دير مار متي ... جبل مقلوب

جبل الألفاف.. جبل مقلوب .. هو جبل يقع بمنطقة سهل نينوى وواحد من اهم الاماكن السياحية والدينية في محافظة نينوى سمي بالمقلوب لالتواء الطبقات الارضية  مما يجعلها تبدة وكأنها مقلوبة .. يبعد الجبل مسافة 35 كم شمال شرق مدينة الموصل. وحوالي 15 كم عن برطلة وأكبر قرية تقع على سفحه  هي قرية مرگي وسكانها سريان أرثوذكس..... تميز الجبل منذ القرن الثالث الميلادي حيث أصبح مقرا للعديد من النساك السريان أهمهم مار متي.... الذي أصبح ديره، من أهم الأديرة السريانية في العصور الوسطى. كما يحتوي الجبل على العديد من القلايات التي نقشها النساك من صخر الجبل ومن أهمها قلاّية مار متي و قلاّية ابن العبري و قلاّية قصر الجاسوس. وتحتل موقعا استراتيجيا على قمة الجبل، وكانت تستعمل لمراقبة المناطق المحيطة وتحذير الأهالي في حالة مقدم قطاع الطرق  

 على هذا الجبل يقع دير مار متى .. ومجموعة من الاديرة الاخرى ومنها  دير صيتا ومكانة... ويتربع الدير  في صدر جبل مقلوب بارتفاع (2100 قدم) فوق مستوى سطح البحركان الوصول  اليه بتسلق الجبل مشياً على الأقدام في  طريق بين مرتفعين مرصوف بالحجارة في اثنتين وثلاثين استدارة يتلوى يمنة ويسرة طوله  كيلومتر تقريبا يطلق عليه اسم (الطبكي) وهي كلمة سريانية ومعناها المرتقى وألان يوجد طريق مبلط وحديث يمكن الوصول عبره بسهولة ويسر في اقل من ربع ساعة.

أسس الدير القديس مار متى الناسك السرياني في القرن الرابع الميلادي، وعين أول رئيس عليه، وانضوى إليه بضعة آلاف من الرهبان والموحدين ...

في الدير كنيستان، تعرف أحداهما باسم القديس مارمتى شيدت على الطراز المألوف في أنشاء كنائس المشرق وتشتمل على المذبح، ومدفن الآباء القديسين والهيكل ومدفن الرهبان، والأخرى باسم السيدة العذراء  وهي كنيسة قديمة جددت عام 1762 وهي بسيطة في شكلها تحوي مذبحا صغيرا تعلوها قبة صغيرة وبسيطة وهيكل مستطيل صغير.

 يوجد في دير مار متى عدة آثار ومنها بناية الدير القديمة نفسه وكذلك رواق الملاك وهو رواق صخري يقع في قعر واد سحيق في الجهة الشمالية من جبل مقلوب وفي صدره رسم بارز لملاك متجه نحو الشرق وبيده أكليل ..ويقابل هذا الرواق وفوق صخرة شاهقة صومعة صخرية فيها أربع آرائك صخرية ويوجد في الدير عدة صهاريج نحتت منذ تاسيسه لخزن مياه الأمطار المنحدرة من الجبل ..لا تزال أربعة منها مستخدمة  تبلغ سعة أكبرها (2420مترا مكعبا)، وكهف الناقوط اكبر الكهوف وأكثرها سحرا وجمالا يقع غرب الدير على مسافة (200متر) وهو قسمان الخارجي رصف بالحجر تتوسطه بركة ماء ...و الداخلي مساحته 5*4م يتقاطر ماؤه طوال السنة تجتمع المياه في حوض صغير وتنساب إلى القسم الخارجي حيث تصب في البركة الخارجية ..

...يتمتع الجبل والدير  بموقع سياحي جذاب وجميل يقصده السياح من شتى أنحاء العراق والعالم بقصد الاطلاع على آثاره والاستمتاع بأجوائه الساحرة ومناظره الخلابة ويشرف على السهول والأودية وترى منه الموصل وقراها ولا يخلى من الزوار أبدا وكما يقصده السياح والصحفيون الأجانب بغية الاطلاع على تاريخه ومكانته والاستمتاع بأجوائه وفي فصل الربيع تكثر السفرات والحفلات الى الدير وخاصة أيام الأعياد والمناسبات كأعياد الربيع ونوروز.. بالنسبة لي هو من الاماكن العزيزة على النفس .. ولي فيها ذكريات جميلة ايام كنا طلابا في جامعة الموصل...  حفظ الله الموصل واهلها ..