الخميس، 28 ديسمبر 2017

المدرسة الشرابية


ثلاث مدارس حملت نفس الاسم ..المدرسة الشرابية  .. الاولى في بغداد .. والثانية في واسط والثالثة في مكة المكرمة .. اسسها شرف الدين إقبال الشرابي الشافعي  وزير الخليفة  المستنصر وأحد قادة الجيوش العباسية في عهدي المستنصر والمستعصم . وقد أنفق الشرابي عليها أموالاً طائلة وكانت مخصصة لطلبة الفقه الشافعي وكانت من المدارس المتميزة من حيث البناء وهندسته ووجود  الأقسام الداخلية للطلبة فيها  وتطور مناهج الدراسة ، وكانت تختلف عن حلقات المساجد والجلسات العلمية في البيوت.
المدرسة التي بناها في بغداد تكامل بناؤها في العام 628هـ ، فقد عرفت بالمدرسة الشرابية الإقبالية أو الشرفية . وتقع هذه المدرسة بين باب المعظم ومحلة الميدان الحالية ونهر دجلة . ولذلك يعتقد اغلب المؤرخون أن المدرسة الشرابية، يحتمل أن تكون هي البناية المعروفة بالقصر العباسي، جنوبي وزارة الدفاع..
اما المدرسة الشرابية في واسط فقد افتتحت  في 17 شعبان سنة 632هـ وهي من هذه المدارس التي تم إنشائها لتكون شاهدا على تطور الحركة العلمية في البلدان الإسلامية فلم يبق منها سوى البوابة الشامخة منذ تلك العصور إلى يومنا هذا وتصنف بقاياها حاليا بكونها من أعظم المواقع الأثرية في واسط حيث يقصدها السياح والباحثين من جميع محافظات العراق للتعرف على هذا التراث العريق


الاثنين، 25 ديسمبر 2017

المدرسة الأمريكية للبنات في بغداد .....ثانوية الامريكان

عهدت حكومة الولايات المتحدة الى جمعية الارسالية المتحدة  مهمة تأسيس  المدرسة الامريكية في بغداد ..وتم تعيين السيدة تومس في أيلول 1924 كمديرة للمدرسة الامريكية بالخارج واناطت مهمة تأسيس المدرسة بالدكتور ستاوت والذي تقدم بطلب الى وزارة المعارف العراقية لتأسيس مدرسة داخلية للبنات في بغداد بنفس السنة إلا أن وزارة المعارف اهملت الطلب  ...مما دفعه الى تقديم طلب آخر عام 1925 لتأسيس المدرسة.. ولم يكن امام وزارة المعارف الا عرض الامر على مجلس الوزراء .. وقد لفت  المندوب السامي البريطاني نظر رئيس الوزراء شخصيا إلى أن حكومة الولايات المتحدة لم تعترف حتى الآن بحكومة العراق وان بامكان الامريكان المساعدة  في  دخول العراق لعصبة الأمم المتحدة .. وأعرب المندوب السامي عن أمله أن يوافق المجلس على منح رخصة للمدرسة ... وبالفعل فقد حصلت موافقة مجلس الوزراء ووزارة المعارف في ايلول 1925 على منح ترخيص للارسالية الأميريكية لفتح مدارس بشرط الرجوع  الى انظمة وزارة المعارف العراقية وان يخضعوا لتفتيشها حالهم حال  المدارس الأهلية العراقية .

في شهر  كانون الثاني 1925 وصلت السيدة تومس إلى بغداد للالتحاق بالارسالية المتحدة التي عهدت إليها مهمة تأسيس المدرسة وإدارتها ونجحت في الاستعانة بخريجات مدارس الارسالية في سوريا ولبنان ..كمعلمات مؤهلات للتدريس.. وتم افتتاح المدرسة الامريكية  من ستة صفوف في محلة رأس القرية  بشارع الرشيد ببغداد بصورة مؤقتة حيث بلغ عدد طالباتها في السنة الأولى 59 طالبة.. انتقلت بعدها  في السنة التالية  إلى بناية أفضل تقع قرب جسر مود ( الأحرار حاليا ) بعد ان ازداد عدد الطالبات ليصل الى 135 عام 1929.. ثم انتقلت المدرسة للباب الشرقي مقابل  حديقة الامة الحالية  وخلال 18 عاما  شغلت السيدة تومس منصب المديرة بجدارة ولها الفضل  بتطور المدرسة وتقدمها. حيث اضافت لها المرحلة المتوسطة بصفوفها الثلاث  .. ثم اضافت الصفوف الثانوية للفرع الادبي عام 1940 لتكون مدرسة متكاملة من المرحلة الابتدائية الى الثانوية ...بعد ان انجزت مهمتها بنجاح كبير غادرت السيدة تومس العراق واستلمت إدارة المدرسة السيدة  بوجارد للمدة من 1944 إلى 1947 ثم تولت ادارتها السيده ثيما اعقبتها ولمدة احد عشر عاما السيدة  كارفر .. ثم السيدة ماركريت برجس .. واخيرا كانت السيدة ماري انكل آخر مديرة للمدرسة قبل ان يتم تعريقها  وتأميمها .. خلال هذه الفترة وفي العام 1956 انتقلت المدرسة إلى بناية جديدة وحديثة شيدتها جمعية الارسالية في منطقة المنصور حيث  شغلت الروضة والابتدائية الطابق الأرضي بينما شغلت الثانوية بفرعها الأدبي الطابق الأول وفي عام 1959 الغيت الروضة والابتدائية وبعد مرور عام واحد أضيف الفرع العلمي للدراسة الإعدادية لتصبح هذه المدرسة .. مدرسة ثانوية متكاملة .. باسم الثانوية الامريكية للبنات او ثانوية الامريكان  كما هو معروف بين الناس
تمسكت ادارة المدرسة بتعليمات وزارة المعارف ومناهجها المقررة ..وكانت تشجع الرياضة والموسيقى والفنون وكانت من المدارس الراقية والمتميزة جدا وبالنظر إلى المستوى الدراسي والتربوي العالي وما حققته من تفوق ونسب نجاح عالية  في الامتحانات العامة الحكومية ، ازداد الإقبال عليها من قبل الطالبات  واولياء الامور وساهمت الدرسة في  رفد الجامعات العراقية بخيرة العقول من حملة الشهادات وبمختلف الاختصاصات
في حزيران عام 1969..ومن ضمن القرارات  العبثية والغير المدروسة تم الاستغناء عن خدمات جميع المدرسين والمدرسات والموظفين والموظفات الأجانب العاملين في المدرسة  وتغيير اسمها الى ثانوية بغداد للبنات .. وعهدت بادارتها مؤقتا  إلى نقابة المعلمين المركز العام بإشراف مديرية التعليم الأهلي و  تم نقل ملكية بناية المدرسة وكافة ممتلكاتها وموجوداتها النقدية والعينية إلى وزارة التربية ونقلت ملكية الدار العادة لجمعية الارسالية المتحدة في محلة السنك إلى الإدارة المحلية للواء بغداد لتنتهي قصة هذه المدرسة العريقة ...

