الأربعاء، 23 أغسطس 2017

السنترال سينما وعباس حلاوي

بعد مكتبة مكينزي والتي اصبحت في خير كان نصل  السنترال سينما وهي سينما شتوية  وتعتبر من اقدم دور العرض السينمائي في بغداد بنيت عام1920من قبل احد التجار.. واشتهرت بانها اول دار عرض سينمائي عرضت أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب في بغداد ..  واضافة الى كونها دار عرض سينمائي فقد شهدت نزالاً بالمصارعة بين المصارع العراقي مجيد لولو والألماني الهركريمر عام1925.والتي ذكرها  الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي  في  قصيدة نشرتها الصحف تشجيعا وتقوية لمعنويات المصارع العراقي البطل مطلعها
 اخذ حذرك يابليد ، من البطل عبدالمجيد ..
هذه السينما غير اسمها لاحقا  الى سينما الرافدين الشتوي.. وفي تموز عام 1946 حدث حريق كبير فيها وهدمت و شيد على انقاضها سوق كبير هو سوق الرافدين  للكماليات  والكرزات وبقي هخذا السوق عامرا لغاية السبعينات .. حيث هدم  هذا السوق وشيد بدلا عنه عمارة شركة التامين الوطنية الحاليه .. والتي تقع في مدخل الرشيد من جهة حافظ القاضي قرب محلات التجهيزات الرياضية..
هذه السينما كانت تستخدم نوعا لطيفا من وسائل الدعاية والاعلان عن الافلام الجديدة حيث كانت تستخدم شخصا يسمى عباس حلاوي وهو واحد من الشخصيات الطريفة في المجتمع البغدادي ايام زمان .. كان كثير الصنائع قليل الرزق.. سبع صنايع والبخت ضايع ... كان يقف في باب سينما سنترال و يضرب على  (طبل كبير) يسمى الدمام ويصرخ  ( الليله عدنه تبديل ) ، ثم يعطي  نبذة عن الممثلين والافلام... وعند بدء العرض السينمائي يبدء بالمناداة (الحك ..توهه بدت  طلقات بيهه ، توهه بدت بوكسات بيهه …) .. وكان يساعده اثناء  الصياح شخص آخر يسمى (حسقيل ابو البالطوات) وهو شخصية فكاهية كان يعمل ليلا مع ( جعفر اغا لقلق زاده) الكوميدي المعروف انذاك  في ملاهي بغداد  بمحلة الميدان حيث يقوم بتقديم  الفصول الهزليه
كان ادارة السينما تخرج عربة وكان عباس حلاوي  يجلس بجانب العربنجي و يضع على رأسه  مخروطا من الكارتون ..ملونا ب ( الابرو ) و يغطي وجهه بقناع ورقي ضاحك وبيده لوحة مثبتة على عمود وعلى اللوحة بوستر ملون يحمل صورة بطل الفلم واسمه ويجلس  في العربة اعضاء الفرقة الموسيقية الشعبية ويردد مع الحانها  ، هلليلة عدنه تبديل ، احسن رواية ، ويعلن عن اسم السينما والفلم ، و كانت العربة  تقطع شارع الرشيد عدة مرات ذهابا وايابا ، لتثير سرور الناس بذاك المنظر المؤنس للطرب
لم تكن السينما هي ما يعلن عنه عباس حلاوي  فقط..  فقد كان يستخدمه التجار للاعلان عن اي سلعة  او بضاعة مقابل أجر ، وهو يرقص ويصفق ويردد البستات والاغاني المناسبه للاعلان ، والصبيه من ورأه يرددون ما يقول مخترقين شارع الرشيد من الميدان حتى شارع باب الشيخ… واخيرا استخدمه البعض للسخرية والتشهير من بعض الناس المعروفين او التجار . وهنا كانت نهايته حيث شهر مرة بأحد لاعبي الزورخانه   فنال جزاءه ونقل الى المستشفى لجروحه البليغه ، و لم يعد بعدها  لا الى الاعلان ولا الى التشهير بل أختفى تماما من بغداد..

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...