يقال انها صورة مصغرة من اوبرا باريس ..الصالة الأولى والوحيدة في بغداد آنذاك وبقيت كذلك لسنوات طويلة تحتضن الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية...

صالة الملك فيصل الثاني .. او ما يسمى قاعة الشعب الحالية .كانت ايقونة من ايقونات البناء في العراق.... يقع مبنى القاعة ، كما هو معروف ضمن بناية القلعة ... وزارة الدفاع السابقة ..في مدخل شارع الرشيد من جهة الباب المعظم... المرجح ان واضع تصاميم البناية مدير دائرة الأشغال العموميـة الميجر ويلسون ومساعده الميجر ميسن واللذان لهما الفضل الكبير في تصميم وتنفيذ مبان عديدة اعتبرت آنذاك محطات مهمة في بناء وتأسيس عمارة الحداثة في بغداد..
المدخل الرئيس للقاعة، عبارة عن سقيفة خرسانية تمتد نحو الخارج، على شكل تطليعة (كابوليه) تُحمل بزوجين من الاعمدة و تتسع لحوالي 500 شخص وتم افتتاحها في النصف الأول من الاربعينات بعرض مسرحي لطلاب معهد الفنون الجميلة يحمل عنوان ( شهداء الوطنية) من اعداد واخراج حقي الشبلي، وبطولة ابراهيم جلال.

شهدت الصالة بعدها احداثا مهمة ففيها القي القبض على الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم ومنها نقل الى مقر الاذاعة والتلفزيون في 9 شباط (فبراير) 1963، ليتم اعدامه هناك ..ثم تحولت القاعة بعدها لتكون معتقلاً ومركزاً للتعذيب على أيدي الانقلابيين الجدد...
في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي عاد للقاعة جزء من ألقها القديم.. حيث اصبحت مركزا لتدريبات الفرق المسرحية والموسيقية فضلا عن استضافتها لأحداث فنية عربية ودولية بارزة منها مهرجان بغداد الدولي للافلام الوثائقية.. ثم اتخذتها الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية مقرا لها ومكانا لتقديم عروضها الراقصة ..

استهداف وزارة الدفاع الملاصقة لها وقطع الطرق المؤدية اليها بسبب عمليات حفر نفق باب المعظّم المقابل لها وغلق الشارع الذي تطل عليه دفع القاعة مرة اخرى لاطفاء انوارها وغلق ابوابها لتصبح صالة للغبار ..يرثى لها ...
نشر 8/12/2017
ردحذف