السبت، 23 ديسمبر 2017

السلطانة  دوندى.... المرأة الوحيدة التي حكمت بغداد

على مدى 9 سنوات ..وللفترة من عام 1410 ولغاية عام 1419 كانت بغداد تحت حكم سلطانة عظيمة الجمال  هي السلطانة دوندي ...وهي آخر سلاطين الدولة الجلائرية التي حكمت بغداد قبل انهيار هذه الدولة وسيطرة دولة القره قوينلو( الخروف الاسود ) التركمانية على بغداد ..

السلطانة دوندي هي بنت السلطان حسين الجلايري... تمتعت بروح القيادة  واستطاعت مع عمها السلطان احمد والذي طرده تيمورلنك من بغداد من اقناع ملك مصر  الظاهر برقوق بتجهيز جيش قوي لغرض مواجهة تيمورلنك واستعادة  السيطرة على بغداد .. وانضمت تحت لواء هذا الجيش كثير من القبائل حيث حاصر الجيش بغداد مما ادى الى  هروب نائب تيمور لنك ودخول السلطان احمد  ودوندي الى بغداد وتولي السلطة ثانية من قبل السلطان احمد في بغداد
اعجب بها الملك الظاهر برقوق لجمالها وشغف بها حبا.. وكان يطلق عليها الواصلة بنت الواصلة .. تزوجها  لكنها فارقته بعد مدة فتزوجها ابن عمها شاه ولد ابن الشيخ علي بن اويس الجلائري  والذي اصبح حاكما على بغداد بعد وفاة السلطان احمد الجلائري وانجبت منه ..ثم تولت السلطة في بغداد بعد مقتل زوجها  كحاكمة وحيدة لتصبح آخر سلاطين الدولة الجلائرية في بغداد .. استطاعت  السلطانه دوندى التغلب على حكام البصرة ..كما  اصبحت منطقة الحويزة من ضمن دولتها ..إضافة الى واسط. واصبح يدعى لها على المنابر وتضرب النقود باسمها إلى أن ماتت عام 1419لتكون  وفاتها نهاية لحكم الدولة الجلائرية  في بغداد بعد ان تقاتل ولديها السلطان اوس والذي استلم الحكم   مع شقيقه محمد حاكم البصره لينتهي حكم الدولة الجلائرية و  ليبدأ حكم دولة الخروف الاسود (قرة قوينلو) التركمانية

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

الجسر الخشبي وقناطر الموصل

يتميز الساحل الايمن من مدينة الموصل بكونه مشيد على ربوة في الجانب الايمن من نهر دجلة لذا فهو دائما في مأمن من مياه الفيضان، اما الساحل الايسر فهو عبارة عن سهل منبسط يمتد حتى خرائب نينوى او ما يسمى (بتل قوينجق) لذا كان ذلك الجانب معرضا دائما لطغيان مياه الفيضان مما يؤدي الى انقطاع  المواصلات وعزل المنطقة  عما جاورها من القرى والمدن .. اضافة الى تلف المزروعات لذا قررت الحكومة العثمانية سنة 1854 انشاء جسر يتكون من قناطر حجرية طولها كيلومترا واحدا وعرضها ثمانية امتار تقريبا و ارتفاعها عشرة امتار .يمتد هذا الجسر  الى نقطة عالية بعيدة عن متناول الفيضان في الضفة اليسرى بحيث تهبط بصورة تدريجية الى تلك المنطقة العالية. ونصب معه جسر خشبي من النوع العائم لوصل الضفتين نظرا لعدم وجود آلات فنية انذاك تساعد على حفر قاع النهر كما هو الحال في العصر الحاضر.
هذا المشروع ورغم انه  قلل من بعض المشاكل  التي كانت تعانيها  مدينة الموصل الا انه لم يف بالغرض المطلوب حيث ان الجسر العائم كثيرا ما كان ينقطع عند اشتداد الفيضان فكان الناس يضطرون الى العبور من طرف الجسر الحجري بواسطة القوارب في مناسيب مرتفعة من مياه النهر بسبب الفيضان ..
استمر الحال  حتى زمن الاحتلال البريطاني حيث قامت السلطات العسكرية بتشييد جسر عائم محكم مربوط بعوامات ثقيلة واسلاك فولاذية عائمة فوق العوامات الخشبية لمقاومة مياه الفيضان عند اشتداده وقد ظل هذا الجسر يقاوم الامواج وشدة جريان المياه لعدة سنوات  بعد تأسيس الحكم الوطني في البلاد حتى جرفه النهر الطاغي  لتعود عملية النقل بالقوارب  الى ما كانت عليه في الزمن العثماني.
فكرت الحكومة العراقية في ضرورة انشاء جسر حديدي ثابت يربط كلتا الضفتين وعهدت بتنفيذه الى مديرية الاشغال العامة بكلفة اجمالية بلغت (665515) دينارا وباشراف من المهندس المستر ماتيك ومساعده المهندس السيد فخر الدين الجميل وبعض المهندسين العراقيين وبوشر  بالعمل في اوائل سنة 1932 وانجز في شهر حزيران 1934 حيث تم افتتاحه من قبل  الملك غازي الاول. وعلى اثر ذلك رفع الجسر العائم القديم وبقيت القناطر الحجرية على حالتها اذ كانت تبعد عن الجسر نحوا من نصف كيلومتر حدر النهر. ...
 ارتأى المهندسون فيما بعد ان بقاء القناطرفي وسط النهر خلال موسم الفيضان يعيق جريان المياه الامر مما  قد يلحق الضرر بسلامة الجسر الحديدي فتقرر القيام بهدمها ...
سنة 1935 حصل فيضان هائل لم يسبق ان شهدته الموصل  ورغم  انه لم يطرأ على الجسر اي حادث الا ان المياه طغت على الضفة اليسرى و حالت دون الوصول اليه وتقطعت طرق المواصلات  بشكل كامل وللتخلص من هذه المشكلة قامت مديرية الاشغال العمومية بانشاء قناطر حجرية على مجى نهر الخوصر الذي يبعد عن مدخل الجسر حوالي مائة وخمسين مترا ثم قامت بتعلية الطريق بين الجسر وبين تلك القناطر قامت بعدها  مديرية الري العامة بانشاء سدة على ضفة نهر الخوصر اليسرى منعا لتدفق المياه.

