الأربعاء، 23 أغسطس 2017

السينما الوطني

سنتحدث عن بناية تقابل الاورزدي .. وهو  مبنى رصين انشائيآ وذو  نسق معماري متكامل مع الشارع ويحمل النمط الأنكليزي الهندي في الزخرفة  وهي سينما الوطني ..واحدة من اجمل واقدم دور العرض السينمائي في بغداد وهي  من دور العرض السينمائي التي تحمل صفة سينمات الدرجة الاولى.... بنيت عام 1927 وتميزنت بكونها خصصت اماكن خاصة للنساء حيث  ظهر في الصحف عام 1927 اعلانا  يقول: 'ان السينما الوطني خصص اماكن خاصة للنساء في صالة السينما ليشاهدن الافلام'. واعتبر هذا الاعلان من قبل الجمهور النسائي البغدادي بمثابة نافذة انفتحت بوجوه النساء، بعد ان كان محرما عليهن الذهاب للسينما. كما ان الاختلاط لم يكن مباحا كما هو عليه الآن في دور السينما وصالات المسارح او الاماكن العامة..
في  19/2/1931 اصبح الاسم الرسمي لها السينما الوطني الناطق لتمييزها عن باقي السينمات التي كانت تعرض الافلام الصامتة..حيث عرض على صالتها اول فلم ناطق وهو فلم ملك الموسيقى.. تم اعادة اعمارها وافتتحت من جديد  من قبل الباشا نوري السعيد عام 1952  باحتفال رسمي وشعبي كبير . تعتبرالسينما الوطني  ثاني سينما مغلقه في العراق بعد السنترال سينما .. والتي تحدثنا عنها قبل ايام وكانت  تنطلق  منها المظاهرات الوطنيه  فمن هذه السينما انطلقت مظاهره  في عام 1952 بعد ان تعاطف الناس مع احد الافلام الانكليزية المشهورة .. واضافة الى تقديمها أهم وأجمل الأفلام العربية والاجنبية فقد  قدمت فيها أيضا عروضا مسرحية لفرقة حقي ألشبلي كما قدمت على خشبتها فرقة جورج ابيض المسرحية المصرية أهم المسرحيات في أربعينيات القرن الماضي واحتضنت أجمل الحفلات الغنائية لسليمة مراد وزهور حسين وناظم الغزالي...
.اشتراها المنتج البصري حبيب الملاك عام 1955 وغير اسمها الى (سينما القاهرة الشتوي) قبل ان يعود الى التسمية القديمة "سينما  الوطني " وبقيت تعمل الى فترة قريبة جدا تحت مسميات مختلفة فتارة  (مجمع سينما ومسرح الوطني) وتارة  مجمع سينما ومسرح علاء الدين واخرى  سينما ومسرح  عشتار واختصت بالعروض المسرحية التجارية الكوميدية والغجرية الراقصة وحتى هذه لم يحالفها النجاح  فتحولت الى  مخازن ومحلات تجارية ..

السنترال سينما وعباس حلاوي

بعد مكتبة مكينزي والتي اصبحت في خير كان نصل  السنترال سينما وهي سينما شتوية  وتعتبر من اقدم دور العرض السينمائي في بغداد بنيت عام1920من قبل احد التجار.. واشتهرت بانها اول دار عرض سينمائي عرضت أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب في بغداد ..  واضافة الى كونها دار عرض سينمائي فقد شهدت نزالاً بالمصارعة بين المصارع العراقي مجيد لولو والألماني الهركريمر عام1925.والتي ذكرها  الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي  في  قصيدة نشرتها الصحف تشجيعا وتقوية لمعنويات المصارع العراقي البطل مطلعها
 اخذ حذرك يابليد ، من البطل عبدالمجيد ..
هذه السينما غير اسمها لاحقا  الى سينما الرافدين الشتوي.. وفي تموز عام 1946 حدث حريق كبير فيها وهدمت و شيد على انقاضها سوق كبير هو سوق الرافدين  للكماليات  والكرزات وبقي هخذا السوق عامرا لغاية السبعينات .. حيث هدم  هذا السوق وشيد بدلا عنه عمارة شركة التامين الوطنية الحاليه .. والتي تقع في مدخل الرشيد من جهة حافظ القاضي قرب محلات التجهيزات الرياضية..
هذه السينما كانت تستخدم نوعا لطيفا من وسائل الدعاية والاعلان عن الافلام الجديدة حيث كانت تستخدم شخصا يسمى عباس حلاوي وهو واحد من الشخصيات الطريفة في المجتمع البغدادي ايام زمان .. كان كثير الصنائع قليل الرزق.. سبع صنايع والبخت ضايع ... كان يقف في باب سينما سنترال و يضرب على  (طبل كبير) يسمى الدمام ويصرخ  ( الليله عدنه تبديل ) ، ثم يعطي  نبذة عن الممثلين والافلام... وعند بدء العرض السينمائي يبدء بالمناداة (الحك ..توهه بدت  طلقات بيهه ، توهه بدت بوكسات بيهه …) .. وكان يساعده اثناء  الصياح شخص آخر يسمى (حسقيل ابو البالطوات) وهو شخصية فكاهية كان يعمل ليلا مع ( جعفر اغا لقلق زاده) الكوميدي المعروف انذاك  في ملاهي بغداد  بمحلة الميدان حيث يقوم بتقديم  الفصول الهزليه
كان ادارة السينما تخرج عربة وكان عباس حلاوي  يجلس بجانب العربنجي و يضع على رأسه  مخروطا من الكارتون ..ملونا ب ( الابرو ) و يغطي وجهه بقناع ورقي ضاحك وبيده لوحة مثبتة على عمود وعلى اللوحة بوستر ملون يحمل صورة بطل الفلم واسمه ويجلس  في العربة اعضاء الفرقة الموسيقية الشعبية ويردد مع الحانها  ، هلليلة عدنه تبديل ، احسن رواية ، ويعلن عن اسم السينما والفلم ، و كانت العربة  تقطع شارع الرشيد عدة مرات ذهابا وايابا ، لتثير سرور الناس بذاك المنظر المؤنس للطرب
لم تكن السينما هي ما يعلن عنه عباس حلاوي  فقط..  فقد كان يستخدمه التجار للاعلان عن اي سلعة  او بضاعة مقابل أجر ، وهو يرقص ويصفق ويردد البستات والاغاني المناسبه للاعلان ، والصبيه من ورأه يرددون ما يقول مخترقين شارع الرشيد من الميدان حتى شارع باب الشيخ… واخيرا استخدمه البعض للسخرية والتشهير من بعض الناس المعروفين او التجار . وهنا كانت نهايته حيث شهر مرة بأحد لاعبي الزورخانه   فنال جزاءه ونقل الى المستشفى لجروحه البليغه ، و لم يعد بعدها  لا الى الاعلان ولا الى التشهير بل أختفى تماما من بغداد..

