كان من حظ مدينة
بغداد ان زارها الفنان المسرحي الكبير جورج ابيض في اواخر سنة 1926 واقام عدة حفلات
على مسرح "السينما الوطني" واشرك في جوقته بعض الممثلين العراقيين من الشبان
الهواة ومنهم المرحوم حقي الشبلي رائد المسرح
العراقي والذي ظهر مع جوقة جورج ابيض في دور ابن الملك... ثم عاد مرة اخرى في الثلاثينات ليقدم مع فرقته مسرحيته الشهيرة يوليوس قيصر على احد مسارح منطقة الميدان والذي هو بالاصل مقهى شعبي تم تحويره ليكون
مسرحا . وكعادة الفرق المسرحية فقد جاء جورج ابيض بالممثلين الاساسيين فقط على ان
يستعين بالكومبارس من ابناء البلد توفيرا لنفقات السفر و الاقامة .. وقد نصحه الناصحون باختيار الكومبارس من
منطقة الميدان وهي تلك الايام تعج بحثالة المجتمع من مدمني الخمور والنشالة
والشاذين و السرسرية , ممن يقوم باي عمل
مقابل أي مبلغ بسيط .. .. وفعلآ تعاقد
معهم والبسهم دشاديش الرومان البيضاء ووضع
على روسهم اطواق الياس على اساس اطواق الغار .. ودربهم على اداء ادوارهم ..
في يوم العرض المسرحي امتلأ المقهى
او المسرح المفترض بالجمهور وسارت
الامور على مايرام.. الى ان وصلت المسرحية
للمشهد اللي ينادي حاجب الملك بأعلى صوته :والآن يتقدم أشراف روما للسلام
على جلالة القيصر ...
ظهر الأشراف .. وبدأ الهرج والمرح والضحك و...الطيييط
- لك هذا منو ؟ هذا عبود النشال ... ههههههه
- لأ لأ .. دشوف هذا ؟ رزوقي ابن شكرية الـ ......
- هلللللو.. هذا علوان الـ...., صايرلي شريف روما ؟ ههههههه
وما ان انتهت
المسرحية حتى أصبح حديث أهل بغداد «شفت فلان طلع شريف روما».. ومن هذه الحادثة جاء المثل
الشهير " صايرلي شريف روما"
ويضرب لمن يتظاهر بالعفة والشرف وهو من اسافل الناس ..وقد انتشر المثل الى
البلدان المجاورة وخاصة الخليجية ..
المفاجأة الثانية للفنان الكبير
لجورج ابيض هي الكارثة التي حصلت
في اليوم التالي، اذ لاحظ، وهو يستعد للعرض، اختفاء ملابس وقلائد
"الاشراف"، فاغتاظ وصرخ بالحاضرين: اين الملابس والقلائد..واكاليل الغار
..؟
فأجابه احدهم بصوت الواثق:
"سرقها اشراف روما"..
2/8/2018
ردحذف