الحاج محمود عبد الوهاب


الحاج محمود عبد الوهاب  واحد من اشهر قراء  القرآن المجود على الطريقة البغدادية.ولد الحاج محمود بن عبد الوهاب بن حسين في بغداد عام 1895 م من  أسرة تعود أصولها إلى مدينة  سامراء وتمت بنسبها إلى عشيرة آل بدري الاشراف.
نشأ في بيت علم وتلاوة قرآن فوالده الحاج عبد الوهاب حسين من أبرز قراء القرآن في الحضرة القادرية كما كان قارئ الوالي العثماني الخاص في بغداد.
تتلمذ على يد والده في تجويد القرآن العظيم. ادخل المدارس الدينية في بغداد ودرس على علمائها وفقهائها أمثال استاذه عبد السلام إمام جامع التسابيل ، ودرس اللغة العربية والفقه والتجويد على مفتي بغداد الأسبق الشيخ يوسف العطا رحمه الله .كما درس عند الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ قاسم القيسي والشيخ نجم الدين الواعظ فأجازوه.
اعجب به الملا عثمان الموصلي لما استمع إلى قراءته وأجازه.
اصبح بعد تخرجه مدرسا للغة العربية ودروس الدين الإسلامي والقرآن الكريم في المدارس الرسمية الحكومية ببغداد. وتدرج حتى اصبح مدير المدرسة النجيبية الدينية التابعة لمديرية الأوقاف العامة ببغداد.
عين مفتشا في وزارة المعارف واستمر في خدماته التربوية مربيا في سلك التعليم إلى ان احيل على التقاعد.
كان  أول مقرئ للقرآن الكريم في دار الاذاعة العراقية عند افتتاحها عام 1936. وكان عضوا في لجنة اختبار القراء الذين يتقدمون للتلاوة في دار الاذاعة العراقية ..اختير عام 1950م عضوا - مع مجموعة من علماء بغداد- في لجنة تنقيح طبعة المصحف الشريف الذي أصدرته مديرية الأوقاف العامة في العراق.
ذو صوت حنون تتميز تلاوته بالدفء والخشوع والاداء المتقن على الطريق البغدادية الصرفة بدون اسراف في التمطيط والتنغيم فكان البغداديون قديما يحرصون على سماع تلاوته فيصل بهم إلى حد البكاء من خشية الله .
تأثر بتلاوته عدد من القراء العراقيين وفي مقدمتهم الشيخ سعيد حسين القلقالي.
زار عدة دول وسجل لاذاعاتها عدة تسجيلات يستمع اليها المسلمون .
زار دمشق عام 1925 وتلى القرآن في الجامع الاموي فيها يوم الجمعة في طريقه لأداء فريضة الحج مع والدته فأثار شجون الحاضرين واعجابهم بقراءته الخاشعة الجميلة.
بقي طيلة حياته يرتل كتاب الله ويعلم تلاوته للاجيال الحاضرة  حتى اختاره الله  إلى جواره في الساعة العاشرة من مساء الاربعاء  23ايلول 1970.

الأحد، 17 ديسمبر 2017

الدكتور عبد الحميد البستاني

 واحد من اشهر اطباء الاطفال في العراق و مؤسس فرع طب الاطفال في كلية الطب جامعة بغداد، ويعتبره البعض اسطورة طب الاطفال في العراق
ولد الدكتور عبدالحميد البستاني في مدينة الكاظمية ببغداد عام  1926  وفي واحدة من اعرق اسرها المعروفة .. وفيها اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة .. ثم التحق بالاعدادية المركزية  وكان من الاوائل  .. التحق بالكلية الطبية الملكية في عام 1943 وتخرج منها عام 1949  وعمل في عدة مستشفيات كان اولها المستشفى الملكي ( مستشفى المجيدية سابقا  و مدينة الطب حاليا) حيث كان الساعد الايمن للدكتور عبدالامير علاوي اقدم اطباء الاطفال في العراق ..
غادر الى انكلترا لمواصلة  دراسته ، حيث حصل على شهادة الدبلوم  في تخصص طب الاطفال عام 1953 .. وبعد عودته الى العراق  قام بتأسيس فرع طب الاطفال في كلية الطب بجامعة بغداد بعد ان كانت شعبة ملحقة بفرع الباطنية  حيث تتلمذ على يديه عدد كبير جدا من  طلاب كليات الطب في بغداد وعالج الاف المرضى من اطفال العراق وكان رحمه الله دقيقا في التشخيص والعلاج حتى ذاع صيته في كل انحاء العراق.
له العديد من  المؤلفات والنشرات في كثير من المجلات الطبية الخاصة بطب الاطفال كما شارك في العديد من المؤتمرات الطبية. وكانت له مكانة وشان في المحافل الطبية العراقية والعربية والعالمية ..تزوج من الدكتورة خالدة محي الدين رحمها الله.. وهي من مشاهير العلماء  في مجال طب الاطفال  وله العديد من الاولاد منهم الدكتورة مها عبدالحميد البستاني الاستاذة في قسم الهندسة المعمارية في  الجامعة التكنولوجية و المهندسة ريم عبد الحميد البستاني .. المنسق الوطني لبرامج التعليم العالي في مكتب اليونسكو بالعراق.
توفي الدكتور عبد الحميد البستاني  عام 1991


