السبت، 22 يوليو 2017

خان جغان


هو  الخان الكبير الذي شيده سنان باشا جغاله  زادة والي بغداد عام 1588 م او 1590 على رواية اخرى... وذلك  في مفتتح  ولايته الثانية... ويعتبر من اقدم خانات بغداد  ...  وعرف باسم خان جغاله ولكن العامة حرفته تحريفا بسيطا ليكون خان جغان  يقع خان جغان مجاور لجامع الخفافين قرب المدرسة المستنصرية ببغداد قريبا من نهر دجلة  ..
يرتبط  اسمه بوالي بغداد سنان باشا جغاله زاده والذي تشير معظم المصادر التاريخية القريبة انه كان له الفضل بتأسيس أول مقهى في مدينة بغداد والذي  يقع بالقرب من شريعة (الكمرك) بجوار بناية المدرسة المستنصرية على شاطئ نهر دجلة من جهة الرصافة او ما يسمى الجانب الشرقي لبغداد...
وفي زمن هذا الوالي  افتتح أول محل للحلاقه في بغداد واصبح الحلاق البغدادي يمارس عمله في محل خاص به ويستقبل زبائنه ويقوم بحلاقة شعرهم وذقنهم بدلاً من حمل مستلزمات الحلاقة والتجوال في أزقة بغداد القديمة، لممارسة مهنته على قارعة الطريق او في الاسواق او البيوت..و (خان جغان) هو واحد من اشهر (خانات) بغداد التجارية، ومن المتعارف عليه ايام الحكم العثماني، ان كل من يتولى ولاية بغداد، لابد له من ايجاد مصدر مالي معين له ليسد نفقاته الاضافيه  منه حيث كان وجهاء بغداد وتجارها يتبرعون لهذا الوالي او ذاك، عندما يتوجه الوالي لزيارة احدهم مثل التجار ...حيث يبادر الوالي في بث شكواه لهم من سوء حالته المادية، عندها يندفع ذلك التاجر البغدادي الشهم بالتبرع لجناب الوالي بدار او بخـــان ليستفيد من ايجاره لسد نفقات ومصاريف الوالي ..لذا نجد ولحد الآن املاكاً وعقارات وأوقافاً مسجلة في دائرة التسجيل العقاري باسم (الباشا) او وقف (داود باشا) آخر ولاة بغداد من المماليك او باسم (هيبت خاتون) وغيرها، وهي بالاساس املاك وعقارات عراقية بحتة.. ومن هنا فأن الوالي جغاله زادة والذي ينسب له
الخان قد أفاد من مردوداته المادية ايام توليه ولاية بغداد،
كان خان جغان  يسمى ايضا  خان الصاغة وذلك لاشتغال اغلب الصاغة فيه ... وقد انتقلوا اليه بعد ان زاحمهم الخفافون في سوقهم الاول المجاور لجامع الخفافين والقريب من المدرسة المستنصرية   ..والخفافون هم صانعوا نوع من الاحذية تسمى الخف..  فانتقل الصاغة الى خان جغان والذي امتلكه فيما بعد  مناحيم دانيال وشركاءه.. وقاموا فيما بعد بهدمه وتحويله الى انقاض  عام1929 .. وشيدوا مكانه سوقين وهي ما معروف لدى العامة حاليا  بسوق دانيال .. حيث  تطل نوافذه الخارجية على سوق الجوخجية  والذي يشغله حاليا باعة الاقمشة  وبالذات اقمشة الستائر والموبليا .. فيما تطل من جهة اخرى على سوق العبايجية ..وخان الجبن وجعلوا له اربعة ابواب  كبيرة متناظرة وعدد من الابواب الجانبية الصغيرة بعد ان كان للخان الاصلي  بابان ..وقد شغل البزازين وباعة بدلات ومستلزمات الاعراس   هذا الخان وانتقل الصاغة الى سوق السراجين القريب من المتحف البغدادي ولم يبقى من اثار خان جغاله او خان جغان  سوى قطعة من الكاشاني الازوق  موجودة في المتحف العراقي بخط الخطاط البغدادي المرحوم عبد الباقي المولوي ثبت عليها" بني هذا الخان وما فيه من البنيان في ايام دولة السلطان مراد خان عام  999 هجرية" ..
اخيرا..يحكى ان يهودي من الصاغه في خان جغان كان يعمل مع صانع صغير له ينفخ له بالكورة ( بيت النار )
سأله الصانع: استادي هل اليهود يدخلون الجنه؟
فرد عليه الصائغ: وي عليك ... الجنه هيه لليهود
فعاد الصغير يسال: والنصارى؟
فرد عليه: النصارى يقعدون في المجاز (الممر او الدهليز)
فسال الصغير: والمسلمين؟
فصرخ عليه الصائغ: لك انفخ انفخ .. الجنه مو خان جغان...
وقد اشتهرت هذه هذه القصة حتى اصبحت من الامثال الشهيرة التي يتداولها الناس ...


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...