الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

الجسر الخشبي وقناطر الموصل

يتميز الساحل الايمن من مدينة الموصل بكونه مشيد على ربوة في الجانب الايمن من نهر دجلة لذا فهو دائما في مأمن من مياه الفيضان، اما الساحل الايسر فهو عبارة عن سهل منبسط يمتد حتى خرائب نينوى او ما يسمى (بتل قوينجق) لذا كان ذلك الجانب معرضا دائما لطغيان مياه الفيضان مما يؤدي الى انقطاع  المواصلات وعزل المنطقة  عما جاورها من القرى والمدن .. اضافة الى تلف المزروعات لذا قررت الحكومة العثمانية سنة 1854 انشاء جسر يتكون من قناطر حجرية طولها كيلومترا واحدا وعرضها ثمانية امتار تقريبا و ارتفاعها عشرة امتار .يمتد هذا الجسر  الى نقطة عالية بعيدة عن متناول الفيضان في الضفة اليسرى بحيث تهبط بصورة تدريجية الى تلك المنطقة العالية. ونصب معه جسر خشبي من النوع العائم لوصل الضفتين نظرا لعدم وجود آلات فنية انذاك تساعد على حفر قاع النهر كما هو الحال في العصر الحاضر.
هذا المشروع ورغم انه  قلل من بعض المشاكل  التي كانت تعانيها  مدينة الموصل الا انه لم يف بالغرض المطلوب حيث ان الجسر العائم كثيرا ما كان ينقطع عند اشتداد الفيضان فكان الناس يضطرون الى العبور من طرف الجسر الحجري بواسطة القوارب في مناسيب مرتفعة من مياه النهر بسبب الفيضان ..
استمر الحال  حتى زمن الاحتلال البريطاني حيث قامت السلطات العسكرية بتشييد جسر عائم محكم مربوط بعوامات ثقيلة واسلاك فولاذية عائمة فوق العوامات الخشبية لمقاومة مياه الفيضان عند اشتداده وقد ظل هذا الجسر يقاوم الامواج وشدة جريان المياه لعدة سنوات  بعد تأسيس الحكم الوطني في البلاد حتى جرفه النهر الطاغي  لتعود عملية النقل بالقوارب  الى ما كانت عليه في الزمن العثماني.
فكرت الحكومة العراقية في ضرورة انشاء جسر حديدي ثابت يربط كلتا الضفتين وعهدت بتنفيذه الى مديرية الاشغال العامة بكلفة اجمالية بلغت (665515) دينارا وباشراف من المهندس المستر ماتيك ومساعده المهندس السيد فخر الدين الجميل وبعض المهندسين العراقيين وبوشر  بالعمل في اوائل سنة 1932 وانجز في شهر حزيران 1934 حيث تم افتتاحه من قبل  الملك غازي الاول. وعلى اثر ذلك رفع الجسر العائم القديم وبقيت القناطر الحجرية على حالتها اذ كانت تبعد عن الجسر نحوا من نصف كيلومتر حدر النهر. ...
 ارتأى المهندسون فيما بعد ان بقاء القناطرفي وسط النهر خلال موسم الفيضان يعيق جريان المياه الامر مما  قد يلحق الضرر بسلامة الجسر الحديدي فتقرر القيام بهدمها ...
سنة 1935 حصل فيضان هائل لم يسبق ان شهدته الموصل  ورغم  انه لم يطرأ على الجسر اي حادث الا ان المياه طغت على الضفة اليسرى و حالت دون الوصول اليه وتقطعت طرق المواصلات  بشكل كامل وللتخلص من هذه المشكلة قامت مديرية الاشغال العمومية بانشاء قناطر حجرية على مجى نهر الخوصر الذي يبعد عن مدخل الجسر حوالي مائة وخمسين مترا ثم قامت بتعلية الطريق بين الجسر وبين تلك القناطر قامت بعدها  مديرية الري العامة بانشاء سدة على ضفة نهر الخوصر اليسرى منعا لتدفق المياه.

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...