تقع بناية المدرسة المركزية في بغداد الرصافه في منطقة الميدان قرب
القشلة.
أنشئت البناية في سنة 1789م أيام الوالي العثماني عبد الرحمن باشا، لتكون مدرسة رشدية متوسطة،
يكمل بعدها الطالب المدرسة الإعدادية العسكرية ثم يذهب إلى الاستانة اسطنبول ليدرس
في المدرسة الحربية، ومن مشاهير من تخرج منها رئيس الوزراء العراقي السابق
الباشا نوري السعيد.. ثم تطورت الفكرة الى
تأسيس المدرسة المركزية وذلك في عام 1918م
حيث أعلنت نظارة المعارف في بغداد أيام
الاحتلال البريطاني عن فتح مدرسة تجهيزية أو ثانوية لتدريس العلوم العالية
الحديثة، مدة التحصيل فيها ثلاث سنوات، وكان مديرها الأول الاستاذ داود نيازي.. ولتأسيسها قصة حيث تخرجت
أعداد كبيرة من المدرسة الابتدائية ولم
تكن مدرسة ثانوية تستوعبهم لذا اجتمع عدد من معلمي بغداد في دار السيد محمد
ناجي القشطيني مدير مدرسة البارودية واتفقوا على حلول عدة منها فتح صف ثانوي
للثانوية المركزية في مدرسة
الحيدرخانه، دخل فيه 15 طالبا بعد تخرجهم
من الابتدائية ألا ان هذا الصف أغلق. لعدم توفر مدرسين لمرحلة الثانوية .... وتحت
الحاح أولياء أمور الطلبة وافق الميجر بومن ناظر المعارف علي فتح صف ثانوي للعام
الدراسي 1919ــ 1920 . وخُفّض عدد الطلاب إلى 7 فقط، استقدم لهم أساتذة من الجامعة
الأمريكية في بيروت وبعد انتهاء السنة الأولى قرر ناظر المعارف فتح ثانوية كاملةٍ اتخذت من بناية البعثات القديمة مقرّاً لها وتقع خلف بناية الإعدادية المركزية الحاليه
وخصص لها أساتذة عراقيون وعرب معروفون ثم انتقلت إلى مدرسة الاتحاد التي سميت فيما
بعد بالمأمونية، ثم انتقلت إلى بنايتها الحالية عام 1927م وكانت مدرسة
عسكرية ثم صارت مدنية وكان طلبتها يتلقون تدريباً عسكريا بالتنسيق بين
وزارتي الدفاع والمعارف طوال الحكم الملكي ولغاية عام 1958م ... وتخرج من هذه
الثانوية الكثير من الشخصيات التي كان لها اثر كبير في بناء البلد ..
عرفت المدرسة المركزية
بنظامها إذ تحتفظ المدرسة بأرشيف يوضح صور الطلاب والدرجات التي حصلوا
عليها وكان للطلاب زي خاص في هذه المدرسة هو الزي الرسمي الذي كان على شكل شورت
قصير والسدارة الفيصلية وربطة عنق على شكل وردة معقوفة على قميص داخل البنطلون
ويشترط على كل طالب جلب شهادة حسن السلوك موقعة من أحد مراكز الشرطة ويدفع كل طالب
أجرة الدراسة البالغة دينارين ومئتين وخمسين فلساً ويعفى الطالب إن كان والده
مدرساً لا يزيد راتبه على ستة عشر ديناراً وثمنمائة وخمسة وسبعين فلسا ويعفى
الطالب أيضاً من دفع ثمن الكتب المدرسية إذا جلب شهادة من مختار المحلة تثبت بانه
ضعيف الحال وكان لكل طالب دفتر صحي فيه
معلومات شخصية وجسمية عنه...وقد الغت حكومة نوري السعيد فقرة الانحدار الطبقي
والمذهبي من السجل وفي المدرسة ثلاثة مختبرات كبيرة للفيزياء والكيمياء والأحياء
وفيها التلسكوب والفانوس السحري إضافة إلى صور ملتقطة لبغداد وفي المدرسة ورشة رسم
لحفظ النشرات المدرسية وكان الجدار الداخلي لمكتب المدير والمكاتب الأُخرى وبهو
الأساتذة مغلفاً بالصاج وفي المدرسة مُصوِّرها الخاص وكان اسمه آرام اضافة الى مضمد وصباغ أحذية.
تحولت هذه المدرسة الى مدرسة مدنية بعد 14 تموز 1958 .. ومازالت
المدرسة قائمة حتى الان في مكانها القديم.. طبعا
مع الفارق بين النظام و مستويات الطلبة والاساتذة .. الآن وايام زمان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق