الجمعة، 4 نوفمبر 2016

عبد الكريم قاسم

ولد عبدالكريم قاسم في يوم السبت المصادف 21 تشرين الثاني من سنة 1914 م في محلة المهدية على جانب الرصافة ببغداد . وكان عبدالكريم هو الإبن الرابع من بين أخوته  ، بعد وفاة والده سكن مع أخواله في قضاء الصويرة في محافظة واسط جنوب بغداد ودرس في مدرسة الصويرة الإبتدائية  ، أكمل قاسم دراسته الإبتدائية فيما بعد لمدرسة الرصافة الإبتدائية وفي سنة 1931و تخرج من المدرسة الثانوية المركزية (الفرع الأدبي) . حيث عين بعدها معلما بمدرسة الشامية الإبتدائية للبنين الواقعة في قضاء الشامية التابعة للواء الديوانية جنوب العراق

إلتحق بالكلية العسكرية في سنة 1932 وتخرج منها في سنة 1934، وبدأ حياته العسكرية برتبة ملازم ثاني في كتيبة للمشاة. في سنة 1935 إشترك قاسم مع الجيش العراقي في قمع التمرد الذي حصل في منطقة الفرات الأوسط ، في سنة 1940 و حصل على قدم مدة سنتين لتخرجه من كلية الأركان بدرجة ممتاز وفي عام 1941 تخرج من كلية الأركان العسكرية. في عام 1945 ساهم قاسم في حرب الشمال و كذلك في حرب فلسطين 1948 . رشح عام 1949 لدورة عسكرية في المملكة المتحدة .. كان عضواً في تنظيم الضباط  الأحرار و رشح عام 1957 رئيسا للجنة العليا للتنظيم والذي أسسه العقيد رفعت الحاج سري عام 1949م. ساهم مع قادة التنظيم بالتخطيط لحركة أو ثورة 14 تموز 1958 التي قام بتنفيذها مع زميله في التنظيم عبد السلام محمد عارف والتي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية .. اصبح رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع في العراق من 14 تموز  1958 ولغاية 8 شباط 1963 حيث أصبح أول حاكم عراقي بعد الحكم الملكي.. عرف بوطنيته وحبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي إليها. وهومن أكثر الشخصيات التي حكمت العراق إثارةً للجدل فالبعض يعتبره نزيهاً وحريصاً على خدمة الشعب العراقي لم يكن يضع لشخصه ولأهله وأقربائه أي أعتبار أو محسوبية أمام المسؤولية الوطنية.. وإتخاذه سياسة التسامح والعفو عن المتآمرين الذين تآمروا على الثورة "سياسة عفا الله عما سلف" وأصدر الكثير من قرارات إلعفو عن المحكومين بالإعدام ولكنه ايضا عرف بعدم فسحه المجال للاخرين بالإسهام معه بالحكم واتهم من قبل خصومه السياسيين بالتفرد بالحكم حيث كان يسميه المقربون منه وفي وسائل إعلامه "الزعيم الأوحد".ولكن هناك نوع من الإجماع على شعبية قاسم بين افراد الشعب  خاصة الاوساط الشعبية التي تسميه  بـ(أبو الفقراء).
بعد انقلاب 8 شباط تم إعدامه دون تحقيق ومن خلال محكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة والتلفزيون في بغداد يوم 9 شباط 1963. في عهده حدثت طفرات غير مسبوقة وربما غير معقوله في مجال البناء والاسكان والتعليم والصحة  وتحرير المرأة  والرياضه والصناعة .. ففي ثلاث سنوات تم بناء وانشاء الكثير من الاحياء السكنية والمستشفيات الكبيرة مثل مدينة الطب واليرموك  وجامعة بغداد والمشاريع النفطية واقرار قانون 80 النفطي  والاصلاح الزراعي  وانشاء العديد من المصانع لعل ابرزها مصانع الاسكندرية  كما تم الاتفاق بين الحكومة العراقية وشركة كولبنكيان البرتغالية، التي صاحبها ومؤسسها كالوست سركيس كولبنكيان التي مقرها في لشبونة عاصمة البرتغال على انشاء ملعب الشعب الدولي  والذي يتسع الى 50 الف متفرج والذي افتتح في عهد الراحل عبد السلام عارف...
بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003م عاد اسم عبد الكريم قاسم ليبرز في الكثير من المحافل كقائد وطني وزعيم ومؤسس للجمهوريه العراقية وانتشرت صوره في الكثير من البيوت والمكاتب وفي الشوارع وأقيمت له النصب والتماثيل في العديد من المدن العراقية ودخلت صوره ضمن أعلى نسب الإقبال والشراء في العراق وفق احدى استطلاعات الرأي التي أجرتها قناة العربية انذاك .وقد افتتحت الهيئة العامة للآثار عام 2009م وبمناسبة أعياد ثورة تموز 1958م قاعة في المتحف الوطني مخصصة للمقتنيات الشخصيه الخاصة بعبد الكريم قاسم والهدايا التي تلقاها خلال فترة حكمه إضافة إلى الأسلحة التي كان يستخدمها ومجموعة من الصور النادره له وبعض اصدارات الصحف وحوت القاعة كذلك على تمثالين له أحدهما من البرونز والآخر من المرمر للنحات خالد الرحال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...