بتصرف عن عدة مصادر  

الأحد، 10 ديسمبر 2017

الدكتور فرحان باقر

حكيم الحكام .. من قاسم الى صدام ..طبيب لأربعة رؤساء ..من اشهر الاستشاريين  بالامراض  الباطنية في العراق..انه الدكتور فرحان باقر  ولد في مدينة الكاظمية ببغداد عام 1926 وفي مدارسها انهى الدراسة الابتدائية والمتوسطة.. وانهى  الاعدادية في الثانوية المركزية  عام  1942 وكان من المتفوقين الأوائل في كل المراحل الدراسية...
دخل الكلية الطبية الملكية 1942 وتخرج منها عام  1948.. وبعد التخرج من الكلية الطبية عمل في مستشفى ميداني على الجبهة في جنين بفلسطين. وبعد انتهاء الحرب وعودته الى البلاد افتتح  عيادته الخاصة الاولى في مدينة الكاظمية وعمل كمعيد بشعبة الفسيولوجي بكلية الطب في الفترة بين 1949 و 1952. غادربعدها الى الولايات المتحدة الامريكية للتخصص في الطب الباطني و حصل على شهادات الاختصاص في الامراض الباطنية  ..
بعد عودته الى العراق عام 1956 اصبح مشرفا وأستاذا في قسم الباطنية في كلية الطب ، وشارك الدكتور فرحان باقر في تأسيس نقابة الأطباء وأصبح سكرتيراً للجمعية الطبية عام 1960 وفي عام 1964.. منح شهادة الزمالة من كلية الاطباء الملكية في أدنبره و اصبح  رئيس قسم الباطنية في مدينة الطب من عام 1974 الى عام 1976 وبين عامي 1977 و 1978 عين مستشارا للجنة البحوث الطبية في منظمة الصحة العالمية..
هو اول من انشأ عيادة لمرضى السكر وهو اول من اسس مختبر لامراض الرئة و استحدث أسلوب لتحديد عدد المرضى والمراجعين في العيادات الخاصة، بدأها من عيادته الخاصة بشارع المشجر حيث لم يسمح باستقبال اكثر من 12 مريضا في اليوم الواحد.
تمت اقالته واحالته الى التقاعد ضمن قائمة من 48 طبيبا اختصاصيا من أطباء مدينة الطب بقرار رئاسي في 29 تشرين الثاني 1979ضمن ما يعرف بمجزرة مدينة الطب  وكان من اخطر القرارات الخطيرة والمتسرعة التي اتخذت والتي كان لها نتائج وخيمة على مسيرة الطب في العراق والذي جاء على خلفية تعرض صدام حسين لمحاولة أغتيال في مدينة الطب عندما كان في زيارة خاله خير الله طلفاح الراقد هناك  .. حيث تم اعدام المشتركين في المحاولة واحالة 48 طبيبا من عمالقة الطب في العراق الى التقاعد مثل الدكتور زهير البحراني، والدكتور خالد القصاب والاستاذ مكي الواعظ وطلال ناجي شوكت وخالد ناجي، عبد الامير الازري والدكتور صلاح العاني والدكتور غالب العاني، والدكتور نجم الحديثي والدكتور سالم الدملوجي والدكتور هادي السباك وغيرهم. مما دفع الكثير منهم الى ترك البلد ومنهم الدكتور فرحان باقر والذي غادر الى الولايات المتحدة حيث عمل فيها فترة تدريسيا وفي عيادته الخاصة، ثم انتقل الى  الإمارات العربية لتسنم منصب كبير  في مؤسساتها الطبية.
بعد عام2003  عاد فرحان باقر الى العراق وعمل لفترة قصيره مستشارا لرئيس الوزراء عام 2007 ولكن  حبه للعمل الاكاديمي ، والمرض   وتقدم السن دفعتاه الى الاعتذار عن مواصلة وظيفته ..فغادر العراق ثانية ليبقى متنقلا بين الإمارات العربية والولايات المتحدة الامريكية ..
له مؤلفان مهمان.. الاول هو  كتاب حكيم الحكام من قاسم الى صدام  والثاني تاريخ الطب المعاصر في العراق والذي انجزه عام 2011
توفي الدكتور فرحان باقر  في ابو ظبي  عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة يوم9/10/2017 ..

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

الشيخ إمام.. أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.

هو الشيخ  إمام محمد أحمد عيسى  ولد في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة في 2 حزيران عام  1918 لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لهذه الاسرة  من الذكور حيث مات قبله سبعة ... أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى طفولته في حفظ القرآن وكانت له ذاكرة قوية...رحل الى القاهرة وامتهن الإنشاد وتلاوة القرآن الكريم..  ولعبت الصدفة دورها بعد ان التقى بالشيخ درويش الحريري أحد كبار علماء الموسيقى.. حيث اعجب بصوته  وتولى تعليمه الموسيقى.وصحبه في جلسات الإنشاد والطرب، فذاع صيته وتعرف على كبار المطربين والمقرئين، أمثال زكريا أحمد والشيخ محمود صبح...
فى منتصف الثلاثينيات لزم  الشيخ إمام الشيخ زكريا أحمد حيث استعان به الشيخ زكريا في حفظ الألحان الجديدة واكتشاف نقط الضعف بها، حيث كان زكريا أحمد ملولا، لا يحب الحفظ فاستمر معه إمام طويلا، وكان يحفظ ألحانه لأم كلثوم قبل أن تغنيها، وكان إمام يفاخر بهذا.و بدأت تتسرب هذه الاغاني للناس قبل أن تغنيها أم كلثوم.. فقرر الشيخ زكريا الاستغناء عن الشيخ إمام.
قرر الشيخ امام تعلم العزف على العود، وبدأ يفكر في التلحين ... وتحول لمغن
التحول الاكبر كان فى عام 1962 م عندما  التقى الشيخ إمام بأحمد فؤاد نجم  و وبدأت الثنائية بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم واصبح رفيق دربه وتأسست شراكة دامت سنوات طويلة. وذاع صيت الثنائي نجم وإمام والتف حولهما المثقفون والصحفيون واتسعت الشركة فضمت عازف الإيقاع محمد على،وكونوا فرقة للتأليف والتلحين والغناء ..و لم تقتصرالفرقة  على أشعاراحمد فؤاد نجم فغنت ل فؤاد قاعود، ,و سيد حجاب ونجيب سرور، وتوفيق زياد، ونجيب شهاب الدين، وزين العابدين فؤاد، وآدم فتحى، وفرغلى العربي، وغيرهم.
بعد انتكاسة العرب في حرب حزيران 1967 سادت على اعمال الفرقة نغمة السخرية من الوضع الراهن  وانتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر... في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتليفزيون.
لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برئت المسئولين عن هزيمة 1967، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة ملفقة وهي تعاطي الحشيش سنة 1969 ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر وكان يغني وهو ذاهب إلى المعتقلات اغنيته المشهورة شيد قصورك ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً..وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة،
فى منتصف التسعينات وبعد تجاوزه السبعين من العمر آثر الشيخ إمام العزلة والاعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية ولم يظهر في الكثير من المناسبات حتى وفاته بهدوء في السابع من تموز 1995 هدوء في 7 يونيو 1995 ...تاركا ورائه ارثا عظيما من الاعمال التي حركت الشارع العربي لسنوات طويلة

