ولكن المشكله ان الفهم القاصر والخرافات والروايات الشعبية مازالت سائده... وتحكم العقل البشري ..حيث يعتقد العامة أن الحوتة تطارد القمر باستمرار ،
وتقترب لحظة انتصارها لحظة الخسوف ،لذا يلجأ الناس إلى إطلاق الاصوات ، وقرع الطبول والأواني لإخافة الحوتة وإعادتها
إلى عالم المياه وتنتهي الخرافة بتراجع الحوتة إلى عالم البحاروانتصار الحياة وروح الخير .. حين ينتهي الخسوف ، وعندئذٍ
يخرج الناس يغنون ويدبكون احتفالاً باستمرار الحياة والوجود .. اهل بغداد القدماء
يعتقدون بان الحوت يبتلع القمر ، فتراهم
يخرجون عند من بيوتهم فزعين .. ومنهم من يُوَلْوِل ، وآخرون يصيحون وهم يضربون الطبول
وينظرون نحو القمر هاتفين تهديدًا له :
يا حوتة يا منحوتة هدّي قمرنا العالي
يا حوتة يا منحوتة هدّي قمرنا.. نريده
وإن كان ما تهدينه أدك لـه بصينية
هــدي قمــرنا العالـي هو علينا غالـي
وعلى ضفاف دجلة ـ وفي الفضاءات المشكوفة
تقف النساء والأمهات المرضعات والحوامل باتجاه القمر ، بعضهنّ يمسك إما بخيوط
قصار تتدلى منها كرات من الطين ، أو بخرزتين بيضاوين من الخرز المسمى " در النجف
" حيث يعتقدن أن الطين أو الخرز يتغير لونه الطبيعي في أثناء الخسوف ، ويميل إلى زرقة
غامقة تنفع الحامل والمرضع .. والجنين في الرحم، والرضيع في المهد وتقيهم شر ما يسمى
الكبسة والعين والحسد ... ومن عقائدهن أيضـًا ، أن الحامل إذا مست بطنها عند خسوف القمر
ولد الجنين ونصف وجهه أسود ـ كالقمر المخسوف
أما إن مستها عند كسوف الشمس فإنها تلد طفـلاً أحمر مزرقّ الوجه .... وهناك
من تضع طشتا به ماء ـ طيلة فترة خسوف القمر ـ مع قراءة أدعية خاصة ، وتعتقد أن ذلك
يجعل ماء الطست " بطلة " ناجعة في إبطال كل سحر إذا استحمت به المرأة المتزوجة
..
كما كان
الاهالي يعتقدون من لون الشمس والقمر انه إذا كان اللون أسوداً فان مرضـًا في طريقه إليهم وإن كان اللون أحمر فهذا يدل على الدم ولا بد من أن حربـًا ستنشب و تسيل
فيها الدماء .. حتى اني سمعت من كبار السن ان حرب حزيران 1967 حدثت بعد حدوث خسوف للقمر ..
كل هذه
العقائد والخرافات والتي اصبحت بالموروث الاجتماعي بدأت بالانقراض .. الخسوف والكسوف ظاهرتان طبيعيتان لا علاقة للخرافة بها ..
وقد أمر الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بالدعاء والصلاة في إشارة إلى أن ما يحدث
من تغير في النظام الكوني هو آية من آيات الله
حتى يتذكر الناس قدرة الله عز وجل
26/7/2018
ردحذف