جامع الخاصكي

 قريبا من البنك المركزي يقع واحد من جوامع بغداد المهمة .. وهو جامع الخاصكي والذي كان الى قبل فترة بسيطة مهملا تتراكم النفايات قريبا منه وذلك لوقوعه في منطقة تجارية مهمة .. ولكن قبل فترة بدأت حملة كبرى من قبل ديوان الوقف السني   لصيانة الجامع .. كما قامت امانة بغداد بتنظيف المنطقة القريبة منه ..
جامع الخاصكي من مساجد العراق الأثرية التاريخية ويقع بين شارع المستنصر وشارع الرشيد في محلة رأس القرية في بغداد تبلغ مساحته الكليــة (750م2) ومساحـــة الحرم (600م2) ويستوعب لحوالي 400 مصلِّ وقد زينت جدرانه بالآيات الكريمة من الداخل..
شيدهُ محمد باشا الخاصكي، والي بغداد عام 1683م، ثم جددت عمارتهُ عام 1891م وبعد ذلك استولى عليه الخراب فجددت عمارتهُ عام 1924م، وكان فيه محراب أثري جميل من أبدع آثار الفن الإسلامي وهو قطعة عظيمة من الرخام جاء وصفهُ في مؤلفات تأريخية كثيرة ..نقلت هذه التحفة من الجامع الى مبنى المتحف العراقي، وكان لهذا المسجد مدرسة تزخر بطلاب العلم يدرس فيها العلوم العقلية والنقلية.. ثم الغيت الدراسة الدينية في هذه المدرسة في عام 1968م، بقرار من الحكومة العراقية بالغاء المدارس الدينية وأغلاقها في بغداد وعموم محافظات العراق.
للجامع منارة  كبيرة وعالية ومنبر للخطابة مصنوع من الخشب الصاج كما توجد في الجامع  مكتبة بسيطة  ويحوي على بيت صغير  اضافة الى ست محلات اوقفت عليه ..
في هذا المسجد يوجد قبر الشيخ محمد الأزهري والذي يذكر صاحب كتاب جامع الانوار تراجم علماء بغداد الشيخ عيسى البندنيجي انه أحد الأولياء العارفين و كان فريد زمانهِ وان والده من أصحاب الشيخ عبد القادر الكيلاني، توفي ببغداد ودفن في هذا  الجامع  الذي كان يوما ايقونة من ايقونات شارع الرشيد الجميل ..


خان مرجان


    من اقدم واشهر واكبر  الخانات في بغداد . أنشأ في عهد السلطان الجلائري الثاني أويس أبن الشيخ حسن الاليخاني و هو أول من ثبت اركان هذه الدولة المترنحة . وكان يلقب ب (معز الدين) تولى السلطة بعد أبيه عام 1356م كان رجلاً مرهف الإحساس، وشاعرا وفنانا ونقاشا ومبدعاً في الخط والموسيقى. وكان في خدمته مملوك رومي الأصل اسمه امين الدين مرجان ويلقب بـ الخواجة مرجان تدرج في الرتب والمناصب وهو الذي قام ببناء الخان..
 ومخطط الخان مستطيل الشكل طوله حوالي 30 متر  وعرضه 11م ويبلغ ارتفاع 14م. ويتكون من بهو وسطاني واسع تحيط به 22 غرفة تفتح أبوابها عليه يعلوها في الطابق العلوي 23 غرفة وتفتح الغرف على شرفة من جهاته الأربع على ارتفاع 6م. ما يتميز به هذا المعلم  المعلميكمن في الطريقة العبقرية  في تسقيف البهو  بأستخدام اربعة أقواس وبطريقة هندسية فريدة من نوعها ومما يدعو للإعجاب تسقيفه بثمانية (طوق) ضخمة وربما يتجاوز خان مرجان بطريقة بنائه المعماري حدود التألق الهندسي ويختلف عن باقي الخانات في بغداد بروعة التصميم المتداخل في أقواسه ونقوشه الهندسية التي مزجت ذائقة الفنان المعماري العراقي والفارسي والتركي في آن واحد ولهذا كان بناء متفردا بشخصيته الواضحة .. استغل في بداية انشاءه مبيتا واستراحة لعلية القوم من التجار والعابرين لدول أخرى عن طريق بغداد وكانت غرفه الفارهة تتمتع بالرفاهية الكاملة والخدمات الأخرى من مطبخ لطهي الوجبات الممتازة ومقهى وصالة كبيرة أضافة الى أسطبل لمبيت الخيل وغيرها من الخدمات التي تليق بفندق كبير في تلك المرحلة من حياة بغداد الزاهية...
في السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات تم استغلال هذا المعلم تجاريا وتم تحويله الى مطعم تراثي و شهد هذا الخان اجمل الأمسيات الغنائية التراثية واستضاف أهم الشخصيات الفنية  التي صدحت اصواتهم بين أرجائه أضافة لكونه مطعما راقيا يقدم أشهر الوجبات البغدادية وقد ارتبط اسم خان مرجان في هذه الفترة بمطرب المقام الراحل يوسف عمر والمطرب وعازف الجوزة الشهير شعوبي ابراهيم .. ولا يمكن أن ننسى أن هذا الخان كان يزوره السياح من مختلف دول العالم يقفون عنده وعند  طراز بناءه الفخم والجميل في آن واحد بعد ان يستذوقوا اطيب المأكولات البغدادية

