الاثنين، 25 فبراير 2019

مزار الاربعين ولي في تكريت


صرح معماري إسلامي.. اشتهر لدى الناس بتسمية مزار(الأربعين ولي) ويقال  إنه مثوى أربعين شهيدا من رجال الفتح الإسلامي لتكريت في عام 16 هجري .. و يضم رفات مقرئ جيش الفتح الإسلامي الصحابي (عمرو بن جندب الغفاري) احد موالي  الخليفة عمر بن الخطاب ..
الصرح عمارة إسلامية قديمة, يعود تاريخها إلى الربع الأخير من القرن الخامس الهجري والذي  ازدهر فيه الفن الإسلامي وبلغ أرقى درجات التخطيط وفن العمارة .
  يضم المزار ايضا قبوا يضم مرقدا يسمى مرقد الست نفيسة او السيدة نفيسة و يسود الاعتقاد لدى الناس انه مثوى امرأة صالحة من الرعيل الأول للمسلمين العرب الفاتحين تعرف باسم السيدة نفيسة و تشتهر بلقب جدة الأولاد أو (أم الأربعين ولي) ويعد هذا القبو عند أهل تكريت محل تبرك وزيارة وتيمن خاصة من قبل النساء والأطفال وجدرانه معمدة بكفوف الحناء ورفوفه  لا تخلو من شموع النذر أو أعواد البخور.
 ابرز معالم هذا المزار  غرفتان مربعتان متلاصقتان ...إحدى هاتين الغرفتين تضم رفات الصحابي (عمرو بن جندب الغفاري) و التي يتوسطها الضريح و الغرفة الأخرى غرفة المشهد أو كما يسميها الناس في تكريت مكان الغيبة والظهور لأربعين ولي من أولياء الله الصالحين.وهي بقدر حجم الغرفة الاولى وكانت تتوسط أرضيتها في السابق حفرة يتناول الناس منها التراب للتبرك والتيمن وتسمى الغيبة ولقد سدت هذه الحفرة أثناء التعمير والتطوير الأخير.
تعلو الغرفتان  قبتين نصف كرويتين تمثلان ظاهرة عمارية مهمة ومتطورة في تأريخ بناء وشموخ القباب الإسلامية.
المزار خضع للصيانة والترميم لأكثر من مرة و المرة الأخيرة في التسعينات هي التي أكسبته شكله المطور والمجدد إذ تمت إعادة إحياءه وإعماره وبالشكل الذي يليق بمكانته الدينية وأثره التاريخي ... ولكنه حاله حال الكثير من معالم بلادي الجميلة كان هدفا للرعاع من عصابات داعش  والتي قامت بتفجير المزار بتاريخ   24/9/2014

السبت، 23 فبراير 2019

سرقة الموناليزا

من أغرب الحوادث التاريخية هو سرقة  لوحة الموناليزا عام 1911... اللوحة من اشهر اللوحات العالمية التى أحدثت ضجة كبيرة فى بلدان العالم.. رسمها الفنان الإيطالى ليوناردو دافينشى.. وهي من مقتنيات متحف اللوفر في باريس ..
سارق لوحة الموناليزا  فينتشنزو بيروجي.. استغل عمله في المتحف كمرمم لإطارات اللوحات وفى يوم عطلة المتحف المخصص للصيانة  22 آب من عام 1911م  دخل الى المتحف الساعة السابعة صباحا واستغل خلو المكان  وقام بخلع  اللوحة  من مكانها  ومن ثم خلعها من  اطارها الزجاجي الواقي  وقام بتغطيتها ببطانية خفيفة ووضعها تحت معطفه وخرج من باب الخدمات  في الساعة 7.47  دون ان يثير الشك واستغرقت العملية اقل من ساعة واحدة واختفى بيروجي في زحام وضباب باريس ... قبل ان يغادر الى ايطاليا ...
لم تشعر  ادارة المتحف  ولا الحرس  بالسرقة الا بعد مضي 28 ساعه من الحادث  وبالصدفة ..عندما  جاء احد الفنانين الهواة ليرسم اللوحه فوجد مكانها خال منها  فظن ان اللوحة قد اخذت للصيانه ..  فالحّ لمعرفة متى تعود اللوحه من قسم الصيانة وبعد مراجعة قسم الصيانة   صعق الجميع كون اللوحة ليست في الصيانة وانها تعرضت للسرقة ..
على مدى عامين  ظلت اللوحة بحوزة فينتشنزو بيروجى حيث  لم يعثر على المشترى المناسب .. وفي عام 1913 قام بعرض اللوحة على الفنان الإيطالى ألفريدو جيرى  والذي اعطاه الامان لحين التأكد من أن اللوحة أصلية وليست مقلدة، وبالفعل وبعد أن فحص اللوحة  وتأكد أنها اللوحة الأصلية قام بإبلاغ السلطات الإيطالية والتى قبضت بيروجى وصادرت اللوحة  ووضعتها فى متحف بوفير جاليرى..وعندما علمت فرنسا  حدثت مشكلة بين البلدين  وهددت فرنسا بقطع العلاقات مع إيطاليا..وطالبت  إيطاليا بتسليمها اللوحة ومعها السارق لغرض محاكمته .. وبعد مفاوضات دبلوماسية بين البلدين  تمت اعادة اللوحة الى  متحف اللوفر بفرنسا  واحالة السارق  الى القضاء ..
المضحك في القضية  انه عندما تمت مواجهة السارق اعترف  بالسرقة  ولكنه بررها  بأنه كان يحب فتاة تدعى ماتيلدا، رحلت عنه وهجرته بعد قصة حب عنيفة ، وعندما شاهد الموناليزا في متحف اللوفر.. رأى انها تشبه  حبيبته، فقرر أن يسرقها...
صدر الحكم على فينتشنزو بيروجي  بالسجن لمدة عام واحد... وتوفي في 8/10/1925

