الثلاثاء، 6 يونيو 2017

السيد علي بدر الدين ..طالب الحوزة الذي غنت له فيروز

سيّد جليل .. عالم دين فقيه وشاعر اديب ..ابن لبنان الذي تربى في ارض العلماء والأدباء والشعراء..النجف الاشرف  .. هو الذي تغنت فيروز باجمل قصائده ..
ولد السيد “علي محمد جواد بدر الدين” في بلدة “حاروف” قضاء النبطيّه بلبنان عام 1949 ..و تلقّى أولى علومه في مدارسها وعلى يد علمائها وفقهائها وعلى رأسهم عمّه العلامه السيد “أمين قاسم بدر الدين”. برزت موهبة الشعر لديه وهو صبي وأبدع في الغزل  وهو لم يتجاوز الخامسة عشره و كان لاينشد من “غزلياته” الاّ أمام عمّه السيد “أمين بدر الدين” الذي كان عالماً متنوراً منفتح العقل ومعروفاً بذائقته الأدبيه والشعريه وأمام بعض الخواص من أصدقائه  ولكونه  من عائلة محافظه ومن أبوين متدينين لا تسمح ان يكتب شعراً خارج أغراض الشعر الديني أو الوطني.
في العام 1969 سافر إلى النجف الأشرف لغرض الدراسة الدينية في الحوزة العلمية  وتفرغ لدراسة الفقه وتتلمذ على يد كبارعلماء الحوزة العلمية وعلى رأسهم السيد الشهيد الخالد آية الله العظمى  “محمد باقر الصدر” والذي تطورت العلاقة بينهما الى علاقة صداقة وثقة وكانت السبب الرئيس في اغتياله فيما بعد.
ورغم دراسته الدينية فإنه لم ينسى الشعر ..خاصة وهو في النجف بلدة العلم والادب .. حيث  انتسب إلى الرابطة الأدبية في النجف الأشرف والتي كان يرأسها العلامة السيد “مصطفى جمال الدين” , ولكنه لم ينشد الا الشعر الديني والوطني وبعض الاجتماعي الوعظي من قصائده واحتفظ بالغزليات لنفسه .
عاد الى  مسقط رأسه “حاروف” ايام  كانت الحرب الأهليه اللبنانيه على أشدها في منتصف السبعينات – وكان الجنوب اللبناني في اصعب ايامه ولم يكن يستطيع تقديم أي مساعدة مادية لأهله.. وادرك أن لديه كنزاً من القصائد الغزلية والوجدانية التي  كتبها في ايام الصبا ... لذا وبعد تردد وافق على بيع بعض قصائده لمن يلحنها شريطة  أن لايتم الاشارة الى أنه كاتب الكلمات  حفاظاً على مكانته ومكانة عائلته الاجتماعيه والدينيه .. و بترتيب من أحد الأصدقاء تم ترتيب لقاء مع ” عاصي الرحباني” الذي بُهر بما وجده من قصائد في جعبة طالب الحوزة الدينيه الشاب ..
اشترى عاصي الرحباني عددا من القصائد  ودفع ثلاثين ليرة لبنانيه في القصيدة الواحده ..وخرجت هذه القصائد  الى النور بتلحين الأخوين رحباني وبصوت قهوة الصباح العربية ..السيدة فيروز من دون ذكر الشاعر لتكون من أبدع وأعظم ماغنّت السيدة فيروز

مطلع القصيدة القصيدة الأولى يقول ..
لملمت ذكرى لقاء الأمسِ بالهدبِ —– ورحت احضرها في الخافق التعبِ
أيـدٍ تـلوّح مـن غـيبٍ وتـأمـرنـي —– بالـدفء بالضوء بالأقمار والشهـبِ
أهـواه من قال إنـي ما ابتسمت له ــــــ دنا فعانقني شوق إلى الهرب
نسيت من يـده أن استرد يـدي ــــــ طال السلام وطالت رفـة الهدب

اما القصيدة الثانيه فيقول مطلعها
أنـا ياعصفورة الشجـنِ —- مثل عينيك بلا وطـنِ
بي كما بالطفل تسرقه —– أوّل الـلـيل يـد الوسن
واغتراب بي وبي فرحٌ —- كارتحال البحر بالسفن
راجعٌ من صوب أغنيةٍ — يا زماناً ضاع في الزمـن
أنا ياعصفورة الشجن ـــــــ أنا عيناكِ هما ســــكني
اصبح السيد علي بدر الدين اماما ل بلدة “حاروف” في  النبطيه نهاية السبعينات وبداية الثمانينات  ايام كان لبنان مسرحاً لنشاطات وعمليات وجرائم عشرات الأجهزة الأمنيه والمخابراتية حيث اختطف وهو في طريقه الى المسجد  وعثر على جثته في تشرين ثاني من عام 1980 في احدى أودية الجنوب اللبناني وعليها آثار اطلاقات نارية و تعذيب وحشي.. وذلك على خلفية علاقته مع الشهيد السيد “محمد باقر الصدر” الذي تم اغتياله في العراق مع أخته “بنت الهدى” قبل بضعة أشهر من اغتيال السيد “بدر الدين” في جنوب لبنان ..

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...