الثلاثاء، 6 يونيو 2017

السيدة نفيسة

هي السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب .. واحدة من اهم سيدات آل بيت النبوة ممن اشتهرن بالعبادة والزهد والعلم والفقه حتى لقبها الناس"نفيسة العلم "
ولدت السيدة نفيسة في مكة المكرمة يوم الاربعاء 11ربيع الأول سنة  145 هـ - ...أمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقيل أن أمها أم ولد، وأن زينب هي أم إخوتها... انتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة من العمر  فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب «نفيسة العلم»
تزوجت إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأنجبت له القاسم وأم كلثوم.
رحلت  إلى مصر مع أسرتها وخرج أهل مصر لاستقبالها في العريش. ووصلت نفيسة إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، وازدحم الناس  اليها  يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات... وخاطبتهم  قائلة  «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى.» فرفض المصريون  رحيلها، و تدخَّل والي مصر السري بن الحكم وقال لها: «يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه». فوهبها دارًا واسعة.. والتي اصبحت مسجدها الحالي  وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع. فرضيت وبقيت.
 بعد ان وصل الامام الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ، توثقت صلته بالسيدة نفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها في مسجدها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وكذلك في طريق عودته إلى داره، وكان يصلي التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء. وكانت وصيته الاخيرة أن تقوم السيدة نفيسة بالصلاة على جنازته عند وفاته ..وبالفعل فبعد وفاة الامام الشافعي  عام 204هـ مرت الجنازة بدارها .. وصلّت عليها إنفاذًا لوصيته.
عرف عن السيدة  نفيسة بنت الحسن زهدها وحسن عبادتها وعدلها، فيُروى أنها كانت تحفَظ القرآن وتفسِّره وقيل أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي وتقرأ القرآن كثيرًا وذكر المؤرخون  أنها حجّت أكثر من ثلاثين مره أكثرها ماشية،كانت فيها تتعلق بأستارالكعبة و تقول:
«إلهي و سيدي و مولاي متعني و فرحني برضاك عني، و لا تسبب لي سبباً يحجبك عني»
وكانت السيدة نفيسة شديدة في الحق لا تهاب الأمراء فهي سليلة البيت المحمدي الذي لا يخشى في الحق لومة لائم .. ، فقد ذكر المؤرخ أحمد بن يوسف القرماني في تاريخه أن الناس استغاثوا بنفيسة بنت الحسن من ظلم أحمد بن طولون فكتبت له رسالة، وانتظرت حتى مرور موكبه فخرجت له، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرسالة، وخاطبته قائلة : «ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفّاذة غير مخطئة، لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون!»، فارتعد ابن طولون وخشع لقولها، وعدل من بعدها. وحسنت سيرته ..
تنسب للسيدة نفيسة  كرامات عديدة .. بعضها صحيح .. وبعضها من نسج خيال البسطاء من الناس  ممن نسبوا لها كرامات كثيرة
في رجب 208 هـ، أصاب السيدة  نفيسة بنت الحسن المرض، واشتد عليها حتى توفيت في مصر في رمضان من نفس السنة ، فحزن عليها  أهل مصر، وبكوها  و  ازدحموا لتشييعها. ودفنت في الجامع الشهير الذي يحمل اسمها والذي يزوره المسلمون من مشارق الارض ومغاربها

هناك تعليق واحد:

سـتـانـلي مـود ..دخل بـغـداد ليـمـوت فـيـهـا

   ولد الجنرال فردريك ستانلي مود في جبل طارق عام 1864 من أسرة بريطانية عريقة ... أكمل دراسته العسكرية في ساندهيرست العسكرية وخدم في مصر وأفر...