تحت التكية

قبل ان نبدأ موضوع اليوم  لابد من كلمة شكر وتقدير لاستاذنا الكبير ارطبون العرب .. ذاكرة بغداد القديمة لفيض المعلومات الكريمة التي يقدمها لنا ..شكرا استاذنا. وصحة وعافية وعمرا مديدا ..
بعد ان كنا مع محلة باب الاغا في الحلقة الماضية .. نصل اليوم الى تحت التكية ..   وهي  من محلات بغداد القديمة سميت بهذا الاسم نسبة الى تكية قديمة تقع في اخر محلة قنبرعلي..المحلة واسعة  قطعها شارع الملكة عالية " الجمهورية الحالي " الى قسمين قسم يمتد من شارع الرشيد  الى الجمهورية  وهو الواضح في صورة القمر الصناعي المرفقة .. والجزء الاخر من شارع الجمهورية الى الكفاح..
اشتهرت تحت التكية سابقا بمحلات بيع الملابس المستعملة بالجملة والمفرد " اللنكات " ومن معالم  محلة تحت التكية  على شارع الرشيد سابقا هو حمام بنجه علي  والقنصلية الفرنسية  وعمارة ادفيش عبود الدائرية وهي من اشهر معالم تحت التكية   والتي كانت تعود للحاج هاشم احمد البهبهاني  وهي من تصميم المهندس المعماري  عبد الله احسان كامل  بنيت في خمسينيات القرن الماضي وبيعت في منتصف الستينات بعد شراءه  عمارة البهبهاني التي في داخل الشورجة من احد اليهود الذين كانوا يرمون السفر والمسماة حاليا  عمارة القادسية. ولكن التسمية الشائعة بين الناس  هي العمارة المدورة ..
في منطقة تحت التكية كانت هناك مستشفيان كبيران . الاول هو مستشفى مير الياس الكبير وهو اول مستشفى اهلي في العراق افتتحه الوالي حسين ناظم باشا سنة 1910 بدعوة من رئيس الطائفة اليهودية ومؤسس المستشفى التاجر مير الياس  .. وكان يشمل على عدة ردهات طبية وجراحية وجهز بأحدث الاجهزة وضم المشاهير من الاطباء ذوي الاختصاص  .. انتقل المستشفى  باواخر العشرينيات إلى منطقة العيواضيه ..و بعد تموز1958 استولت عليه الحكومة العراقية ودفعت للطائفة تعويضاً اسمياً وثمناً بخساً وحولته الى مستشفى حكومي باسم مستشفى الشعب ثم تحول المستشفى  بكل ممتلكاته عام 1970الى موقع مستشفى ابن النفيس للقلب قرب ساحة الاندلس ..
المستشفى الاخر هو مستشفى ريمة خضوري والمعروف بمستشفى خضوري للعيون .. والذي تحول الى مستشفى خضوري للولادة وكان اول مستشفى للولادة في بغداد.. في عام 1956، نقلت المستشفى بالكامل مع محتوياتها كافة وكوادرها إلى مستشفى الولادة في الكرادة (أبو اقلام) وبعدها نقلت إلى مستشفى دار السلام في عام 1964 والتي هي حالياً معهد الاشعاع والطب النووي ثم نقلت إلى مستشفى العلوية للولادة عام 1969..
مكان المستشفيات السابق ذكرها  في تحت التكيه  حاليا اصبح  أماكن لبيع مختلف المواد وتعود ملكيتها لليهود وجزء منها مشغول كمقر للطائفة الموسوية لجمع الإيجارات وصيانة الابنيه ودفع مستحقات الضريبة والماء والكهرباء وغيره..
اما تحت التكية و التي تشرف على شارع الرشيد  فيشغلها باعة الملابس النسائية بالجملة والمفرد بشكل عام ..

سوق دانيال

 سوق دانيال  من اهم الاسواق التجارية في بغداد.. بني على انقاض خان جغان الشهير .. وارتبط  اسمه بأسم واحدة من اشهر العوائل اليهودية العريقة.. وهي اسرة صالح دانيال الموسوية .. وضع لبنته الاولى عزرا مناحيم دانيال  , تلك الشخصية اليهودية البغدادية في الاربعينيات من القرن الماضي, تخصص هذا السوق  بالأقمشة المحلية  وبدلات الأعراس.. وملابس السهرة ومواد التجميل ولوازم الخياطة والحياكة  والتطريز  وبيع السجاد الإيراني. وكان الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي  بالنسبة لسوق دانيال هي بمثابة العصر الذهبي, بسبب ارتيادُ السياح وازهار التجارة والصناعة المحلية الشهيرة  بجودتها والتي كانت تنافس المنتج الأجنبي , حيث كان الصدق  والمهنية الحقة من أسرار نجاح السوق في التعامل فضلا عن جودة المنتوج  فيه...كان يؤمه الناس في عصر الازدهار اضافة الى زوار العراق من السياح والذين كانت لاتفوتهم فرصة التجول فيه لقربه من سوق الصفافير.. والمدرسة المستنصرية ، وللتعرف كذلك  على طرز العمارة التراثية البغدادية, ومحلات السوق  الجميلة والتي قاربت 70 محلاً تجاريا..
يصل المرء الى السوق عبر  ثمانية ابواب اذا لم تخني الذاكرة واحدة اثنان من سوق الخردة فروشية احدهما يقابل خان المواصلة (المستنصرية) تقريبا  والاخر مقابل سوق المولوية  وهذه تتصل بسوق القبلانية " الهرج القديم " والذي كانت تباع فيه المفروشات بأنواعها الزوالي والدواشك واللحف والحصران ..  ثلاثة ابواب تنفذ الى سوق العبايجية والروافين و الذي تباع فيه العبي والعقل والأزر والبريسم والقز للنساء ويسمى سوق الشيخلية أيضاً ، واثنان ينفذان قرب  سوق الجايف والباب الاخير ينفذ الى سوق الجوخجية للاقمشة .. 
 اغلب مرتادي  سوق دانيال، هن من نساء المجتمع البغدادي وبيوتاته الشهيرة  المعروفة والموصوفة بالثقافة والتحضر والالتزام الاخلاقي والاجتماعي، يتبضعن  من هذا  السوق الشهير حيث يباع كل شيء يخص المرأة من  الملابس والاقمشة الفاخر..


شارع المتنبي

يعتبر شارع المتنبي المتنفس الاول والرئيس عند المثقف العراقي.. اسماء عديدة اطلقت عليه .. تاريخيا عرف الشارع ايام الدولة العباسي باسم (درب زاخا) ثم سوق الوراقين العباسي .. .و رباط ارجوان  ..ثم اصبح يعرف  بدرب الموفقية ايام العهد العثماني لوجود مدرسة الموفقية.. ثم اطلق عليه الاكمكخانة  اي المخبز العسكري والذي  كان يقع في نهايته قرب بناية السراي التركي والشارع كان  من امتدادات منطقة السراي في العقد الاول من القرن العشرين..

في عام 1932 ارتأت امانة العاصمة تغيير الأسماء القديمة الى اسماء حضارية وتراثية جديدة ووقع الاختيار على اسم شارع المتنبي تيمناً باسم الشاعر الكبير ابو الطيب المتنبي .. اول مكتبة انشأت في شارع المتنبي هي مكتبة المرحوم عبد القادر ثنيان حيث قام بنقل مكتبتة من سوق الصفافير الى شارع المتنبي.. ثم نقل  المرحوم قاسم الرجب مكتبتة من سوق السراي الى المتنبي .. ثم بدأ سيل المكتبات الشهيرة يملأ  هذا الشارع مثل العصرية والقانونية والمحاكم وغيرها  و اصبحت مكتباته صالونات ادبية يلتقي فيها دعاة الفكر والحضارة ..واصبح الشارع  المركز الرئيسي لبيع وشراء وطباعة الكتب في العراق ...كما يحرص ضيوف العراق من العرب والاجانب على زيارة هذا الشارع المهم  كما يضم الشارع  دور  نشرمهمة  مثل دار البيان لعلي الخاقاني فضلا عن اقدم المجلدين واول مزاد للكتب في بغداد الذي اسسه نعيم الشطري.. ويعد شارع المتنبي الذي تجاوز عمره تسعة قرون، أقدم معرض دائم للكتاب في العالم، إذ يعج بحركة رواد أدمنوا زيارته كل جمعة.. واصبح يحتضن نهاية كل أسبوع فعاليات مختلفة من الشعر والمسرح والرسم ومعارض للكتب مما جعل منه شريانا ينبض بالثقافة وسط مناخ مليء بالعنف والذي لم يكن بعيد عنه حيث تم استهدافه من قبل البربروالرعاع  والمتخلفين وقاذورات العصر يوم  5 آذار  2007 بسيارة مفخخة  استشهد فيها عدد كبير من رواد الشارع كما دمرت بشكل كامل المكتبة العصرية .. ومقهى الشابندر أعرق المقاهي الأدبية في بغداد والذي يقع في نهاية الشارع القريبة من نهر دجلة بالاضافة الى تدمير عدد كبير من مكتبات الشارع واحتراق الالاف من الكتب التي لا يعرف قيمتها السفلة وشذاذ الافاق ..
في شارع المتنبي واحد من اشهر المطاعم التي تقدم المشويات في بغداد .. وهو مطعم الاخلاص والذي اشتهر بتقديم مشكل الكص  والكباب العراقي .. كما ضم واحدا من اشهر باعة الكاهي والقيمر العراقي ..