الاثنين، 18 فبراير 2019

رحلة الموت.. غرق طالبات الشطرة

حادثة مؤلمة  شهدها  قضاء سوق الشيوخ يوم 28/12/ 1962.. كانت ادارة مدرسة العفة الابتدائية للبنات في قضاء الشطرة بالناصرية  قد قررت القيام بسفرة ترفيهية لطالباتها  الى بساتين النخيل في ناحية كرمة بني سعيد التابعة إلى سوق الشيوخ.. يوم الجمعة 28/12/1962 وبعد حصول الموافقات الرسمية  من مديرية معارف لواء المنتفك تم الاتفاق مع احد قدماء السواق  لنقلهم بسيارته باص فآلفو خشبي سويدية الصنع موديل 1959. وحمولتها الرسمية 39 شخص ..
انطلقت الرحلة في الساعة السابعة وعشرة دقائق عبرالطريق الترابي المؤدي الى الناصرية مرورا بناحيه الغراف. وفي الناصرية شعرت  احدى المعلمات بتوعك حالتها الصحيه فنزلت من الباص قرب المستشفى الجمهوري .. ورغم برودة الطقس فقد كان الجو جميلا  وكان الفرح واضحا في عيون الطالبات ..وكانت اهازيج الطفولة  تصدح ...
(هذا سايقنه الورد ..هسه يوصلنه ويرد)....
(خايب هو.... خلاني وراح وراح.... والكلب مومرتاح .....خايب هو)....
(للكرمه الحكلك .لا تكول انه انساك)....
وصلت  رحلة الموت الى قضاء سوق الشيوخ في الساعه التاسعة وعشرون دقيقة وواصلت  طريقها الى الجسر الخشبي القديم والمسمى جسر البطاط.... كانت هناك لافتة  قبل الجسر تقول  (انتظر اشارة العبور ...الجسر يتحمل طن واحد فقط)... وكانت هناك سيارة في منتصف الجسر  لذا فقد اعطى  الجسار " وهو الشخص المسؤول عن تنظيم المرور على الجسر " اشاره لسائق رحلة الموت  بالرجوع الى الخلف والتوقف وانتظار خلو الجسر .. ولكن دون جدوى  ... المديرة من جانبها  اصرت على عدم نزول الطالبات من السيارة خوفا عليهم من مياه الفرات.. والكارثة الكبرى كانت في حرص فراش المدرسة على البنات وقيامه بربط  ابواب السيارة من الداخل بالحبال .. وقبل صعودة السيارة الثانية  من المنخفض استمرت سيارة مدرسة العفة  بالدخول الى وسط الجسر وحينما وصلت إلى منتصفه لم تكن السيارة الاخرى قد عبرت الى الضفة الثانية .. فلم يحتمل الجسر ثقل السيارتين فبدأت  حبال الجسر بالتقطع ودخلت المياه الى مقدمة السيارة ونزلت كجبلا في مياه الفرات وبدأ يبتلعها من الامام وترتفع مؤخرتها في مشهد يشبه ما حصل للسفينة تايتانك .. وسط صراخ وبكاء بنات في عمر الورد ..
استطاع السائق الخروج سباحة هو ومجموعة من المعلمات وفراشة المدرسة  ممن كانوا يجلسون خلف السائق فيما هرع شباب سوق الشيوخ الابطال لانقاذ ما يمكن انقاذه  وسط مياه الفرات الباردة وسجلوا سطورا ناصعه  لمواقف الانسانيه والاستبسال رغم برودة المياه واجواء الشتاء وقد استطاع احدهم فك الحبال التي ربطت حول باب الخروج  واستطاعوا انقاذ بعض الناجين  و سحب العديد من الجثث ولكن بعد فوات الاوان فيما كانت سلال الامتعة تطفو مع الخضار والبيض والفواكه..
بعد ( 27 )دقيقه فقط انتهى كل شئ ... تم استخراج 42 جثة لبنات في عمر الورد مع عدد من المدرسات و استمرت النداءات في الجوامع والاسواق واستنفرت القائمقاميه والبلديه ونودي على النجارين حيث لم تكفي توابيت المدينه المتوفره كذلك فتح القماشون دكاكينهم لتوفير الاكفان فيما سخر اصحاب السيارات الكبيرة والصغيرة سياراتهم  لنقل جثامين شهيدات الفرات الى الطبابة العدلية في المستشفى الجمهوري في الناصرية.
في الساعة العاشرة والنصف وصل الخبر الى الشطرة . وهرعت الناس المفجوعة الى الناصرية ..ثم اتجه موكب  الجنائز  الى مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف. يرافقه قائمقام الشطرة وعدد كبير من وجهائها واستقبلهم في النجف عدد من رجال الدين  وبعض القادة العسكريين من ابناء الشطرة ومنهم قائد الفرقة الاولى  المرابطة في الديوانية و أمر الانضباط العسكري ومجموعه من ابناء الشطرة الذين كانوا في الفرقه الاولى ...
 تم بعدها القاء القبض على السائق وتم ارساله الى سجن البصرة وحكم عليه  بالسجن ولكن كل اهالي تنازلوا عن حقهم في عقوبته.
في اليوم التالي  ظهرت الصحافة العراقية متشحه بالسواد و اقيم مجلس فاتحة  لشهيدات الفرات في الجامع العثماني الكبير حضرته وفود  الحكومة و كنائس بغداد وزعيم طائفة الصابئة المندائيين وممثل عن القادة الكرد ..
كما اقامت معلمات ومربيات مدارس الشطرة مجلس عزاء موحد...   و كان من المقرر  اقامة اربعينية موحدة تجمع كل العوائل المفجوعة وكل ابناء المدينة وقد وجهت دعوات الى ادباء وشعراء العراق.ولكن ما جرى  يوم 8 شباط وجرح واستشهاد مجموعة من ابناء الشطره ادى الى الغاء كل شئ..
بعد هذا الحادث قررت مديرية المعارف في الناصرية  ايقاف الاحتفالات والسفرات المدرسية  في المحافظة  واستمر المنع حتى عام 1965 ..
ولازال اهل الشطره حتى اليوم يدفنون موتاهم قرب ما يطلقون عليه  قبور  (الغركانات) ..
الرحمة والغفران لشهيدات الفرات... طالبات  ومعلمات مدرسة العفة الابتدائية للبنات.

