تعتبر ساعة الأعظمية من معالم مدينة بغداد
التاريخية، وتقع في مدينة الأعظمية، وترجع
قصتها إلى عام 1919 م، حين أهديت ساعة من الحضرة القادرية إلى جامع
الإمام الأعظم،وذلك عند
وصول ساعة جديدة للحضرة القادرية.وكانت الساعة القديمة عاطلة. تم عمل اعلان لتصليح
الساعة في الجريدة اليومية وتقدم الحاج عبد الرزاق محسوب لفحصها ومحاولة تصليحها،
واستنتج بعدها بانه لايمكن تصليحها لتلف كثير من اجزائها وعرض بدلا من محاولة
تصليحها ان يقوم هو بصنع ساعة شبيه بها مستفيدا من معمل تصليح المكائن الزراعية
الذي يديره مع ابنائه وانجزت الساعة ذات الاربع وجوه في 28/12/1929. واهداها بدون
مقابل الى جامع الامام الاعظم .
فكانت المفاجأة رفض الحكومة ممثلة بدائرة الاوقاف
استلامها ونصبها رغم تدخل الملك فيصل الاول بعد ان زار المعمل واطلع على
الساعة .. عادت الساعة الى الضوء مجددا
بعد فوزها بالجائزة الاولى في المعرض الزراعي الصناعي الذي اقيم على حدائق باب
المعظم 1-20 نيسان 1932 وتدخل الاعلام والصحافة حينها ومع ذلك اصرت دائرة الاوقاف
على رفضها بل حتى رفضت التماس صانع الساعة بخزن الساعة وادواتها في احد غرف الجامع
حفاظا عليها من التلف والصدأ .. وتوفي صانعها الحاج عبد الرزاق محسوب دون ان يحقق
حلمه برؤيتها تعتلي جامع الامام الاعظم.. وبناء على وصيته استمر اولاده بطرق كل
الابواب حتى جاء الفرج بعد ثلاثين سنة من صنعها ..
كان الزعيم عبد الكريم قاسم واللواء الركن محمد نجيب
الربيعي يتحدثون عن الموهوبين في العراق وكيفية دعمهم ..فقام احد الحضور واسمه علي
اصغر ويعمل ساعاتي واخبرهم بقصة الساعة . مما اثار عبد الكريم قاسم و اوكل
فورا الى وزارة المواصلات والاشغال
ببناء برج للساعة وشكل لجنة متخصصة
لتنفيذ المشروع الكبير وبعد جدل كبير حول
شكل البرج تم الاتفاق من قبل المهندس هشام
منير واضع تصميم البرج الذي يحمل الساعة
ان يكون التصميم بيضويا وبارتفاع 25 متر
.. وقام اولاد المرحوم عبد الرزاق محسوب باعادة صناعة بعض اجزاء الساعة
التي اكلها الصدأ وتم تركيب جميع اجزاء الساعة وتشغيلها اواسط عام 1961تعمل الساعة
على وفق ساعة بك بن وبدقة متناهية منذ ذلك الوقت ...علما ان جميع اجزاء الساعة
مصنعة محليا في معامل آل محسوب..
في العاشر من نيسان 2003 اصيب برجها باضرار بالغة
نتيجة القصف الامريكي مما ادى الى تعطليها .. فقامت عائلة آل محسوب باصلاح اجزاء
الساعة المتضررة واعادتها الى الحياة وهي اليوم قائمة تزهو على ضفاف نهر دجلة وفي
باحة جامع أبو حنيفة لتبقى
من أشهر معالم مدينة الأعظمية...
25/1/2018
ردحذف