محلة جديد حسن باشا


تقع منطقة جديد حسن باشا مابين شارع المأمون شرقاً ونهر دجلة و مبنى القشلة جنوبا  وشارع الرشيد شمالاً وشارع حسان بن ثابت من الغرب..وهي من اقدم محلات بغداد القديمة . وكانت القلب النابض قبل افتتاح شارع الرشيد ... كانت تسمى محلة(شاه قولي) و (قليج اصلان) و (كيم عصمان) وهي تسميات تركية ثم جاءت تسمية جديد حسن باشا خلال ولاية الوالي حسن باشا الذي أسس جامعاً عرف بـ (جامع جديد حسن باشا).. واستمرت على هذا الاسم .. ومن اشهر درابينها دربونة او عكٌد صالح وعكٌد المتولي ..

مازالت المنطقة تحمل اثار الماضي .. ولقربها من سراي الحكومة ايام الدولة العثمانية ومن ثم مجلس الامة وامانة بغداد في العهد الملكي تواجد فيها  الكثير من المشاهير والشخصيات المهمة التي عاشت فيها..منهم هبة الدين الشهرستاني وزير المعارف في بداية الحكم الملكي ويقع مسكنه خلف مسكن حكمت سليمان الذي شهد مشاورات اول انقلاب عسكري لبكر صدقي ويطل على شارع الرشيد من جهة مقهى حسن عجمي في الحيدرخانة ومساحته اكثر من الف متر والى جواره يقع بيت كامل الجادرجي و الذي كانت مقهى البرلمان جزءا منه وكذلك ولد فيها المعلق الرياضي المعروف (مؤيد البدري) ويقال ان المنزل مازال لحد  الان ملكا للعائلة ... كما سكن المحلة نداف يعد الاشهر في العراق هو النداف اسود ...يطرز الاغطية واللحف تطريزاً لامثيل له وكانت العوائل البغدادية الثرية تأتيه من جميع مناطق العاصمة بسبب مهارته  وشهرته الواسعة.. كما تتميز المحلة بمقاهيها التي تحولت الى منتديات ثقافية وادبية مثل البرلمان والشاهبندر وحسن عجمي والزهاوي وعارف اغا .. وكانت تلك المقاهي تمثل عصب الحياة الثقافية في العراق...

في نهاية الاربعينيات بدأ الشارع يتحول الى منطقة للمطابع والصحف والسراجة وعمل الاختام وتجليد الكتب كما غادرته الدوائر الرسمية ولم يبق منها سوى دائرة الاثار والتراث التي تشغل جزءاً من بناية القشلة.. وانتشرت الصحف ومطابعها ومنها صحف البلد والايام والزمان وقرندل والعرب والخير و الفجر الجديد والمنار والمناهل والرسالة والفكاهة وغيرها

تضم المحله العديد من الشواهد والمعالم التي ربما نتحدث عنها في الحلقات القادمه ومنها  شارع السراي والمتنبي والقشلة  وشربت حجي زبالة ومدرسة شماش ومحلات محمد فاضل العواد   ..

اذا ما تطلعنا الى صور المدينة سابقا  ربما نصاب بالذهول من الحال الذي وصلت اليه الان عنها في زمن كانت تعج فيه بالحياة المترفة ,,

مقهى الزهاوي


واحدة من اشهر المقاهي في شارع الرشيد  ... يصفها الشاعر انور عبد الحميد السامرائي..

 يا زائراً هذه المقهى ترى عجبا

فيها من العلم والتاريخ فرسانا

الطب فيها وموسيقى وفلسفة

والذاكرون مساءً ربي أحياناً

  يعود تاريخ تأسيس المقهى الى ما قبل عام 1917 بسنوات عديدة.. وتقع في تقاطع شارع الرشيد مع شارع حسان بن ثابت المفضي الى القشلة .. وبهذا في تمثل احد اركان محلة جديد حسن باشا .. كانت بدايتها على شكل سقيفة بسيطة .. سميت المقهى بداية  باسم صاحبها”امين اغا “ قبل ان تتحول الى مقهى  الزهاوي نسبة للشاعر  الشاعر جميل صدقي .. حيث  دعي اليها من قبل نوري السعيد  حيث اعجب الزهاوي بالمكان وقرر ان يتخذها مقرا له حيث شهدت معاركه الادبية وسجالاته مع الشاعر معروف عبد الغني الرصافي، وله فيه ذكريات وحكايات وطرائف كثيرة، كما كتب فيها ردوده النقدية اللاذعة على عباس محمود العقاد التي نشرت في صحف بغداد والقاهرة ابان الثلاثينيات وفي المقهى ذاته استقبل الزهاوي شاعر الهند الكبير طاغور، كما شهد المقهى لقربها من جامع  الحيدرخانة عددا من احتفالات الرصافي الشعرية التي تتحول الى مظاهرات وطنية تخرج من المقهى وماجاورها من الامكنة لتنضم الى الحشود الكبيرة حيث يشترك فيها العديد من الوجوه الوطنية والثقافية في العراق.

من الطراف التي تروى ان  الرصافي كان يقرأ  قصيدة طويلة فأخذ الزهاوي يتضايق منها ..وحالف الحظ الزهاوي حين دخل المقهى صبي يبيع الحب. فقاطع الرصافي متوجها الى بياع الحب."يا ولد عندك قميص شبابي على كدي؟"
 
استغرق الحاضرون بالضحك. و ضاعت القصيدة على الرصافي فخرج غاضبا و لم يعد الى ذلك المقهى ابدا.. كما يقال ان للزهاوي عاداته المعروفة في المقهى ، فاذا أبدى أحد الجالسين اعجابه بشعره، صاح الزهاوي على صاحب المقهى: أمين ـ لا تأخذ فلوس الچاي ..

من رواد  المقهى طائفة كبيرة من الشعراء والمثقفين والمفكرين منهم: محمد مهدي الجواهري , علي الوردي، محمد بهجت الاثري، علي الشرقي، بدر شاكر السياب وآخرون.
كما تعاقبت عليه اجيال ادبية وثقافية وسياسية وصحفية وكذلك الفنانين من فرقة الزبانية للتمثيل: حميد المحل، ناظم الغزالي، محمد القيسي، حامد الاطرقجي، شهاب القصب، واخرون، ومن الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف: نوري ثابت، عادل عوني، توفيق السمعاني، اسماعيل الصفار، ولم يختص المقهى بهؤلاء فقط، بل شمل ايضا بعض الساسة والوجوه المعروفة من رجال الدولة امثال: فاضل الجمالي، عبد المسيح وزير، عبد الرزاق عبد الوهاب، وعبد الكريم قاسم واخرون.