الخميس، 7 فبراير 2019

الحطيب حراز.. قرية فوق السحاب

المدينة التي لا تعرف المطر ... يسكن أهلها فوق السحاب.. تقع قرية  الحطيب بمنطقة "حراز" 90 كيلومترا غرب العاصمة اليمنية صنعاء.. القرية الساحرة التي تستطيع أن ترى من قمم جبالها لوحات ربانية جمالية غاية في الإبداع.. بُنيت على سفح جبل مرتفع جدا، إلى درجة أن السحب تجري والأمطار تتساقط من تحتها.
وعلى الرغم من أن  قرية الحطيب ترتفع حوالي  3200 متر فوق سطح الأرض، إلا أن جوها دافئ ومعتدل، ففي فصل الشتاء، يكون جوها بارد جداً في الصباح الباكر، ولكن سُرعان ما يجعل شروق الشمس جوها دافئاً جميلاً وممتعاً.
تجمع قرية الحطيب بين الطابع المعماري القديم والحديث وسمات الريف والحضر وبنيت  في منطقة جبلية  لتكون معقلاً لآل الصليحي الذين بنوها في القرن الحادي عشر الميلادي لحماية أنفسهم من هجمات العدو. ويبلغ عدد سكانها  440 نسمة وتُحيطها أسوار عالية، تشبه القِلاع تسكنها طائفة البهرة أو "المكارمة" كما يُطلق عليهم في المجتمع اليمني، وتعني كلمة البهرة في اللغة الهندية (التاجر) وذلك لاشتغالهم بالتجارة ..وهم من اتباع الطائفة إلاسماعيلية يتزعمهم محمد برهان الدين الذي يعيش في مومباي، والذي يزور القرية كل 3 سنوات، لزيارة  مزار وقبة حاتم محيي الدين التاريخي، الذي يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة كل عام لزيارته..
المدينة من أهم المعالم السياحية والأثرية في اليمن.   وهي معروفة بانتاج افخر انواع البن  اليمني حيث تُزرع أشجار البُن في وديانها، وتسقى من أنهارها ..

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...