الأحد، 3 ديسمبر 2017

مقبرة الشيخ محمد السكران

هو الشيخ محمد بن عبد العزيز بن أبي السعادات الملقب بالسكران .. ويلقب ايضا بمحيي الدين.. كنيته ابو الفقراء  ونسبه الخالصي ..كان من الاثرياء .. يقال انه من ذرية الامام الحسن عليه السلام ..وكان  شيخ زمانه في الورع والعبادة والزهد والمعرفة بالله وله زاوية في موضع يسمى المباركة  قرب ناحية الراشديه الحالية .. أنضم اليه جماعة من الصالحين ، فأنقطع الى العبادة.. وكان بجانب الزاوية مزارع وبساتين تنفق كل محصولاتها ووارداتها للفقراء والمساكين والمارين بزاويته .. دعاه آخر خلفاء بني العباس المستعصم بالله الى بلاط الخلافه للتبرك  وسأله عن مستقبل الخلافه فقال له ان الامر قد فرط ..وقد قضي الامر الذي فيه تستفتيان ..
هناك عدة اراء حول لقب السكران .. حيث يقال انه من فرط زهده وعبادته كان يبدو كالثمل السكران من سكر الوجد الصوفي وفي رأي آخر انه عرف بالسكران لأن كل من تتطاول يده على ثمار بستانه  يصاب بحالة فقدان السيطرة على قواه مثل السكران ، ولا يستطيع الخروج من حدود البستان ،
توفي الشيخ محمد السكران في يوم الجمعة التاسع من شعبان عام 667هـ ، ودفن في رباطه ، وعلى قبره ضريح يعود الى الفترة الاليخانية بنيت عليه قبة عالية ، ما تزال ماثلة الى اليوم و يقع المرقد على تل اثري اسلامي يعود تاريخه الى اواسط القرن السابع الهجري.. محيط هذا التل 500 متر يحيك به النخيل والاشجار المثمره ..وفي المرقد  ضريحان  متجاوران  بينهما فاصل صغير في احدهما للشيخ  محمد السكران  والاخر للشيخ خميس خادم الشيخ ووصيه  ...
بمرور الزمن .. بدأ مريديه واهالي المنطقة بدفن احبتهم حول المرقد تبركا فنشأت مقبرة صغيرة سميت مقبرة محمد سكران اخذت بالتوسع حتى اصبحت من اكبر المقابر واكتسبت شهرة واسعه بعد صدور قرار بالحد من الدفن في مقابر الشيخ معروف وجامع براثا والشيخ عمر والغزالي.. حيث  اتخذتها ( أمانة بغداد )مقبرة للرصافة في نهاية سبعينيات القرن الماضي ...
تقع المقبرة في ناحية الراشدية قرب الشارع الممتد من بغداد الى بعقوبة

الجمعة، 1 ديسمبر 2017

اصغر رئيسة جمهورية في العالم ..

فانيسا دي امبروسيو ...شابة في التاسعة والعشرين من العمر .....هي اصغر رئيسة لاقدم جمهورية في العالم .. دولة سان مارينو.... وتتمتع بحنكة سياسية استطاعت من خلالها ان تجعل من هذه الدولة اغنى دولة في العالم من حيث الناتج المحلي ..
تقع جمهورية  سان مارينو في شبه الجزيرة الايطالية وتبلغ مساحتها حوالي  61 كم2 ويقدر عدد سكانها  بأكثر من  30,000 شخص ..وتعتبر  أقدم دولة جمهورية دستورية ذات سيادة في العالم.. حيث تأسست في 3 سبتمبر 301م..كما يعتبر دستور سان مارينو أقدم دستور في العالم  حيث  شرع في عام 1600 وما زال ساري المفعول. لغتها الرسمية هي الإيطالية وشعارها هو الحرية دائما
اقتصاديا ..تعتبر سان مارينو من أغنى البلدان في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد .. اقتصادها  يعتمد أساسًا على القطاع السياحي الذي يساهم بما نسبته 50% من الدخل حيث يزورها حوالي  3.3 مليون سائح في السنة  كما يعتمد اقتصادها  ايضا على قطاع التمويل والخدمات والصناعة  خلصة صناعة الكهربائيات والسيراميك و صناعة النبيذ والجبن. ويعتبر  اقتصاد مستقر للغاية مع واحد من أدنى معدلات البطالة في أوروبا والعالم ومن دون أي دين وطني وفائض كبير  في الميزانية. ..... ورغم كل هذا فلا توجد في جمهورية سان مارينو سكك حديدية ولا موانئ ولا مطارات .. وتربطها بالبلدات الإيطالية القريبة طرق برية عدة....
هنيئا لسان مارينو رئيستهم فانيسيا دي امبروسيو والتي تقود بلادها بكل حنكة وذكاء ..
اللهم لا حسد .. والعاقل يفتهم...

الخميس، 23 نوفمبر 2017

قصة الشاي في العراق .. الجزء الثالث ..ملك سيام وابو صباح ..

في الحلقة الثالثة والاخيرة  من قصة الشاي نتحدث اليوم  عن قصة تروى عن ملك سيام والشاي العراقي ..  
في سنة 1957 قام ملك دولة سيام ( تايلند حاليا ) بزيارة بريطانيا العظمى تلبية لدعوة رسمية مصطحبا معه ولده  ولي العهد وزوجته الحسناء والذين كانا يرومان قضاء شهر العسل في لندن ..واستمرت الزيارة عشرون يوما تم خلالها تطبيع العلاقات المتوترة والمتكهربه بين الدولتين .. وعند انتهاء الزيارة حدثت مشكلة بسبب كلب صغير كادت ان تنسف العلاقات بين بريطانيا  ودولة  سيام وتدق طبول الحرب ..  إلا ان الامير الصغير تدارك الامر وقرر العودة فورا الى وطنه  الام مع والده الملك  وعروسه حاشيته بأقصى سرعة تحاشيا من تفاقم الازمة وتطورها  . 
 اقلعت طائرة ملك  سيام مع الوفد المرافق له من مطار لندن الدولي  الى مملكة سيام ..وهبطت في مطار بغداد المدني ( مطار المثنى حاليا ) بعد طيران دام سبعة ساعات من اجل الترانزيت والتزود بالوقود وغيرها من اجراءات السلامة والصيانة  الفنية . وكان على  متنها ملك سيام الذي كان في غاية الغضب والامتعاض من المشكله التي حدثت له في لندن و معه زوجته والمرافقين السياسيين ,  كانت الاجواء  ببغداد في غاية الروعة  والانشراح حيث استقبلهم مدير تشريفات جلالة الملك فيصل الثاني وقام  بالتشريفات اللازمة  حيث توجه ملك سيام الى صالة الضيوف الكبرى مع زوجته وولي العهد  وعروسه الحسناء  اما الوفد المرافق للملك فقد جلسوا في  صالة الضيوف الخاصة بالمسافرين .
كان الوقت صباحا  وتم تقديم الشاي العراقي المهيل قبيل وجبة الفطور من قبل ابو صباح ذو الخمسين عاما والذي كان يدير كافتريا المطار هو واولاده الثلاثة  .. لاحظ الجميع ان علامات الغضب قد اختفت من على وجه الملك بعد ارتشافه الشاي العراقي وان علامات الانفراج وارضا كانت بادية على محياه .. طلب الملك المزيد من اقداح الشاي له وللوفد المرافق ..
الارتياح الذي اصاب  العائلة المالكه لدولة سيام بعد شرب الشاي العراقي جلب للملك الشعور بالرضا وعدم الاستفزاز .. مما دعا الملك الى استدعاء  ابو صباح صاحب الكافيتريا  من اجل معرفة اسرار نكهة وطعم هذا الشاي العراقي الاصيل .. حضر ابو صباح امام الملك .. وبعد سيل من   كلمات الثناء والإعجاب طلب الملك شخصيا من ابو صباح تعليم الوفد المرافق له طريقة اعداد هذا الشاي الذي يفوق جميع نكهات الشاي في مختلف دول العالم .
قام ابو صباح بشرح طريقة اعداد الشاي للوفد المرافق وكيفية عمله بواسطة السماور  الامر الذي يعطيه هذه النكهة المميزة والمنبعثة من دخان وجمرات النار المتقدة من اخشاب العراق وماء دجلة  العذب الرقراق  .
قام الملك بعدها بتناول فطوره وكان عبارة عن  الكباب والتكه والعروك والبيض واللبن الرائب .. وكانت امارات الدهشة واضحة على وجوه الاسرة المالكه في سيام .. والملك بالذات .. امر الملك بحمل المزيد  من اقداح  شاي ابو صباح  لغرض شربه اثناء رحلة العودة   الى سيام . و قام  بإصدار اوامره بتغير طريقة اعداد الشاي  في القصر الملكي  السيامي من الطريقة المتبعة الى الطريقة العراقية لعراقة النكهة وطيب المذاق كما امر مرافقيه بالتقاط الصور الفوتوغرافية التفصيلية  لطريقة اعداد الشاي حسب التقاليد العراقية...و قام ابو صباح  بمليء عبوات ماء دجلة وإهداء اكياس من الفحم  الى ملك سيام ..
 الصحف والمجلات السيامية خرجت اليوم التالي  بصور الشاي العراقي  المعمول على الفحم  والذي اعاد الهدوء والانشراح الى وجه مليكهم .. وربما كان السبب في ابعاد شبح الحرب بينهم وبين بريطانيا ..