واجه المقهى  في اواسط الثمانينيات تحديات واخطار كادت تذهب به الى الزوال او يؤول مصيره كباقي مقاهي بغداد الادبية التي اغلقت ابوابها وتحولت الى محال تجارية واعمال اخرى مثل المقهى البرازيلية وغيرها  حيث حاول مالك العقار بيعه الا ان المثقفين من رواده قاموا بالدفاع عن كيان المقهى ووجوده فطالبوا ببقائه ملتقى ادبيا واثرا ثقافيا وعلى اثر ذلك بيع المقهى الى امانة بغداد التي اقدمت على شرائه واعادت  تأهيل الزهاوي ليصبح صرحا ثقافيا وحضاريا يحمل سمات الاصالة والتجديد.

جامع الاحمدي


 جامع الميدان والذي يطلق عليه  جامع الاحمدي ..يقع على اطراف سوق الهرج في منطقة ساحة الميدان ببغداد .. سمي بهذا الاسم نسبة الى احمد باشا كتخذا ..وكتخذا لفظة فارسية .. حورها الاتراك  وجعلوها –كهية- وتعني الامين والموظف الكبير ثم اصبحت تعني الوزير الاول في الحكومات العثمانية ..

بناه احمد باشا الكتخذا عام 1795م، والحق به مدرسة علمية سميت بمدرسة الأحمدية، ولم يتم اكمالها  حيث قتل عام 1795م،في حادثة غريبة .. حيث كان احمد الكهية شخصية غير معروفة اجتماعيا رفعها  الوالي سليمان باشا الى اعلى مراتب الدولة ..واعتمد عليها في كل الامور حتى الامور العائلية.. مما اثار ذلك حقد الحاقدين عليه ومنهم علي اغا وهو متآمر خطر.. والذي قام بقتل  احمد الكهية  والقى جثته المثخنة بالجراح في سراي الحكومة امام انظار الوالي  سليمان والذي انصاع لارادة علي اغا واعلن في شوارع بغداد عن مصرع الكهية واتهمه بالخيانه  ثم  لم يلبث فيما بعد ان دفن بتكريم كبير في مقبرة الشيخ عمر عام 1796..ميلادية .. اكمل بناء الجامع من قبل عبدالله شقيق  احمد باشا الكهية وبنى فيه مدرسة لها شهرة في بغداد وآخر من درس فيها العلامة السيد يحيى الوتري ومن بعده ولده محمود الوتري، وهما من عائلة بغدادية معروفة ولهم مجلس علم في جامع الخلفاء قرب سوق الغزل يسمى مجلس آل الوتري. .. منارة هذا الجامع وقبته من اجمل الاثار الفنية .. وعلى جدران المسجد لوحات كتبت فيها آيات من القرآن الكريم، بخط الخطاط سفيان الوهبي، المتوفي عام 1850م، والمدفون  في باحة الجامع. .. وفي عهد ولاية مدحت باشا في بغداد هدم قسم من هذا الجامع  ليعاد اعماره فيما بعد ..
تبلغ مساحتة الجامع  3000م2 تقريبا ويستوعب 250 مصليا . يحتوي المسجد بالإضافة إلى الحرم على منارة وقبة ومنزل للخطيب ومحلات وقف تابعة للجامع وتقام فيه صلاة الجمعة وبقية الصلوات.

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

قصة طاوي وتسواهن والطنطل


الطنطل كائن خرافي .. ينتشر الحديث عنه في مناطق الجنوب العراقي والاهوار بشكل خاص حيث عادة ما يوصف بانه شخصية لاهيه وعابثه يجد متعته في اخافة الناس والضحك عليهم

في بدايات  القرن الماضي كانت هناك عشيرتان متجاورتان من عشائر لواء المنتفك (ذي قار حالياً).. يفصل بينهما ايشان ( والايشان  تله او  ربوةٌ واسعة  وجمعها يشن ) وكان الايشان هذا عبارة عن مقبرة قديمة مهجورة تكثر فيها الحفر والمغارات المخيفة.. يقول الاهالي  انها مأوى ومسكن للطناطل( مفرده طنطل ) التي  تخرج منها عند الغروب وفي الليل. ومن أجل ذلك صار لها في قلوب الناس رهبة وخشية.

طاوي شاب وسيم وطويل  من احدى هاتين العشيرتين عشق فتاة من العشيرة الأخرى اسمها (تسواهن). تقدم لخطبتها من ذويها لاكثر من .. ولكنهم رفضوه  لانه  كان يتغزل  بها ويذكرها في أغانيه العاطفية الشجية ويكثر من  وصفها على نحو يخالف عادات تلك المنطقة ..مما اضطره الى اللجوء الى السادة الأشراف من احدى العشائر الكريمة . وانتهت وساطتهم الى اتفاق بان يبرهن (طاوي) على رجولته وشجاعته عبر اختراق (الإيشان) عند منتصف ليلة مظلمة ليس فيها نورالقمر.. وان يركز في وسط الايشان وتدا يربو طوله على المتر  فان نجح صارت (تسواهن) من نصيبه.

قبل طاوي التحدي وخرج من مضيف السادة وتمنطق بحزام جلدي عريض ووضع أطراف دشداشته الأمامية فيه حتى لا يتعثر في المشي كما دسّ تحته نطاقه  مكوار و خنجر ومطرقة ووضع  الوتد الخشبي تحت إبطه. وتلفع بعباءةٍ صوفيةٍ ثقيلة، ومشى يتلمس طريقه في الظلام الدامس في ليلةٍ عاصفةٍ تلبدت في سمائها السحب السود. اعترضته أمه و حملت اليه فانوساً تتراقص شعلة وقالت له” كن شجاعاً ولا تخف يا ولدي. فالطنطل لا يؤذي أحداً ولكنه يسخر من الجبناء  ” هزّ رأسه موافقاً وأوصاها أن تدعو له بالتوفيق.

واصل طاوي سيره على ضوء الفانوس الذي تكاد تطفئه الرياح التي كان صريرها يثير الرعب في نفسه وبدأت خطواته تتثاقل كلما اقترب من الايشان بسبب الوحل ..وبدأ يردد اهزوجة شعبية يرددها الأولاد في قريته من اجل ان يوهم الطنطل انه ليس لوحده تقول :-

 لا تنطفي يا فانوس....

 كَازك علينا بفلوس..

والشيخ لسّه وسنان....

 كلّه من صكَع النسوان..

واللحية منّه امهلسة...

 وعيونه عليَّ امبحلسه..

جنه جبير الجاموس..

