة سنتين.. والتي سميت بعد ذلك بمدرسة الموسيقى والباليه ..
منعت منولوجاته وتم اعتقاله ايام النظام السابق عام 1972 و تمت محاكمته عام 1973 بحج واهية وحكم عليه بالسجن لسنتين احيل بعدها الى التقاعد واصبح الاستماع الى عزيز علي تهمة يحاسب عليها القانون ..
توفي ملك المونولوج عزيز علي ببغداد في 27 تشرين الثاني عام 1998 م.. توفي مغمورا دون أن يذكره أحد..
12/12/2017
ردحذف