الاثنين، 31 يناير 2022

قصة ماليبو العراقية

 عام 1980 تعاقدت  الحكومة العراقية مع شركة جنرال موتورز  الكندية (GM) لغرض استيراد شحنة كبيرة من سيارات شوفرليت ماليبو كونها كانت تتمتع  بسمعة طيبة في ذلك الحين و تم الاتفاق مع جنرال موتورز فرع كندا  بعيدا عن الفرع الاصلي في امريكا ..

 الشحنة التي تم الاتفاق عليها مبدئيا هي 25 الف سيارة  وبقيمة اربعة الاف دولار للسيارة الواحدة.. وكانت الصفقة من الصفقات المربحة جدا للشركة خاصة بعد الانهيار الكارثي لسوق مبيعات السيارات حينها.واشترطت الحكومة  اجراء تعديلات ملائمة للاجواء العراقية والمستخدم العراقي  منها تغيير مكان عجلة التبديل من خلف المقود الى المكان الارضي ( طرح) و تطوير جهاز التكييف بما يلائم الاجواء الحارة  اضافة الى تعديلات اخرى
وكان الاتفاق  ان يتم شحن نصف الكمية مع هدية500سيارة اضافية سنة  1981و والنصف الاخر  مع هدية500سيارة اضافية اخرى  سنة1982 .
بعد ان تم تسليم العراق الوجبة الاولى عام 1981 ( 13 الف سيارة )... قررت الحكومة العراقية تعليق باقي الصفقة  بسبب  ظهور مشاكل فنية  تتطلب الاصلاح مثل عيوب في عينة الكلج و اعطال في كلج التبريد   وصغر حجم السلف مما يصعب تشغيل السيارة  فصل الشتاء  مما دفع جنرال موتورز الى ارسال  فريق انقاذ هندسي فوري للحفاظ على الصفقة المربحة .. ولكن دون جدوى فقد كانت المشاكل الفنية اكبر فجهاز التبديل كان من ثلاث سرع لايتلائم  وحجم المحرك السته سلندر وزجاج النوافذ الخلفيه ثابت في الابواب وغير متحرك وكذلك عدم وجود مقياس رقمي لدرجة حرارة الماء داخل المحرك وانما مصباح يضيء في حالة الغليان فقط .. لذا قامت  الحكومة العراقية بالغاء الاتفاق واعتبار الصفقة لاغية .ورفضت استلام الباقي من الصفقة .
كان العيوب الفنية التي ظهرت هي  السبب المعلن في البداية   ولكن الحقيقة  ان السيارت التي تم استيرادها على انها موديل 1981 كانت من انتاج السنوات بين 1974-1978 وان هناك تلاعبا كبيرا من قبل الشركة في موديل السيارة و رشاوي كبيرة دفعتها جنرال موتورز  الى اللجنة الحكومية  التي وقعت العقد  والمكونة من خمسة اشخاص   والتاجر الوسيط  من اجل انجاز الصفقة   وبعد وصول المعلومات الى الحكومة قامت بالغاء العقد واحالة اللجنة باكملها الى التحقيق مع مصادره اموالهم المنقوله وغير المنقوله ومنعوا من السفر نهائيا..ويقال انه تم اعدام اربعة منهم  والتاجر الوسيط .
تم بعدها تشكيل لجنة جديدة لاستيراد السيارات  ووقع الاختيار على  شركة تويوتا وميتسوبيشي  اليابانيتان حيث ارسل اليابانيون  خبرائهم لدراسة الظروف المناخية والاجواء العراقية  لغرض تصنيع سيارات مطابقه وملائمه للمناخ العراقي .تم بعدها استيراد سيارات الكورونا والسوبر كراون موديل  1982 و1985 والميتسوبيشي وبكميات كبيرة جدا و التي  اثبتت جدارتها في الشارع العراقي وذاع صيتها الى يومنا هذا.
وبالعودة الى  ماليبو  وشركة جنرال موتورز فقد اصبحت في موقف صعب بعد تكدس الاف السيارات في المخازن  وفي الميناء  ..  وقد حاولت بيعها الى دول الخليج وبعض دول الشرق الاوسط دون جدوى ..وكان الحل الوحيد هو تخفيض سعرها وبيع الكمية داخل الاسواق الكندية بعد  اضافة بعض التجهيزات مثل احزمة الامان .. كانت ماليبو  الاصلية تباع في الاسواق بسعر 9800 دولار كندي  .. فقامت جنرال موتورز بعرض ماليبو العراقية بسعر مغر جدا للمواطن الكندي وهو  6800 دولار اي بفارق 3000 دولار .. مما دفع الناس للتهافت على شراء ماليبو العراقية وهكذا استطاعت الشركة التخلص من  كل الكمية  خلال شهر واحد .. وقد اطلق الكنديين اسم عراقيبو على هذه السيارات  لتمييزها عن ماليبو الاصلية ..ولو لم تفعل جنرال موتورز لانتهى المطاف بهذه السيارات  اما في  ساحات الخردة لغرض سحقها والتخلص منها  او ان تتبرع بها للتدريب في المدارس المهنية ....