لا تنطفي يا فانوس



وصل  طاوي وسط الإيشان ... وضع الفانوس فأصابته رشقات المطر فأطفأته وحطمت زجاجته. اسرع ..  وركز الوتد في الأرض وضربه بالمطرقة. و تلفع بعباءته ليعود الى الناس الذين ينتظرونه في المضيف. ولكنه احس بمن يمسك  بطرف عباءته. فحاول طاوي أن يجذبها، وجذبها مراراً ولكن دون جدوى. لم يلتفت ولكنه احس بفطرته ان الطنطل قد امسك بعبائته  وقفز قلبه من صدره من شدة الرعب وترك العباءة تسقط على الأرض كما سقطت المطرقة من يده ومن خوفه  بال في سرواله الداخلي وانطلق حافي القدمين يركض لا الى هدى  بأقصى سرعته...

اصاب القلق الرجال الذين كانوا ينتظرونه في المضيف حيث كانوا يتوقعون عودته قبيل صلاة الفجر لذا  قرروا أن يذهبوا ليبحثوا عنه... عندما وصلوا الى المكان المتفق عليه  وجدوا عباءته مرمية على الأرض وعلى ذيلها يرتكز الوتد الخشبي الطويل..عندما عادوا الى القرية  وجدوا طاوي وقد جن وفقد  عقله تماماً. ينظر الى الناس بعينين زائغتين، يخاف الاقتراب من أي  أحدٍ ..وبدأ يركض في طرقات القرية رافعاً دشداشته الى صدره كاشفاً عن عورته، يتبعه الصبية والصغار يصفقون ويصرخون .. هيه هيه مخبل ..  ومن بعيد .. من بعيد جدا  كانت تقف امرأة حزينة  تنظر بعينين دامعتين إنها حبيبته (تسواهن) التي زوجوها لاحفا الى  أخيه الاصغر . بعد أن جيء بها (فصليّة) مع ثلاث أخريات من بنات عشيرتها ليتزوجن من أقارب الضحية حسب قانون العشائر السائد في ذلك الزمان.

السيد الرضا الهندي


السيّد رضا بن محمد الهندي (1290 هـ - 1362 هـ). من أعظم الاُدباء والشعراء ...كتب في جميع فنون الأدب وأبواب الشعر. . كان إمام البديع، وشيخ الأُدباء فضلاً عن كونه عالماً فقيها مجتهدا ، ومن علماء الفقه المعروفين وله تعلّق شديد بأهل البيت عليهم السلام حيث كان أعذب شعره فيهم وكفى ذلك الفمّ الطاهر فخراً أن أنشد رائعته القصيدة الكوثرية التي لا يملّ الإنسان من تلاوتها، ولا تكلّ الاسماع عن سماع موسيقاها البديعة :

أمُفَلَّجُ ثَغْرِكَ أمْ جَوْهَر *** وَرَحِيْقُ رِضَابِكَ أَمْ سُكَّر

قَدْ قَـالَ لِثَـغْرِكَ صَانِعُهُ ***(انَّا أَعْطَيْنـَاكَ الْكَوْثَرَ)

ولد في النجف الاشرف في الثامن من ذي القعدة 1290 هـ (1875 ميلادية)  أصل أسرته يعود إلى مدينة لكهنو الهندية، ويمتد نسبّه إلى الامام علي الهادي، واسمه الكامل هو: رضا بن محمد بن هاشم بن علي الموسوي الهندي
كان خامس إخوته الستة...والده كان من فقهاء المسلمين  المعروفين في النجف ، وقد تتلمذ على يد مجموعة من العلماء الاعلام  ... هاجرالسيد  رضا الهندي إلى سامراء وله من العمر ثمان سنوات حين اجتاح النجف وباء الطاعون ...حيث حضر والده في تلك الفترة درس السيد المرجع  محمد حسن الشيرازي. فنشأ وترعرع رضا الهندي في سامراء ودرس على يد  والده، وابتدأ فيها بالدراسة الحوزوية وشرع بدراسة المقدمات وبعض كتب الأدب، عاد مع أبيه سنة 1311 هـ إلى النجف فأتمّ مرحلة السطوح وحضر دروس الفقه والأُصول على علمائها. عُرِف بالنبوغ المبكّر والصلاح والتقوى منذ نعومة أظفاره وانكبابه على الدرس حتى شهد له الشيخ محمّد طه نجف بالاجتهاد المطلق سنة 1322 ه ‍‍.. ليصبح مرجعا فقهيا للمسلمين  ..
لم تسلّط الأضواء على الجوانب العلميّة للسيّد الرضا الهندي ، حيث طغى عليه الجانب الادبي وشعره الرائع حيث زاول الادب زمناً طويلاً، فأبدع فيه إبداعاً كان المجلّى فيه بين جمع كبير من الاُدباء والعباقرة في زمانه، وحمل راية الادب في النجف زماناً طويلاً يزيد على أربعين سنة، كلّ ذلك قلّل من سطوع ذلك الجانب العلمي المهمّ في حياة السيّد اضافة الى كونه كان  زاهداً بالزعامة الدينية على الرغم من مؤهّلاته،كان شديد التواضع، رفيع الخُلق، جمّ المناقب، وديع النفس بعيداً عن الكبر والزهو، لين العريكة تقيّاً صالحاً ورعاً ديّناً خشناً في ذات اللّه.بعثه المرجع الكبير السيّد أبو الحسن الاصفهاني وكيلاً عنه إلى ناحية الفيصيلية بمحافظة الديوانية ، فكان هناك مرجعاً في الاحكام وملاذ للناس.
توفي بالسكتة القلبية في يوم الخميس المصادف للثاني والعشرين من جمادى الأولى 1362 هـ الموافق للسادس والعشرين من أيار 1943 م بقرية السوارية - التي سميت بالفيصلية بالمشخاب أحد توابع محافظة الديوانية، وحُمِلت جنازته إلى النجف فدفن هناك فأقيمت له عدة مجالس فاتحة في النجف وفي محل وفاته..

