سوق الصفارين " الصفافير "

 نستمر في سياحتنا في شارع الرشيد .. وبعد ان تحدثنا عن الرويال سينما .. والمدرسة المستنصرية .. نكون اليوم مع سوق الصفافير .. والذي ربما يكون من اشهر اسواق بغداد التراثية ..

بني سوق الصفافير مع المدرسة المستنصرية كورشة تابعة لها لسد احتياجات مطابخ المدرسة من معدات ومستلزمات من أواني وقدور كبيرة وصغيرة وصحون وملاعق وكافة احتياجات المطابخ... وكانت الخيول العسكرية تمررفي هذا السوق  لتعليمها على الضجيج و الضوضاء الحاصلة من طرق المعادن وكان يضرب به المثال على ضياع الصوت فيه حيث يقال " ضرطة وضايعة بسوق الصفافير "..

يسمى أصحاب المهنة.. الصفارون ..ويقسم عملهم بحسب مراحل الإنتاج فمنهم من ينحت وينقش على النحاس باستخدام المطرقة والمسمار، وأكثرهم من صغار السن بينما يختص الآخرون بتصميم الزخارف التي ستُنحت على صفائح النحاس، في حين يعكف غيرهم على صقل المنتج بعد زخرفته وتلميعه أو يلوّن بعض أجزاء الصفائح المطروقة لتضفي لمسات فنية أكثر جمالية على الأواني، وبعضهم يرصعها بالأحجار شبه الكريمة أو يطليها بالمينا.

كان السوق سابقا يعج بالمشترين ويفتح ابوابه  حتى ساعة متأخرة من الليل .. ولكن حاليا  ..تغير السوق كثيرا عما تميز به في العقود الماضية  ايام كان ضاجا بأصوات النقش والأفران النارية والمتبضعين من العراقيين والأجانب ..صناعة هذا السوق تعرضت الى التدهور بسبب الحروب واعوام الحصاروقلة وفود الاجانب والسياح والذين يعتبرون  وقود هذه الصناعة ..لان الحقيقة.. وهذه يجب ان تقال ان السائح الأجنبي فقط هو الذي يقدر قيمة المصنوعات النحاسية ويدفع فيها الثمن الذي تستحقه.. مما ادى الى تسرب العديد من حرفيي السوق واقتصاره على محال محدودة..وتحولت باقي محاله الى مطاعم ومحال لبيع الاقشمة والملابس النسائية والسلع منزلية اخرى.. وهناك سبب اخر يجب الاعتراف به هو الاستيراد بلا ضوابط للتحف والجداريات النحاسيه  الصينية والتركية والهندية  والتي اغرقت السوق المحلي والتي تتميز بكونها رخيصة الثمن ولكنها  لا تمت الى حضارة البلد ولا لتاريخه .. لذا يجب فرض سياسة ضريبيه تحمى المنتج المحلي ..وتحمي صناعة طالما كانت عنوانا لهذا البلد .. ورغم كل شئ لا يزال سوق الصفافير  يمثل هوية بغدادية ونافذة تطل على عبق تاريخها ومعلما تراثيا  مهما من معالم شارع الرشيد ..