الجمعة، 21 يوليو 2017

نقرة السلمان

تقع نقرة السلمان او منخفض السلمان  في قضاء السلمان التابع لمحافظة المثنى والذي يبعد عنها بحدود 150 كيلو متر في منطقة صحراوية على الحدود العراقية السعودية .... ذلك هو سجن نقرة السلمان .. سميت المنطقة بهذا الاسم نسبة الى سليمان الحميري والذي كلفه  النعمان بن المنذر لتأمين الطرق من هجمات البدو  .. في هذه المنطقة قبر أحد أجداد النبي محمد صلى الله عليه وآله على   مايعتقد... النقرة منخفض ارضي قطره يتراوح من ثلاثة الى خمسة كيلومترات ، انخفاضه عن مستوى الأرض المحيطة به يتراوح بين ثلاثة أمتار وعشرة أمتار او اكثر  . في وسطه بنيت منشآت الإدارة الرسمية ومركز الشرطة مع عدة دور بسيطة من الطين و" اللبن " يسكنها افراد الشرطة وسجانة السجن . في داخل المنخفض ارض مستوية شيدوا عليها هذا السجن الرهيب كما تتواجد المياه الجوفيه فيه وقد حفرت الآبار الارتوازية إلا أن معظمها لا يصلح للشرب
السجن هو احد اقدم السجون في العراق .. بني من قبل القوات الإنكليزية في عشرينيات القرن الماضي على يد الجنرال السير جون باغوت  كلوب ياشا  المولود في 1879 والمتوفى عام 1986 والذي يطلق عليه ابو حنج  ايام كان قائدا  للفيلق الانكليزي المرابط في الاردن والعراق..حيث تم بناء قلعة  في منطقة البادية بإتجاه أراضي نجد والحجاز، كمخافر حدودية متقدمة تستخدم لصد هجمات البدو والوهابيين  القادمين من شمال شبه الجزيرة العربية، وكمواقع متقدمة للجيش البريطاني . وفي عام 1928 اختير منخفض السلمان أو ما يعرف بنقرة السلمان ليكون مقرا لهذا السجن  علما ان هنالك سجنين في نقرة السلمان أولها هو السجن الذي بناه الإنكليز والذي نتحدث عنه والآخر بني على أحد تلال السلمان في ستينيات القرن الماضي من قبل الحكومة العراقية، وهو أكبر من سابقه بكثير..
برز اسم نقرة السلمان الى الاسماع في الاربعينات حيث اصبح منفى للسياسيين بعد حركة رشيد عالي الكيلاني .. ومعتقلا ومنفى لليساريين والشيوعيين  ومعارضي السلطة ..
يعتبر واحد من اشرس السجون التي عرفها تاريخ العراق لذا كان دائما يتم ترحيل المثقفين والسياسين الذي يعارضون الدولة وخاصة أولئك المنتمين للحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية الممنوعان وقتها إلى هناك......واصبحت هذه المنطقة  النائية منفى للمثقفين والسياسيين
كل الحكومات المتعاقبة كانت ترفع شعار اغلاق سجن نقرة السلمان .. ولكنها كانت تعود لاستخدامه ضد معارضيها  ففي صبيحة 3 تموز 1963 مرسوم جمهوري يقضي بترحيل المعتقلين في سجن رقم (1) وهو أحد سجون معسكر الرشيد إلى سجن نقرة السلمان  وكان اغلبهم من الشيوعيين والحركات الاسلامية  وذلك بواسطة قطار حشروا فيه حشرا ليموت من يموت .. في قطار اطلق عليه قطار الموت الجماعي ..وبعد تموز 1967 اغلق السجن وتم تحويله الى مركز شباب السلمان  .. ولكنه عاد  الى سابق عهده كسجن رهيب زج فيه الالاف من الحركات اليسارية والدينية المعارضة للنظام .. كما زج فيه الالاف من الاكراد نساءا ورجالا
خصوصا  بعد حملات الانفال.. وسط  دعاية سمجة ' بإلغاء سجن نقرة السلمان"
من اشهر نزلائه.. المؤرخ الكبير عبد الرزاق الحسني .. الشاعر مظفر النواب والكاتب والمؤرخ الكردي محمد جميل روز بياني، والعسكري محمد جعفر الجلبي، والشاعر خالد الشطري .. الشاعر الكبير عريان السيد خلف.. وابو سرحان الشاعر الكبيروغيرهم ...وقد أصبح السجن رمزاً للنضال ..مؤخرا قررت وزارة السياحة والاثار بالاتفاق مع محافظة  المثنى  تحويل سجن نقرة السلمان الشهير إلى متحف لتوثيق الحقبة المظلمة في تاريخ العراق الحديث  ... واتمنى ان لا يتم استغلاله مجددا كسجن فقد مللنا كثرة السجون ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...