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

قصة الشاي في العراق الجزء الثاني


لم يكن العراقيون يعرفون الشاي لا في جلساتهم الخاصة ولا في مقاهيهم المنتشرة في المدن .. حيث  كان أصحاب المقاهي يقدمون  لزبائنهم  القهوة العربية  واللقم والزنجبيل اضافة الى  القنداغ وهو عبارة  السكر المذاب بالماء الساخن والذي كان يشرب  في الصباح الباكر كما كان البعض منهم يفضل شرب القهوة خاصة مع تدخين  الناركيلة ...

في عام 1870 زار  العراق شاه ايران .. ناصر الدين شاه ..  لزيارة العتبات المقدسة وذلك ايام الوالي العثماني مدحت باشا .. وكانت اقامته والوفد المرافق له  في القصر الذي شيد له خصيصا في حدائق المجيدية بالباب المعظم ( مدينة الطب الحالية ).. واقام حفلة للوالي وحاشيته وكان مع الوفد المرافق للشاه الإيراني أجهزة الشاي كاملة حيث كانت اول مرة يشرب فيها مدحت باشا ووجهاء بغداد الشاي ..

ورغم دخول  الشاي الى  العراق زمن الوالي مدحت باشا كما  في الوثائق الكمركية الا انه لم يأخذ مداه في أوساط المجتمع العراقي إلا بعد دخول القوات البريطانية  وللطريفة يروى ان احد  سكان كرادة  مريم في بغداد اهدى اليه كيسا من الشاي من قبل احد الهنود العاملين ضمن القوات البريطانية  فقام بتقديمه الى بقرته ظناً منه انه نوع من انواع العلف الحيواني...

في بداية الامر كان  شرب الشاي في البيوت مقتصراً على فترة المساء .. فقد ظل  القنداغ هو المشروب المفضل في الصباح و بعد شيوع استعمال الشاي في المقاهي  اصبح الناس يسمون ( المقهى ) بـ(الجايخانة ) نسبة الى ( الجاي ) ... وسرعان ما انتشر استعمال الشاي بين الناس حتى أصبح تناوله عرفاً وظهرت عادات وتقاليد ومعتقدات ارتبطت به  فمن  تقاليد أهل الريف، عدم وضع الملعقة (الخاشوكة) في قدح الشاي، ووضعها في صحنه عند التقديم لأن وضعها في القدح، يثير تفسيرات ربما تشعل صراعاً من الصعب تهدئته.. كما ان وضع الملعقة بصورة مقلوبه في صحن الشاي يعتبر من المحرمات في بعض المناطق .. ومن المعتقدات ان  ظهور فقاعات (وغف) عند تحريك الشاي لذوبان السكر، دليل على رزق قادم ذلك اليوم، كما ان وجود  ملعقتين في قدح وأحد عند التقديم، تنبأ بأن شاربه سيتزوج مرتين....الى آخره من هذه التفاسير التي ارتبطت بالموروث الاجتماعي .. ولشدة ولع العراقيين بالشاي تفننوا في إعداده ، وطريقة شربه، فالبعض يتناوله بالاستكان والبعض الآخر بالصحن بعد تطعيمه بالهيل.. وهناك من يخلط السكر معه، وغيره يشربه ''دوش'' أو ''دشمله'' حين يتناول السكر منفصلاعبر وضعه تحت اللسان . والسكر أنواع فمنه الخشن والناعم والقطعة الهرمية الشكل التي تسمى ''كله''، يتم تكسيرها بواسطة الدقاقة او الفأس الصغيرة  من قبل  ربة البيت بعناية ودقة بحيث تكون القطع منتظمة غير مفتتة لتصلح تحت اللسان... ، أو ما يسمى  ''قند'' ويكون  على شكل مكعبات انفرد في بيعه احد العطارين في محلة الحيدرخانه المطلة على شارع الرشيد، قبل ان ينتشر الى باقي مدن العراق

