اخذ حذرك يابليد ، من البطل عبدالمجيد ..
هذه السينما غير اسمها لاحقا الى سينما الرافدين الشتوي.. وفي تموز عام 1946
حدث حريق كبير فيها وهدمت و شيد على انقاضها سوق كبير هو سوق الرافدين للكماليات
والكرزات وبقي هخذا السوق عامرا لغاية السبعينات .. حيث
هدم هذا السوق وشيد بدلا عنه عمارة
شركة التامين الوطنية الحاليه .. والتي تقع في مدخل الرشيد من جهة حافظ القاضي قرب محلات
التجهيزات الرياضية..
هذه السينما كانت تستخدم نوعا لطيفا من وسائل الدعاية والاعلان عن الافلام
الجديدة حيث كانت تستخدم شخصا يسمى عباس حلاوي وهو واحد من الشخصيات الطريفة في
المجتمع البغدادي ايام زمان .. كان كثير الصنائع قليل الرزق.. سبع صنايع والبخت
ضايع ... كان يقف في باب سينما سنترال و يضرب على
(طبل كبير) يسمى الدمام ويصرخ (
الليله عدنه تبديل ) ، ثم يعطي نبذة عن
الممثلين والافلام... وعند بدء العرض السينمائي يبدء بالمناداة (الحك ..توهه
بدت طلقات بيهه ، توهه بدت بوكسات بيهه …)
.. وكان يساعده اثناء الصياح شخص آخر يسمى
(حسقيل ابو البالطوات) وهو شخصية فكاهية كان يعمل ليلا مع ( جعفر اغا لقلق زاده)
الكوميدي المعروف انذاك في ملاهي
بغداد بمحلة الميدان حيث يقوم بتقديم الفصول الهزليه
كان ادارة السينما تخرج عربة وكان عباس حلاوي يجلس بجانب العربنجي و يضع على رأسه مخروطا من الكارتون ..ملونا ب ( الابرو ) و
يغطي وجهه بقناع ورقي ضاحك وبيده لوحة مثبتة على عمود وعلى اللوحة بوستر ملون يحمل
صورة بطل الفلم واسمه ويجلس في العربة
اعضاء الفرقة الموسيقية الشعبية ويردد مع الحانها
، هلليلة عدنه تبديل ، احسن رواية ، ويعلن عن اسم السينما والفلم ، و كانت
العربة تقطع شارع الرشيد عدة مرات ذهابا
وايابا ، لتثير سرور الناس بذاك المنظر المؤنس للطرب
لم تكن السينما هي ما يعلن عنه عباس حلاوي فقط..
فقد كان يستخدمه التجار للاعلان عن اي سلعة او بضاعة مقابل أجر ، وهو يرقص ويصفق ويردد
البستات والاغاني المناسبه للاعلان ، والصبيه من ورأه يرددون ما يقول مخترقين شارع
الرشيد من الميدان حتى شارع باب الشيخ… واخيرا استخدمه البعض للسخرية والتشهير من
بعض الناس المعروفين او التجار . وهنا كانت نهايته حيث شهر مرة بأحد لاعبي
الزورخانه فنال جزاءه ونقل الى المستشفى
لجروحه البليغه ، و لم يعد بعدها لا الى
الاعلان ولا الى التشهير بل أختفى تماما من بغداد..
نشر
ردحذف