الثلاثاء، 6 يونيو 2017

قصة نجاح ... شركة باتا

 تاسست  باتا عام 1894 في قرية زلين جنوب جمهورية  التشيك من قبل  توماش باتا و أخيه أنطونين وأختهم أنَّا ، وهم من الاسكافيين.. عام 1895 قامت الشركة  بصناعة الأحذية من قماش الخيش بالإضافة للجلد. و انتشر هذا النمط من الأحذية وساعد على نمو الشركة بحيث أصبحت تشغِّل 50 شخصًا. في عام 1904 أدخل توماش باتا مكننة الإنتاج التي سمحت لشركة باتا بأن تصبح اول منتج  للأحذية بالجملة في أوربا واصبح عدد العاملين فيها عام 1912 نحو 600 شخصًا بالإضافة إلى الذين يعملون ضمن بيوتهم في قرية زلين.مع بدء الحرب العالمية الأولى  حققت الشركة تطورًا ملحوظًا مع زيادة الطلب على الأحذية العسكرية مما نتج عنه زيادة في عدد عمال شركة باتا بين عامي 1914 و 1918 عشر مرات،
أثناء الكساد العالمي الذي تلى الحرب العالمية الأولى قام توماش باتا بتخفيض أسعار أحذيته إلى النصف.. وأدخل توماش باتا إحدى أوائل مبادرات مشاركة الربح التي تحول جميع العاملين إلى شركاء يساهمون في نجاح الشركة وكان رد فعل المستهلك على ترخيص الأسعار رائعًا، فقد  تعاظم إنتاج باتا مع تنامي الطلب على الأحذية الرخيصة. وزادت شركة باتا من إنتاجها وأصبحت زلين مدينة لمعامل باتا حيث تجمعت فيها معامل الدباغة مع مصنع للمواد الكيميائية وآخر للأدوات الميكانيكية وورش لإنتاج المطاط ومصنع الورق والكارتون (لصنع علب الأحذية) ومصنع للنسيج (لصنع بطانة الأحذية وصنع الجوارب) ومصنع لمواد تلميع الأحذية ومحطة لإنتاج الطاقة الكهربائية وبالمقابل  توفرت لدى العمال وعائلاتهم جميع الخدمات الضرورية للحياة اليومية : السكن، المدارس، المستشفى...وفي عام 1923 كان لدى الشركة 112 فرعًا عبر العالم. في عام 1927 اصبح  للشركة المستشفى الخاص بها. مع نهاية عام 1928 كان المصنع الرئيس للشركة يتألف من 30 مبنى. وقد أنشأت باتا  مؤسسات تعليمية مثل مدرسة باتا للعمال وأدخلت نظام العمل في خمسة أيام..
توفي توماش باتا عام 1932 و انتقلت إدارة الشركة إلى أخيه جان وابنه توماس الذي قاد الشركة خلال معظم القرن العشرين ..وباتباع المخططات التي وضعها توماش باتا قبل وفاته ضاعف جان باتا من حجم الشركة أكثر من ست مرات من حجمها الأول حيث أُنشأت مصانع في بريطانيا وهولندا ويوغوسلافيا والبرازيل وكينيا وكندا والولايات المتحدة  والهند ..
بحلول عام 1934 امتلكت الشركة 300 مخزنًا في أمريكا الشمالية وعدة آلاف في آسيا وأكثر من 4000 في أوربا. في عام 1938 بلغ عدد العمال في مجموعة باتا أكثر من 65 ألف شخص عبر العالم..
ايام الحرب العالمية الثانية ..وفي قرار ذكي قامت الشركة بفصل فروعها في عدد من الدول عن الشركة الام تحسبا من قرارات الاشتراكية والتأميم كما تم نقل  ملكية مصانعها  في عدد من الدول  إلى أحد أبناء العائلة. وبالفعل ..فبعد الحرب العالمية الثانية صادرت حكومات تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية وبولونيا ويوغوسلافيا مصانع باتا وأممتها قاطعة باتا عن ممتلكاتها في أوربا الشرقية. ومن خلال مقرها الجديد في كندا بدأت الشركة في إعادة بناء نفسها من جديد بحيث امتدت إلى أسواق جديدة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي عام 1964 نقلت شركة أحذية باتا مقرها الأساسي إلى مدينة تورنتو في كندا، ثم انتقلت في عام 1965 إلى مبنى حديث في ضاحية مدينة نورث يورك ..
لشركة أحذية باتا تاريخ حافل في العالم العربي من شرقه إلى غربه، حيث اقترن اسمها بالحذاء الراقي والمتين الذي يلبسه المتميزون، كما ارتبط أيضًا بالتحولات السياسية وعمليات التأميم والاستحواذ التي حدثت في بعض الدول العربية للشركات العالمية.
دخلت  شركة باتا السوق العراقيه عام 1932 واصبحت الشركة الاولى للاحذية في العراق وكانت تقدم خدمات مميزة وكانت تتميز ايضا بالطراز المعماري الموحد لمعارضها  التي تميزت بواجهاتها الزجاجية الفخمة وبأسلوب استقبالها الراقي.. واصبحت معارضها ووكلائها بالالاف... كانت باتا  شركة الأحذية الوحيدة التي لا تعمل تنزيلات على أسعار أحذيتها لأنها متأكدة من جودة بضاعتها التي تعمِّر سنوات طويلة على الرغم من منافسة الشركات المحلية الاخرى في هذا المجال ومنها احذية دجلة ورافد وزبلوق  . وكان السادة المسؤولين والنواب لايلبسون الا احذية باتا  وقد كتب نوري ثابت الصحفي العراقي الشهير وصاحب جريدة حبزبوز الهزلية أيام الملكية : "مجلس النواب لا يفتتح جلساته إلا على وقع أحذية باتا". كما أنشأت شركة باتا مصنعًا للأحذية في بغداد في تلك الفترة بهدف دعم منتجاتها بالإنتاج المحلي أيضًا، وقد تم تأميم هذا المصنع في عام 1964. كما هناك مصنعا لباتا في مدينة الكوفة بمحافظة النجف لانتاج الاحذية الرياضية ...وهذا ايضا ايضا تم تأميمه ..
وفي عام 1976 وبعد قرار تأميم  رؤوس الاموال الاجنبية  تكونت الشركة العامة للصناعات الجلدية( جلود ) كحصيلة لدمج الشركة العامة للجلود والتي كانت قد تأسست عام 1945مع شركة باتا العامة التي تأسست سنة 1932 لتصبح  من المنشآت الصناعية التابعة إلى وزارة الصناعة والمعادن ,ثم  حولت إلى شركة عامة بموجب قانون الشركات... . ولم تستطع الشركة البديلة والتي سميت جلود من الايفاء بالتزاماتها  امام الالاف من الوكلاء التي كانت تديرهم شركة  باتا في العراق  ..فبدأت معارضها بالاختفاء واحدا تلو الآخر حتى انقرضت.. ولم يبقى الا المعرض الرئيس في الكرادة ....

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...