الاثنين، 26 يونيو 2017

عيدكم مبارك .. ايامكم سعيدة

كل عام وانتم بخير احبتي .. واخوتي واخواتي . عساكم من عواده .. حفظكم الله وعوائلكم الكريمة من كل سوء .. اقولها لكم من قلب صادق ..
لم يكن احلى  واجمل من العيد ايام زمان .. لم يكن  عيدا نقضيه في الشمال او في تركيا او في ايران .. كان عيدا بحجم انتمائنا وحبنا  لهذا البلد .. بالرغم من بساطة الحياة البغدادية خاصة في  الخمسينيات فان أهالي بغداد كانوا يغتنمون الفرص للترفيه عن أنفسهم وعوائلهم ايام العيد. وبعد تبادل التهاني والتزاور بين الاهل والاحبة .. وبعد قبض العيديات من قبل الصغار  ..فقد كانت من اهم الاماكن التي كانت مقصدا للبغداديين هو  متنزه "بارك السعدون" وهو أحد معالم بغداد الترفيهية وهو الذي يقع مقابل القصر الأبيض حاليا، حيث كانت العوائل تتجمع في هذا المكان المزروع بالخضرة مما يزيده جمالا .. كانت الشابات والشباب والاطفال الحلوين يضيفون للعيد رونقا وجمالا .. وكانت كل عائلة تفترش الارض وتهيئ مائدتها.. لها ولضيوفها .. كما يتم تبادل اصناف الطعام بين الناس في ظاهره تسمى ( الطعمة ) حيث ليس من المستساغ ان تتناول العائلة طعامها دون ان تشارك الاخرين بمذاقها .. كما كان سماور الشاي الضيف الدائم لمثل هكذا مناسبات ..

من الاماكن الاخرى التي يقصدهاالبغداديون ايام زمان  .. مرقد السيد إدريس في الكرادة ...حيث كانت المساحة المحيطة بالمرقد فضاءً كبيرا ، وليست هناك منازل أو شوارع تحيط بالمرقد الشريف كما الآن . لذلك كانت السيارات الناقلة للزوار تسير بحريّة، كما كانت المساحة التي تحيط بمرقد السيد إدريس (عليه السلام) مكانا لتجمع الناس والأطفال ..حيث تنصب  الالعاب الشعبية مثل المراجيح ودولاب الهوا.. وكانت العادات والتقاليد نفس التي في بارك السعدون ... هناك من كان يفضل زيارة السيد محمد (ع) .. سبع الدجيل ..في قضاء بلد وكان ايضا من الاماكن المفضلة للبغداديين ..  وهناك من يقضي العيد في المدائن ( سلمان باك )، ويقضون فيها أجمل وأمتع الأوقات خاصة في الحدائق القريبة من مرقد الصحابي الجليل ..وعندما يعودونمن السفره كانوا ينشدون وهم منتشين فرحا  .. الما يزور السلمان عمره خساره ..

اضافة الى كونها مناسبة للعيد .. كانت هذه الايام فرصة للراحة النفسية ..فرصة للالتقاء بين افراد العائلة وللتخلص من هموم ومشاكل العمل .. لذا كان يطلق على هذه الزيارات للأمكنة بـ"الكسلات "..وقد وجدت ان افضل تفسير للكسلة هو ..فسحة راحة النفس بعيدا عن العمل أو الانشغال بأمور الحياة.

كل عام وانتم بخير وعسى الله ان يديم عليكم افراحكم بالعيد السعيد .. وعساكم من عواده .. اينما كنتم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـتـانـلي مـود ..دخل بـغـداد ليـمـوت فـيـهـا

   ولد الجنرال فردريك ستانلي مود في جبل طارق عام 1864 من أسرة بريطانية عريقة ... أكمل دراسته العسكرية في ساندهيرست العسكرية وخدم في مصر وأفر...