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

قصة الشاي في العراق ..الجزء الاول

الشاي .. المشروب رقم واحد في العراق .. سنتحدث عن قصته في شذرة من ثلاث اجزاء  ..
في قصيدة لنزار قباني في رثاء زوجته بلقيس، إذ يسائلها: ''أين شايك العراقي المهيّل''.
الشاي هو نبات بساق طويلة، وزهرة بيضاء، لها أوراق صغيرة تقطف ثلاث مرات في السنة، في الربيع والصيف وأوائل الخريف، بعد السنة الثالثة من عمر الشجرة وقد اكتشفه الصينيون في الألف الثالث قبل الميلاد، والشاي على أنواع، والأسود منه هو الذي يستعمل في العراق مستورداً من مناشئ زراعته، مثل الصين والهند، وسيلان، لأن مناخ العراق لا يلائم زراعته، ويصنع الشاي (يخدر)، أما على الفحم، وأما على الخشب، أو على نار هادئة، وأطيب طعم له عندما يكون على الفحم، ويشرب بأقداح صغيرة تسمى (استكان)ويصنع في إبريق يسمى (قوري)، أما لوحده، أو يضاف له الهيل، وهناك من يحب إضافة الحليب إليه عند وضعه في القدح فيسميه (شاي حليب) وهو صحياً أكثر من الشاي لوحده، أما الشاي بالنعناع، والشاي المتبل فغير مرغوب بهما في العراق.
ومن فوائده عند تناوله بكميات معتدلة، وغير مركزة فإنه يساعد على تنشيط القلب، وتهدئة الأعصاب، وتقوية التركيز الفكري، لاحتوائه على مادة الكافائين المنبهة، كما يساعد على إيقاف الإسهال، ومنع الجفاف، وتعويض السوائل المفقودة، ومقاومة البرد شتاءاً، وتقليل العطش صيفاً، والتنبه من الإغماء، كما يستعمل غرغرة في حالة التهاب اللوزتين، ويساعد على مضغ الطعام وهضمه إذا تم تناوله بعد نصف ساعة، أو تزيد قليلاً، كما يمكن استخدام كمادات منقوعة بالشاي لمعالجة إصابة العيون، أما أوراقه (الشاي اليابس) فتستخدم في تنظيف السجاد وصبغ بعض الأنسجة القطنية.
أما مضاره، فتظهر في تناوله بكميات كبيرة، ومركزة، فيسبب الإمساك وعسر الهضم لوجود التاينن في محلوله، ويؤدي إلى زيادة خفقان القلب، ويكون له تأثير سلبي على المصابين بارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، والاستمرار بتناوله يؤدي للإدمان عليه، خصوصاً لدى الأطفال، حيث يؤدي إلى إضعاف أعصابهم لوجود مادة الكافائين فيه، وإن تناوله قبل النوم يسبب الأرق، كما إن الإكثار منه يؤدي إلى تغير لون الأسنان الناصعة البياض.
إن البديل الصحي هو (شاي كوجرات) الذي اشتهرت بزراعته محافظة القادسية قبل أكثر من ثمانين سنة، فهو مانع للعطش، يقوي ضربات القلب، ويهدئ الأعصاب، ويساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، وله أهمية في تصلب الشرايين، وأمراض المعدة والأمعاء، ويسهل عملية الهضم، ومدرر جيد، كما يوصف في معالجة اختلال وظيفة الكبد والصفراء.
في شذرة  الغد ان شاء الله نكون مع الجزء الثاني  وقصة دخول الشاي الى العراق ..تابعونا

الاثنين، 20 نوفمبر 2017

نهر وجسر الوند

سمي نهر الوند بهذا الاسم نسبة الى القائد الوند ميرزا اوغلو حفيد السلطان حسن الطويل مؤسس دولة آق قوينلو - الخروف الابيض. والذي  قتل  في احدى المعارك على ضفاف النهر.. يبلغ طول النهرحوالي 150 كم، وينبع من جبال زاجروس بإيران،وينحدر غرباً في محافظة كرمانشاه، حيث يمر بمدن قصر شيرين ، ثم يتجه غرباً فيدخل العراق عند مدينة خانقين ليصب في نهر ديالى....يخترق نهر الوند قضاء خانقين من الشرق باتجاه الغرب ويشطرها إلى شطرين (الصوب الكبير والصوب الصغير). والنهر يروي مساحات تقدر بـ 120 الف دونم من الاراضي الزراعية الخصبة وكانت مناسيب المياه التي تصل مركز المدينة  ايام فصل الصيف تقدرب 6 متر مكعب  في الثانية.. أنشئت على جانبي النهر  المتنزهات والحدائق الفيحاء، بحيث تبدو مدينة خانقين للناظر كالجنينة وسط هالة من البساتين.. واهم ما يميزها هو جسرها الاثري الجميل  والذي شيد عام 1863 م  لغرض تسهيل عبور الزوار القادمين إلى العتبات المقدسة في العراق وتسهيل طرق  التجارة والتنقل بين العراق وإيران...
الجسر جميل جدا ويتألف من (12) فتحة ويستند على ركائز يصل  ارتفاع اعلاها الى 12م... مع  اجنحة جانبية لمرور السابلة.. وللجسر قصة حيث يروى أن إحدى الأميرات الثريات الإيرانيات  قدمت للعراق لزيارة العتبات المقدسة.. فلما وصلت إلى خانقين صادفت ارتفاع  منسوب  نهر الوند وزيادة شدته .. فتعذر عبوره، مما اضطرها الى نصب خيمة  والتخييم  على ضفة نهر الوند بانتظار انخفاض شدة  تيار  المياه  ولكن تيار الماء كان يشتد ويزداد عنفا يوما بعد يوم بشكل مرعب، ما اضطرها إلى العودة إلى إيران .. وقررت بناء جسر متين على النهر يستطيع الثبات أمام عنفوان وقوة تيار المياه...
تم تصميم  الجسر وبوشر بتنفيذه   عام 1860م  وانجز عام 1863. وذلك  باستخدام  أنقاض واحجار  جسر أثري قديم يبعد 6كم جنوبا عن موقع الجسر الحالي يعود إلى العهد الساساني... كما تمت الاستفادة من احجار الاطلال والمخلفات الاثرية لاحد قصور الملك يزدجرد الثالث... حيث استخدم في المشروع نحو خمسة آلاف عامل ،ويروى انه  توفي  ألفين منهم  جراء الفيضانات الشديدة و السقوط من أعلى موقع البناء وحوادث اخرى احاطت بسير العمل ودفنوا في مقبرة  ماتزال موجودة حالياً في مزار قريب من موقع الجسر يسمى  بمزار الامام (علمدار).

عباس بن فرناس واسماعيل الجوهري

من الاخطاء التاريخية التي نرددها هو  وفاة عباس بن فرناس وهو يحاول الطيران، واقع الحال ان  هذه الحادثة حدثت لشخص آخر وهو (إسماعيل بن حماد الجوهري) والذي  قام بصناعة أجنحة خشبية وحاول الطيران من فوق سطح مسجد في (نيسابور) لكنه سقط ومات.. اما  عباس بن فرناس فقد توفي  بطريقة طبيعية وعمره 77 عامًا بعد ابتكاره  للمضلة الشراعية  ب 12 عامًا.
هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني مخترع موسوعي أندلسي..شاعر وموسيقي وعالم في الرياضيات والفلك  والكيمياء ..يطلقون عليه  "حكيم الأندلس". ولد في مدينة رندة بإسبانيا عام 810 م  لأسرة أصولها من الأمازيغ ايام  الدولة الأموية في الأندلس.. وعاصر الحكم بن هشام وابنه عبد الرحمن وحفيده محمد  وكان من شعراء البلاط منهم المقربين .. اتهم بالكفر والزندقة، وعقدت محاكمته بالمسجد الجامع أمام العامة، إلا أنها انتهت بتبرئته ...
صمم ابن فرناس ساعة مائية عُرفت باسم "الميقاتة"، كما ابتكر  طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة كما صنع نظارات طبية، وطوّر طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس بدلا من ارسالها إلى مصر لتقطيعها..وفي مجال الكتابة، صنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ، حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.. كما بنى في منزله، بانوراما كونيه  وهي نموذج يحاكي السماء، يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله أسفل منزله. كما ابتكر بعض أنواع بندول الإيقاع..
أما أعظم إنجازاته، فكانت  استخدامه جناحين في محاولة منه للطيران، بالقرب من قصر الرُصافة في بغداد..
توفي عباس بن فرناس 887م في قرطبة 
تم تكريمه في القرن الماضي حيث  سُميّت فوهة قمرية باسمه .. ونصب له  تمثال في شارع المطار  ببغداد  واطلق اسمه على احد المطارات شمال بغداد وأصدرت ليبيا طابعًا بريديا باسمه، وأطلقت اسمه على فندق المطار بطرابلس، وفي 14 يناير 2011، افتتح جسر عباس بن فرناس في قرطبة على نهر الوادي الكبيروفي منتصفه تمثال لابن فرناس مثبّت فيه جناحين يمتدان إلى نهايتي الجسر، وهو من تصميم المهندس خوسيه لويس مانثاناريس خابون. وفي رندة.. حيث ولد  افتتح مركز فلكي يحمل اسمه.

