سافرت مع عائلتها الى شرق الأردن في أواخر عام 1924 مكثت هناك مدة سنة
ونصف خلال الحرب الحجازية النجدية . جاءت الى بغداد مع والدها وعائلتها عام
1926 على أثر سقوط جده بأيدي آل سعود..
ومكثت في العراق مع أفراد أسرتها ، كانت أصغر وارشق خالات الملك فيصل الثاني .. كريمة وحنون مع
صديقاتها وحاشيتها وكل من يحيط بها من أفراد العائلة ، وكان عمها الملك فيصل الأول
يحبها وكذلك أبنه الملك غازي فقد كان يحضر في بعض الأحيان تلقيها بعض الدروس على
يد معلمة كانت تعطيها دروسا في الموسيقى ، وكان يقدم لها الهدايا تشجيعا لها ...
كانت الأميرة جليله كثيرة الحركة في طفولتها ، حيث دربها والدها الملك علي على الفروسية بنفسه
ولكنها عندما كبرت أخذت تنكمش وتنطوي على
نفسها وغالبا ما تتجنب مقابلة الزوار والأصدقاء ، ولكثرة قراءتها وإطلاعها على
القصص البوليسية ، أصبحت تصرفاتها غريبة . ففي بعض الأحيان تتسلل من الشباك مقلدة
ما في الروايات والقصص.
تزوجت الأميرة جليله عام 1946 من أبن خالها الشريف حازم بن سالم بن
عبدالله الذي عاش أكثر حياته في أسطنبول طبيبا ممارسا وكان يكبرها بنحو ستة عشر
عاماً ، وجرى زفافها في احتفال مهيب أذ أقيمت لها مأدبة كبرى في بهو أمانة العاصمة
في بغداد وجهت فيها دعوة الى مائة سيدة عراقية وما يقرب من سبعين سيدة أجنبية
وكانت تلك الحفلة بأمر من شقيقها الأمير عبدالإله ، كما أقامت الملكة عاليه حفلاً
مماثلاً لها في قصر الزهور.
تعرض هذا الزواج لأنتقادات شديدة وذلك لفارق السن بينهما ...استمر
زواجها ثمانية أعوام لم تكن فيها الأميرة جليله سعيدة فقد كان زوجها صعبا ولا يحبذ خروجها من المنزل ، وكان شديد الحرص
على صحته ، ولكنها كانت ترفض الانفصال عنه خوفا
من أن تنشر الصحف خبر طلاقها لأنها تكره البلاغات الرسمية ، لاسيما بعد مرض
الملكة عاليه والتي كانت الصحف تنشر يوميا
عن وضعها الصحي .
كانت الأميرة جليله شديدة التعلق بشقيقتها الملكة عاليه وقد
رافقتها عام 1947 الى لندن بطلب من الملكة
عاليه ... وبقيت معها حتى ألم بها المرض وعادت الى بغداد . و لم تفارقها حتى في
زيارتها الى المدينة المنورة عام 1950 .أصيبت الأميرة جليله بعد عودتها من باريس
عام 1947 بإلتهاب في الرحم فأجريت لها عملية جراحية منعت فيها من الحمل فبدأت
حالتها النفسية والصحية تزداد سوءا وأصيبت بلوثة عقلية ، وقد نصح الأطباء ذويها
بأن يراقبوا سلوكها وتحركاتها خشية عليها من الأنتحار أو قتل غيرها لهذا أحتاطوا
للأمر ووضعوا قضباناً حديدية على شبابيك حجرتها وكانت هادئة مستسلمة وعلى ثغرها
أبتسامة جامدة ، وعندما ماتت الملكة عاليه عام 1950 قالت لأختها الأميرة بديعة
بأنها تتمنى أن تبكي عليها لكنها لا تستطيع ذلك لعدم شعورها بأي ألم تجاهها.
أخذت حالة الأميرة جليله تتدهور بشكل خطير ووضعت عائلتها أحدى
الخادمات لمراقبة تصرفاتها ولكنها أنهت حياتها عام 1955 بحرق نفسها بمدفأة الحمام
وعندما جاء أفراد عائلتها وجدوها تتمشى في الصالة بجسد محترق ماعدا وجهها وقد
سألها الأمير عبدالإله لماذا فعلت هذا بنفسك فكانت أجابتها مبهمة بأن أحداً ما قال
لها بأن تحرق نفسها، فقد كانت تتخيل اموراً كثيرة
.. كما كانت تشعر بأن أنقلابا سيقع في العراق وكانت تؤشر بيدها الى جهة
الغرب قائلة " أنهم سيأتون من هناك ليقتلونا كلنا "
توفيت الأميرة جليلة بعد أن نقلت الى المستشفى ، وفي نفس اليوم أذاعت رئاسة التشريفات الملكية نبأ وفاتها ،
وقررت الحكومة أعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام ، وتم تشييعها رسميا صباح
اليوم التالي وتقدم المشيعين الملك فيصل الثاني وشقيقها عبدالإله ورئيس الوزراء
نوري السعيد وعدد من الوزراء ودفنت في
المقبرة الملكية في الاعظمية ...
10/7/2018
ردحذف