الجمعة، 21 يوليو 2017

خستخانة الغرباء

هو اول مستشفى عام في العراق ..أنشأه في بغداد في زمن الوالي مدحت باشا..والذي كان يحاول تغيير الواقع الصحي والبيئي في العراق .. حيث احدث هذا المستشفى نقلة نوعية في الميدان الطبي.. انشأ المستشفى بتبرعات الاهالي والاثرياء والوجهاء حيث كانت خزينة الولاية لا تكفي لبناء المشروع...وبعد جمع الاموال الكافية بوشر بانشاء المستشفى وبني باستخدام طابوق سور بغداد بعد تهديمه ..حاله حال بقية المباني في ذلك الحين .على العموم افتتحت المستشفى عام 1872م .. هذا المستشفى لم يلق اقبالاً عند افتتاحه فلم يكن الاهالي في تلك الايام يستسيغون ايداع مرضاهم في مستشفى حكومي بل جرت العادة ان يعتنوا بمرضاهم في بيوتهم بسبب تفضيل الناس لاساليب العلاج التقليدية القديمة...لذا سمي المستشفى "خستخانة الغرباء" أي مستشفى الغرباء حيث كان معظم الملتجئين اليه من الفقراء والمتسولين والمتشردين والغرباء ممن لا سكن لهم إذ وجد بعضهم فيه المكان المناسب ليقضوا فيه بقية حياتهم..و كان اشبه شيء بدار للعجزة

يقع المستشفى على نهر دجلة من جانب الكرخ .. ومكانه الحالي هو المركز الصحي في الكرخ ومركز الولادات والوفيات القريب من مستشفى الكرخ للولادة .. إحتوى هذا المستشفى على 50 سريراً ، وضم عدداً من الاقسام منها قسم الامراض الباطنية وقسم الجراحة ، وقسم الامراض الزهرية ، فضلا عن جناح خاص للمساجين والمعتوهين والعاهرات . فيما الحقت بالمستشفى شعبة بسيطة للاسعاف وكان العلاج في المستشفى مجانا . اما ادارة المستشفى فقد اسندت إلى الدائرة البلدية الاولى ...
واجهت المستشفى منذ بداية تأسيسها وحتى نهاية العهد العثماني ، صعوبات عديدة لعل في مقدمتها إفتقارها إلى الموارد الكافية لتأمين استمرارية عملها ، وأمام هذه المشكلة لجأت ادارة المستشفى إلى مناشدة الاهالي للتبرعات المالية .. اما المشكلة الثانية التي واجهت عمل المستشفى فكانت الافتقار إلى الملاكات الطبية والادارية الكفوءة والتي التي كانت احد اسباب اغلاق المستشفى لاكثر من مرة.
قامت الحكومة العثمانية عام 1878 باعادة ترميم المستشفى وتأمين لوازمه من الادوية والمعدات الطبية ، الا ان الاهتمام لم يستمر طويلا وسرعان ما تعرض للاهمال حيث انتهى امر المستشفى عندما قررت الحكومة الاستغناء عنه نهائيا سنة 1896م ، و نقلت محتوياته إلى المستشفى الجديد الذي انشأه نامق باشا في جانب الرصافة في حين تم نقل عائدية بناية المستشفى ايام العهد الملكي إلى دائرة المعارف حيث اصبحت بناية للمدرسة الاعدادية الملكية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...