العلامة طه باقر


طه باقر... عالم اثار، ولد في الحله  في محافظة بابل بالعراق  عام 1912من اسرة علوية تصل الى الامام زيد الشهيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام ...اعتمر العمامة السوداء عندما درس علوم العربية التقليدية والفقه الإسلامي في طفولته...ثم  اكمل دراسته المتوسطة وقد تخرج من الثانوية المركزية في بغداد عام 1932. وكان من الاربعة الأوائل على الثانويات العراقية فارسل لاكمال دراسته على نفقة وزارة المعارف إلى الولايات المتحدة لدراسة علم الاثار في المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو ... وبعد اربع سنوات حصل على شهادة البكالوريوس ثم حصل على الماجستير .حيث  درس اللغات التي كتبت بالخط المسماري " السومرية والاكدية " واللغة العربية. وعادعام 1938. ونال لقب الاستاذية من جامعة بغداد عام 1959 م. عرض عليه الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم منصب وزارة التربية فرفض باجابته " الاثار أفضل من الوزارة " فعينه بمنصب مدير الاثار العام 1958 - 1963 .. قام العلامة باقر وابتداءا من عام 1941 بقيادة  الهيئات الأثرية للتنقيب عن عدة مواقع في مختلف أنحاء العراق " واسط – تل الدير – عكركوف – تل حرمل – الضباعي – اور – دوكان ".... ثم تسنم المناصب التالية ..خبير فني 1938 -1941 ...امين عام  المتحف العراقي من 1941 - 1953م..معاون مدير الاثار العام 1953 - 1958...مفتش التنقيبات العام لفترة 1958 ..قام بتدريس مواضيع التاريخ القديم والحضارة في كلية التربية دار المعلمين العالية سابقاً، من عام 1941 -1960..تدريس مواضيع التاريخ القديم والحضارة واللغات القديمة (الاكدية والسومرية) في قسم الاثار كلية الاداب - جامعة بغداد (1951 - 1963)..عضو المجلس التأسيسي جامعة بغداد 1957 -...مدير الاثار العام 1958 - 1963... ..عضو مجلس جامعة بغداد 1960 -1963.نائب رئيس جامعة بغداد 1961 -1963 ثم احيل على التقاعد في 8 شباط 1963...فغادرالعراق عام  الى ليبيا وعمل مستشاراً في مصلحة الآثار الليبية 1965 - 1970واستاذا في الجامعة الليبية 1965 - 1970.. عين عام 71 عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي..تمت اعادة تعيينه بمرتبة استاذ في جامعة بغداد كلية الاداب عام 1970 -1978 حتى تقاعده وخلال هذه السنوات كان غزير النتاج العلمي والتأليف.. ومن اهم مؤلفاته  كتاب مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة بجزئية الأول (بلاد الرافدين) والثاني (وادي النيل )...... مقدمة في أدب العراق القديم وترجمته لملحمة كلكامش إلى العربية. ... المرشد إلى مواطن الاثار والحضارة بستة اجزاء و مقدمة في ادب العراق القديم  و موجز في تاريخ العلوم والمعارف في الحضارات القديمة

ساءت حالته الصحية عام 1980سافر على اثرها إلى بريطانيا للعلاج الا انه توفي بعد عودته إلى الوطن يوم 28/2 /1984. منحه اتحاد الآثاريين العرب في القاهرة درع الاتحاد عام 2002 م لما قدمه من خدمات جليلة في حقل الآثار...

المدائن

تقع المدائن  على مسافة 40 كم جنوب بغداد، وهي تحمل عدة أسماء، فهي "المدائن" و"طيسفون" (بالفارسية)، و"سلوقيا" (بالإغريقية). بناها الفرثيون عام 141 ق.م لتكون عاصمة لهم وهم أقوام جاؤوا من جنوب إيران كذلك اختارها الساسانيون لتكون عاصمتهم الشتوية، مع عاصمتهم الصيفية، سوسة، في إيران، بعد أن تمكن أردشير الساساني من القضاء على آخر ملوك الفرثيين عام 224 للميلاد..لاعتبارات عسكرية، حيث إنها محمية بمانع طبيعي هو نهر دجلة من جهة الشرق، كما أن توفر المياه ساعد على بناء تجمعات سكانية مستقرة. أبرز ما في هذه المنطقة هو القصر الذي بناه شابور الأول (241-275م) والذي يعرف بالقصر الأبيض أو كما معروف لدى العامة قصر كسرى والذي يحتوي على أشهر طاق في التاريخ وهو ما يعرف بـ"طاق كسرى"والذي يعتبر من أعظم الطوق في العالم القديم، وأعلاها. حيث يبلغ ارتفاع الطاق عن سطح الأرض حوالي 30 مترا وعرضه 25.5 مترا وسمك جداره من الأسفل 7 أمتار.  وهو جزء من القصر الأبيض الذي تهدمت جدرانه ولم يبق من معالمه إلا الطوق وبعض الأسس. ما تبقى من البناء تدل على عظمة القصر عندما كان شاخصا في عهده الغابر ..حيث كان اخر ما تهدم منه هوالحائط في  الجزء الايمن من الايوان والذي تهدم عام 1887 بفعل فيضان دجلة..
بعد الفتوحات الاسلامية  اتخذ بعض الصحابة المدائن محل سكنى لهم، ومنهم الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي ولاه الخليفة  عمر بن الخطاب( رض )  على العراق ..واسمه الحقيقي روزيه ثم سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد إسلامه.. سلمان، ويسميه أهل العراق "سلمان باك" وهو لفظ أعجمي معناه "سلمان الطاهر". وقد توفي بالعراق سنة 34 هجرية ودفن في المدائن على مسافة قصيرة من شمال الطاق..
يتكون الضريح من صحن واسع، له بابان كبيران، ويحتوي على عدة أواوين، تم اقتطاع جزء منها وتحويله إلى مدرسة دينية. في أعلى الضريح هناك مئذنتان عاليتان، وأربع قباب..يوجد على الجهة اليمنى من الضريح مسجد يؤمه أهل المنطقة للصلاة فيه يوميا،
على الجهة اليسرى من مرقد الصحابي سلمان الفارسي، ومن خلال باب صغير من داخل المرقد، وآخر من الخارج ، يقع مرقد الصحابي حذيفة بن اليمان، صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )، ومن الذين أبلوا بلاءً حسنا في معارك المسلمين، وصاحب الدرجة العالية من العلم بالكتاب والسنة. ولاه عثمان بن عفان ولاية المدائن، وبعد مقتل عثمان أقره الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) على ولايته، وتوفي هناك سنة 36 هـ.و داخل نفس الحرم،  يوجد ايضا مرقد للصحابي عبد الله الأنصاري، ابن الصحابي المشهور جابر بن عبد الله الأنصاري، الذي شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبي (ص)، وامتد به العمر حتى مات سنة 78 من الهجرة، ويعد من أجلاء المفسرين. كذلك، وضمن نفس المرقد هناك مرقد السيد طاهر بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام..
كان قبر الصحابي حذيفة بن اليمان  وقبر الصحابي عبد الله بن جابر الأنصاري على ضفة نهر دجلة، إلا أنه نتيجة للتآكل الذي حصل في الضفة الغربية لنهر دجلة بسبب الفيضان تم نقل رفاتهما بتشييع رسمى وشعبي  مهيب شارك فيه الملك غازي  إلى الموضع الحالي وذلك عام 1932م ...
ومن معالم المدائن السياحية المهمة  هو مجمع المدائن السياحي والذي انشأ في سبعينيات القرن الماضي على ضفاف نهر دجلة وسط غابات من أشجار الحمضيات التي تشتهر بها المنطقة وأشجار النخيل، وعلى مسافة لا تبعد عن طاق كسرى أكثر من كيلومتر واحد وكان يضم فندقا ذا طابقين، يحتوي على 20 غرفة نوم مزودة بكافة وسائل الراحة. بالإضافة إلى خمس فيلات سياحية، تحتوي كل منها على غرفتي نوم وغرفة استقبال ومطعم وحمام، كما توجد هناك 16 شقة و16 غرفة مفردة بالاضافة الى ملحقات اخرى  ويعاني المجمع  حاليا من الاهمال حاله حال بانوراما القادسية  والتي كان يزورها الكثير من الزوار وخصوصا طلبة المدارس، حيث كانت تنظم سفرات جماعية لهم.ولكن بعد سقوط النظام السابق تم سلب ونهب جميع المحتويات والآلات وأصبح المكان حاله حال قصر كسرى، أثرا بعد عين.
الكثير من العوائل كانت تأتي إلى المدائن هذا خصوصا أيام الجمع والعطل الرسمية والدينية والنوروز وتفترش الحدائق التي تنتشر في المدينة ، والكل يردد الأهزوجة الشعبية "المايزوره لسلمان عمره خسارة". أما في أعقاب الأحداث الأخيرة فقد انحسرت الحركة بشكل كبير.. رغم عودتها بشكل نسبي في الآونة الأخيرة

الامام محمد الباقر علية السلام

 خامس ائمة اهل البيت الاطهار الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهو أول مولود من العترة الطاهرة  التقت به عناصر السبطين الكريمين الحسن والحسين وامتزجت به الأصول الكريمة ... هو الامام محمد الباقر  بن الامام علي  زين العابدين بن الامام  الحسين الشهيد  بن الامام علي بن ابي طالب المرتضى  عليهم السلام ...ولد يوم الجمعة  الاول من شهر رجب المعظم سنة 57 هجرية ..والده هو الامام علي بن الحسين .. زين العابدين وسيد الساجدين .. السجاد عليه السلام ووالدته السيدة الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وهي الصديقة التي لم تدرك في آل الحسن مثلها وحسبها سمواً أنها بضعة من ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تربى الإمام الباقر في حجرها الطاهر فغذته بلبنها الطاهر وأغدقت عليه أشعة سماوية من روحها الزكية ..عند ولادته قام الامام السجاد باجراء المراسيم الشرعية من الأذان والإقامة في أذنه، وحلق رأسه في اليوم السابع من ولادته والتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، وذبح كبش عنه والتصدق به على الفقراء..له ومن الاولاد سبعة خمسة ذكور وسيدتان  وهم الامام جعفر الصادق وعبد الله وابراهيم وعبيد الله وعلي ..اما السيدات فهن  السيدة زينب والسيدة ام سلمة ..
 كنيته ابو جعفر .. والقابه كثيرة وهي الامين والشاكر والهادي والشبيه  لكونه اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم .. واكثر الالقاب التي اشتهر بها فهي باقر العلم او باقرعلوم الاولين والاخرين
من الشعراء الذين اهتموا بالإمام الباقر الشاعر كثير عزة، الشاعرالكميت بن زيد الأسدي، والشاعر الورد الأسدي شقيق الكميت، والشاعر السيد الحميري. اما بوابه فهو جابر الجعفي، الصحابي التقي الجليل الذي روى عن الإمام أكثر الأحاديث.و كان نقش خاتمه  (العزة لله جميعاً)
سماه جده رسول الله محمد  (صلّى الله عليه وآله) بمحمد على اسمه وكناه بالباقر قبل أن يخلق بعشرات السنين... قال (صلّى الله عليه وآله) للصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري ( رض ): يا جابر يوشك أن تلحق بولد من ولد الحسين (عليه السلام) اسمه كاسمي، يبقر العلم بقرأ، أي يفجره تفجيراً، فإذا رأيته فاقرأه مني السلام. لذا كان جابر بن عبد الله الأنصاري وهو شيخ كبير، يأتيه فيجلس بين يديه ليتعلم..
وصفه بعض المعاصرين له فقال:إنه كان معتدل القامة، أسمر اللون، رقيق البشرة له خال، حسن الصوت مطرق الرأس ، كريماً يتصدق على أصحاب الحاجة ويعتق العبيد ويكرم العلماء..
تولى الامامة بعد الامام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين (ع )وكانت مدة إمامته (ع) تسعة عشر عاماً، عاصر خلالها الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك.
أقام (عليه السلام) طيلة حياته في المدينة المنورة .. دار الهجرة، ولم يتركها وقد اتخذ المسجد النبوي مدرسة له يلقي فيه محاضراته القيمة على طلابه.
في عصر هشام بن عبد الملك ظهر تصدع الدولة الأموية وبدأت عندها الدعوة العباسية في إيران وكان  العالم مليء بالاضطرابات والفتن والأحداث الدامية.و كان على الامام  أن يقوم بواجبه الشرعي وبناء كيان الامة الحضاري  عن طريق منائر العلم وصروح الفكر، فانصرف عن كل تحرك سياسي، واتجه صوب العلم وفتح مدرسة أهل البيت الشهيرة وهي أول مدرسة فكرية أنشأت في الإسلام والتي أتم مسيرتها الإمام جعفر الصادق من بعده.تخرج من هذه المدرسة المباركة المئات من العلماء الأفاضل ولم تقتصر علومها على التشريع الإسلامي، وإنما تناولت جميع العلوم والمعارف من الإدارة إلى الاقتصاد إلى الطب
حيث  كان يخف إليه العلماء من أعيان الأمة وسائر الأقطار للاستفسار والشرح والتحصيل.امثال العالم الكبير جابر بن يزيد الجعفي ومحمد بن مسلم الطائفي، وأبو بصير المرادي، وأبو حمزة الثمالي اهتم الإمام (عليه السلام) اهتماماً بالغاً في الأحاديث الواردة عن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعن آبائه الأئمة الطيبين (عليهم السلام) والتي  تعد المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. لذا كان  الإمام (عليه السلام) يهتم بالحديث ويتبناه،وقد جعل المقياس في فضل الراوي فهمه للحديث ومعرفة مضامينه.
قال سبط ابن الجوزي ..روى عنه الأئمة: أبو حنيفة وغيره، وقال أبو يوسف: قلت لأبي حنيفة: لقيت محمد الباقر؟ فقال: نعم، وسألته يوماً فما رأيت جواباً أفحم منه وقال ابن خلكان: (كان الباقر عالماً سيداً كبيراً، وإنما قيل له الباقر لأنه تبقر في العلم أي توسع والتبقر التوسع
قال في وصية خالدة لجابر بن يزيد الجعفي هو تلميذ الإمام الباقر (عليه السلام) (أوصيك بخمس: إن ظُلمت فلا تظلم، وإن خانوك فلا تخن، وإن كُذْبت فلا تغضب، وإن مُدحت فلا تفرح، وإن ذممت فلا تجزع.)
لما ادركت السلطة الاموية الخطر الذي كان يمثله الامام الباقر وقيامه بالتأثير في المجتمع فكريا وعقائديا ..اوعز  هشام بن الحكم الى  إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك فقام بدس السم للامام وهو ابن ثمان وخمسين سنة... ، وفاضت نفسه الطاهره  في السابع من ذي الحجة سنة 115 للهجرة  وقام ولده الإمام جعفر الصادق بتجهيزه وتكفينه والصلاة  عليه، ونقل الجثمان العظيم إلى بقيع الغرقد  ودفن  بجوار أبيه الإمام السجاد وبجوار الإمام الحسن المجتبى سيد شباب أهل الجنة عليهم السلام

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...