الخميس، 20 يوليو 2017

الصعود الى  الهاوية .. قصة هبة سليم


هبة عبد الرحمن سليم عامر... أخطر جاسوسة تم تجنيدها من قبل الموساد الاسرائيلي .. ولدت هبة في القاهرة عام 1950 وعاشت حياة مرفهة، في بيت أسرتها الفاخر في حي المهندسين الراقي.. بعد اكمالها الدراسة الثانوية عام 1968 سافرت إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي.. وهناك جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة من أصول بولندية  والتي غيرت افكارها واستطاعت تجنيدها لصالح المخابرات الإسرائيلية.وقامت هي بتجنيد خطيبها  المقدم المهندس فاروق عبدالحميد الفقي والذي كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة  ورئيس الفرع الهندسي لقوات سلاح الصاعقة في بداية السبعينيات حيث  امدها بمعلومات حساسه جداً عن خطط الجيش الدفاعية ولا سيما حائط الصواريخ الروسيه الذي كان يحمي العمق المصري وتمكنت من تسريب وثائق وخرائط عسكرية تخص  منصات صواريخ "سام 6" المضادة للطائرات الى تل ابيب ..
كان جهاز المخابرات المصري يبحث عن سبب  تدمير مواقع الصواريخ الجديدة أولاً بأول من قبل الطيران الاسرائيلي قبل أن يجف البناء وكانت المعلومات كلها تشير إلى وجود “عميل عسكري” يقوم بتسريب الخرائط  إلى “إسرائيل”. وتم القاء القبض على فاروق الفقي ..خطيب هبة ..
رسمت المخابرات المصرية خطة من أجل احضار هبة إلى مصر حيث سافر ضباط من  جهاز المخابرات إلى ليبيا لمقابلة والدها الذي كان يشغل وظيفة كبيرة في طرابلس، لاقناعه بأن ابنته هبة تورطت في عملية خطف طائرة مع منظمة فلسطينية، وطلب الضابطان من والد هبة أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور الى طرابلس بزعم أنه مصاب بذبحة صدرية لمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية. 
عندما نزلت هبة عدة درجات من سلم الطائرة في مطار طرابلس  القي القبض عليها من قبل ضابطين مصريين كانا في انتظارها ونقلاها  إلى حيث تقف طائرة مصرية على بعد عدة أمتار..وتعاونت الشرطة الليبيه في تأمين انتقال الفتاة الى الطائرة المصرية تحسباً من وجود احد من الموساد قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.
مثلت هبة أمام القضاء المصري وصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت فيها  بجريمتها..
عام 1974 حضر هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي إلى أسوان لمقابلة الرئيس السادات، في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر 1973 حيث فوجئ السادات به وهو ينقل  رغبة شخصية من جولدا مائير أن يخفف الحكم على هبه ..ادرك السادات أن تلبية الطلب سيكون بداية لطلبات أخرى ربما تصل إلى درجة إطلاق سراحها. فاجابه السادات بان الطلب جاء متأخرا وان هبه قد اعدمت .. ثم نظر الى مدير المخابرات  الحربية الذي يقف بجانبة وكأنه يصدر له الامر .. وقال له .. هبة اعدمت النهارده
تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة على يد عشماوي.لتنتهي قصة اخطر جاسوسة للموساد الاسرائيلي ..
قام الكاتب صالح مرسي بتحويل قصة هبة سليم الى رواية بأسم الصعود الى الهاوية ثم تحولت الى فيلم سينمائي بنفس الاسم اثار ضجة كبيرة عند عرضه جسدت فيه مديحة كامل دور هبة سليم ..


هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...