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

الشيخ والحديدة والطنطل

الطنطل كائن خرافي .. ينتشر الحديث عنه في مناطق الجنوب العراقي والاهوار بشكل خاص حيث عادة ما يوصف بانه شخصية لاهيه وعابثه يجد متعته في اخافة الناس والضحك عليهم وايقاعهم في اوقات عصيبة . ورغم هذا الخوف فان هذا الطنطل كما تقدمه الذائقة الشعبية يخاف من الحديدة  وهي اي قطعة حديد كأن تكون منجلا او خنجرا وغالبا ما توضع حديده على مداخل الدور في المناطق التي تنتشر فيها هذه الاسطورة . ومنها جاء المثل المعروف  "احديدة عن الطنطل " اي انهم يضعون الحديدة لان الطنطل يخاف من الحديدة..

يروى ان رجلا قضى اغلب عمره وهو يدير معملا  لاحد الاشخاص وكان على باب المعمل  حديدة يضعها صاحب المعمل للحماية من الطنطل ...مرت السنين واصبح الرجل شيخا كبيرا لاحول له ولاقوة .. مما دعى صاحب المعمل للاستعانه  بشاب للعمل مكان الشيخ .. وابقى الشيخ في المعمل تقديرا لسنوات خدمته ..
ذات يوم سمع الشيخ الشاب وهو يقول لصاحب المعمل .. السوك واكف .. لماذا لاتطرده .. انه لا يعمل ..كاعد.. لايهش ولاينش
قال صاحب العمل لا .. خطيه.. وين يروح..ماعنده احد مقطوع من شجرة وهو باقي بلقمته القليلة ..بركة حديدة عن طنطل ..
سمع الشيخ الحوار.. ابت نفسه الكريمة سماع مثل هذا الكلام  ..فترك المعمل ولم يعد ثانية ..
اصاب صاحب العمل الحزن على فراق الشيخ ..وبمرور الوقت اكتشف صاحب العمل  ان الشاب  يقوم  بسرقة  انتاج المعمل وموجوداته  ..... فطرده  وقال لقد عاش صاحبي معي لعدة اعوام ولم تحدثه نفسه بسرقتي  ..وعندما كبر اختفى بسبب هذا الشاب اللعين ..
حانت منه التفاته الى باب المصنع  .. لم يجد الحديدة على الباب ..عرف ان الشيخ اخذها وتاكد انه سمع كل شئ ..وبكى بمرارة عليه وظلت عينه معلقة على الباب .. وعلى الحديدة التي كانت تحرس امواله...

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

المشاركة العجيبة ..

اغرب مشاركة عراقية في الدورات الاولمبية كانت في اولمبياد مكسيكو عام 1968 ... مشاركة غريبة عجيبة !!!!
فاتحت اللجنة الاولمبية العراقية ايام الرئيس عبد الرحمن عارف مجموعة الرياضين العراقيين المتواجدين في " الولايات المتحدة " للمساهمة مع الوفد العراقي في تمثيل العراق في هذه الاولمبياد وهم  الرباع زهير ايليا و المصارع اسماعيل القرةغولي.. ولكن بعد  احداث 17 تموز 1968 قررت اللجنة الاولمبية الجديدة عدم المشاركة في  الاولمبياد ..
لم يتم تبليغ  الرياضيين العراقيين المغتربين حيث وصلا الى القرية الاولمبية في مكسيكو وهناك  تم ابلاغهم  إن الوفد العراقي الاداري الرسمي انسحب من الدورة !! قرر الرياضيان عدم الاستسلام  وطلبا  مقابلة رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، وقد وافق على الاستماع لهما  وقدما له الهويات والاوراق اللازمة وتمت الاستعانة بالسيد  كليرنس جونسون رئيس اتحاد رفع الاثقال العالمي والذي كانت تربطه علاقات طيبة بالرباع  زهير ايليا .. واثمر تدخله عن  الموافقة على مشاركة العراق بالاولمبياد في اللحظات الأخيرة
.. الصدفة لعبت دورها مرة اخرى حيث تعرفا على شخص عراقي اسمه جورج تاجريان وكان متسابق في الدراجات  فتم اضافته الى الفريق واصبحت البعثة العراقية  من ثلاث اشخاص .. وكانت المشكلة هو عدم وجود اماكن مخصصة للفريق العراقي بسبب انسحابه لذا فقد تم حشر البعثة العراقية  في القرية الاولمبية .المفاجأة كانت زيارة قام بها  الى القرية الاولمبية  الاستاذ محمد السبع  وهو شخصية رياضية  معروفة واحد ابطال العراق في الساحة والميدان سابقا  وكان يدرس  الدكتوراه في الرياضة بجامعة "مورهيد ـ كنتاكي"..جاء لتشجيع الفريق العراقي .. وبعد اطلاعه على القصة  وافق على الانضمام بصفة (اداري)،فأصبح عدد افراد البعثة أربعة !! .
المشكلة الرئيسية برزت عشية الافتتاح  وهي عدم امتلاك البعثة علما عراقيا لغرض رفعه اثناء استعراض الدول المشاركه ، فذهبوا الى الاستاذ "اوانيس ياسيان" وهو مدرب عراقي برفع الاثقال  مشارك بالاولمبياد بصفة حكم ... حيث استطاع الحصول على  علم عراقي  من احد ساريات  اعلام الدول المرفوعة في مدينة مكسيكو ..
وفي يوم الافتتاح 12/اكتوبر /1968  تقدم متسابق الدراجات جورج تاجريان الوفد العراقي  وهو يرفع عاليا العلم العراقي  و خلفه  الرباع زهير ايليا ثم المصارع  اسماعيل القرغولي وخلفهم الاستاذ محمد السبع بصفة اداري  لتسجل الاحداث اغرب مشاركة للعراق  بتاريخ الاولمبياد على مر التاريخ


الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...