الأربعاء، 12 يناير 2022

بداية السينما في العراق

 أشارت وثائق القنصلية الامريكية في بغداد،ان اول العروض السينمائية في بغداد كانت من قبل  شخص أمريكي من أصل يوناني أسمه ميشيل مانتريس والذي قدم  الى بغداد في تشرين الأول سنة 1908 ومعه آلة عرض سينمائية  وقدم العديد من العروض للجمهور العراقي منها العرض الذي قدمه في دار الشفاء في الكرخ، و كذلك بعض العروض التي أقامها في مقاهي الميدان سنة 1909. وقد اعتبر القنصل الأميركي ان هذا النشاط مهم   "لأنه يؤدي إلى زيادة الاهتمام بالشأن الأميركي في هذه المنطقة التي كانت عمليا لا تعرف شيئا عن الولايات المتحدة ومنتجاتها".
وقد فتحت خطوة الأميركي اليوناني "مانتريس" الطريق امام افتتاح  اول صالة عرض سينمائي في بغداد مساء الثلاثاء الخامس من أيلول سنة 1911 من قبل  شركة"بلوكي وكري البريطانية " Blockey, and Cree co،  باسم (سينماتوغراف بغداد) وهي سينما  صيفية مكشوفة    أفتتحت في البستان الملاصق للعباخانة وكان يسمى بستان( الواوية) لكثرة حيوانات ابن آوى فيه.. حيث تم قطع الاشجار وتم تنظيم  الصفوف لجلوس الحاضرين في هذا البستان... وقد حضرحفل الافتتاح الوالي  العثماني انذاك وعدد كبير من وجهاء وتجار بغداد . وتضمن العرض ثمانية افلام قصيرة هي ... صيد الفهد/ الرجل الصناعي/ بحر هائج/ التفتيش عن اللؤلؤة السوداء/ سباق مناطيد/ طيور مفترسة في أوكارها/ خطوط حية متحركة/ تشييع جنازة أدورد السابع في إنكلترا ...وكان يتم تغيير هذا البرنامج في كل جمعة ...
كان رسم الدخول الى  سينماتوغراف بغداد  او ماعرف بسينما بلوكي ... في الصفوف الأخيرة ثمانية قروش وهو المحل المفضل ..أما الصفوف الأولى فان رسم الدخول لها هو أربعة قروش،  
وقد حاولت  دائرة بلدية بغداد فرض رسوم 20 بارة على تذاكر الدخول للسينما لفائدة مصلحة سكة حديد الحجاز ولكن  شركة بلوكي وكري رفضت ذلك متذرعة بعدم وجود مثل  هذه الرسوم في سينمات العاصمة اسطنبول....
ووفقا لوثائق القنصلية الامريكية  فانه بعد النجاح الذي حققته سينماتوغراف بغداد لشركة بلوكي وكري  قامت مؤسسة جوزيف عيسى وشركاه او يوسف عيسائي كما في بعض المصادر  بشراء آلتين أخريين من أوروبا، وتأسيس سينما أخرى في بغداد بأسم السينماتوغراف الشرقي، وقد تعرضت هذه السينما الى حريق كبير في مساء يوم الاثنين 30 آذار 1914 ادى الى تدمير السينما بالكامل وخسائر تقدر ما بين 400 الى 500 ليرة.
انتشرت بعدها العديد من دور العرض السينمائي وكانت دور العرض السينمائي باجمعها تقدم عروضها في الهواء الطلق وعلى مقاعد من الصفيح ..وكانت جميع الأفلام صامتة وبلا موسيقى تصويرية ومؤثرات  حيث كانت  تأتي مع الأفلام سلايدات فيها جمل مكتوبة بالإنكليزية تعرض بجانب الشاشة توضح مجريات الفيلم.. مثل  “قرر البطل أن ينتقم من أعدائه”.. او”خاصم الشاب حبيبته” كما  كان صاحب الدار يهيئ عازفين أحدهما على البيانو والاخر على الكمان  مهمتهما التأثير في الجمهور ففي مشاهد المطاردة كان العزف يشتد ويتسارع مع تسارع مشاهد الحركة.. وفي المشاهد العاطفية يكون العزف هادئاً أما في مشاهد الرعب والترقب فإن صوت البيانو يكون حاداً.... وإستمر الحال إلى أن عرضت سينما الوطني في  19 شباط 1931 الفيلم الغنائي  ملك الموسيقى  وهو اول الافلام الناطقة ،وهذا ادى الى انحسار الافلام الصامتة تدريجياً وبدء عصر السينما الناطقة. ثم تطورت وسائل الترجمة بعد تأسيس شركات متخصصة ليصبح الحوار مترجماً على الشريط الفيلمي... وازداد عدد  دور السينما في بغداد ليصل  عددها حتى كانون الثاني عام 1950 حوالي (82) داراً للسينما منها 41 سينما صيفي مكشوفة. وكان معظم هذه السينمات يمتلكها التجار اليهود او تدار من قبلهم
كانت.ومن اهمها سينما العراق , سينما الرافدين, سينما الملك غازي سينما الحمراء سينما الزوراء سينما روكسي وسينما ريكس سينما الرشيد سينما الوطني سينما ديانا سينما دار السلام سينما الارضوملي سينما الفردوس وسينما النصر سينما النجوم سينما سنترال  سينما الرويال سينما البرودواي سينما ريجنت سينما مترو سينما شهرزاد  وسينما   الخيام والتي افتتحت عام 1956 وهي سينما متطورة جداً من حيث مقاعدها ومزينة بالرسوم والصور وغيرها مما لا مجال لذكره ..  وقد توقف اغلبها حاليا عن العمل بالنظر لقلة رواد السينما خاصة بعد انتشار البث الفضائي  وشبكة الانترنت...
 

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...