الأربعاء، 16 أغسطس 2017

الترامواي

كان دخول الترامواي او الكاري  او الترام ثاني حدث مهم في تاريخ النقل في بغداد وذلك  بعد دخول  الباخرة كواسطة نقل ..وذلك ايام الوالي مدحت باشا... حيث أدرك أهمية مدينة الكاظمية وارتباط مصالح كثير من أهاليها وتجارها ببغداد، وكثرة الزوار وبالأخص في المناسبات فقرر هذا الوالي تأسيس شركة مساهمة تقوم بإنشاء سكة ترامواي بين بغداد والكاظمية. و الترامواي هوعربة ذات طابقين تجرها الخيول على سكة من حديد، وكانت شائعة الاستعمال في اسطنبول وبعض المدن الأوروبية آنذاك....
تأسست الشركة في مايس  عام 1870 كشركة مساهمة اشترك فيها جماعة من أثرياء وتجار بغداد والكاظمية وطرحت أسهم الشركة في الأسواق .. وقد نفذت الاسهم فور طرحها  ليبلغ  مجموع رأس مال الشركة مليون وخمسمائة ألف قرش
...وبعد  ان  تجمع لدى الشركة المال الكافي من بيع الأسهم أرسل مدحت باشا إلى مصانع بريطانيا لصناعة المواد والأدوات اللازمة للمشروع  وسار العمل بنجاح كبير ومدت السكة لمسافة سبعة كيلومترات من قبل عمال عراقيين وتكون لدى الشركة ورشة عمل من النجارين وعمال الميكانيك الفنيين حيث كانوا يعملون بهمة واستمرار على صنع بقية أجزاء العربات محلياً، وعندما اكتمل المشروع بدأت العربات بنقل الركاب و بنجاح فائق، حتى بلغ ربح المشروع عشرون بالمائة من قيمة الأسهم...
امتد الخط اولا  من الكاظمية الى الجعيفر...  ثم ارتأت الشركة تمديد خط السكة في داخل الكرخ إلى مقربة من جسر الشهداء الحالي .. وفي أيلول من سنة 1871 اتخذ قراراً باستملاك الدور الواقعة في جانب الكرخ على الطريق إلى خستخانة الغرباء والتي أقيمت على أنقاضها اليوم بناية العيادة الشعبية للاخصاصين ومركز الاحصاء الصحي  في الكرخ ..وفعلاً بوشر بالاستملاك واصبح  نهاية الترامواي أمام إعدادية الكرخ للبنات و اصبح لشركة الترامواي  بناية أعدت هناك لهذا الغرض. وظلت الشركة تسير بنجاح إلى أن رفع مدحت باشا استقالته من الولاية وغادر بغداد في عام 1872، فبدأت الشركة منذ ذلك الحين تسير في طريق الإهمال والتدهور تدريجياً كأغلب المشاريع العثمانية...
كان تصميم العربات في بادئ الأمر مكون من طابقين من دون سلم ثابت، حيث يصعد الركاب إلى الطابق الثاني بواسطة سلم متحرك ينزع من العربة ثم الغي الطابق الثاني في هذه العربات، وأخيراً استعملت العربات ذات الطابقين وبسلم ثابت.. الادوات الميكانيكية كان يتم استيرادها من لندن.. اما الهيكل الخارجي فكان يتم صنعه  في ورشة الدائرة الملاصقة لكراج الترامواي مقابل إعدادية الكرخ للبنات.. العربة تسير على سكة حديد وتجرها الخيول بنسبة حصانين لكل عربة وتستبدل بغيرها في نهاية الرحلة حيث  تستريح في اصطبلاتها المعدة لذلك في الكرخ والكاظمية، اصطبل الكرخ كان يحتل بناية مدرسة الكرخ الابتدائية للبنات اليوم، واصطبل الكاظمية كان موقعه في الشارع المؤدي إلى الكراج.. ولهذه الخيول سياس يرعونها ..عددها يقارب العشرين و يتم الحصول عليها أما من سماسرة الخيول أو من فرقة الخيالة التابعة للجيش، كما تستخدم الخيول التي تصبح غير صالحة لسباق الخيل
كان تحرك أول عربة من الكرخ الساعة السادسة صباحاً وآخر عربة تذهب إلى الكاظمية الساعة العاشرة مساءً، وبفاصلة زمنية  بين عربة وأخرى ربع ساعة وتقطع المسافة في نصف الساعة يتوقف الترامواي خلالها بضع دقائق في ثلاث مراحل : الأولى في منطقة الجعيفر حيث مقص السكة الذي ينظم سير العربة على السكة لتحاشي الاصطدام بين عربتي الذهاب والإياب، و الثانية في منتصف الطريق في منطقة العطيفية قرب جامع براثا ، و الثالثة في منطقة الشوصة في الكاظمية حيث مقص آخر للسكة ينظم السير عليها أيضاً، ثم يستأنف السير من هذه المرحلة حتى تنتهي وتستقر في الكاظمية في نهاية سوق الاسترآبادي...
مع دخول السيارات تدهورت شركة الترامواي وظلت   تقاوم الزمن إلى ان تقرر تصفية أعمالها في زمن الحرب العالمية الثانية   سنة 1941 عندما استولت الحكومة على وسائط النقل البرية والبحرية، واصبحت  تدار من قبل الحكومة وانتهى هذا المشروع كشركة مساهمة حتى ألغيت نهائياً عندما  أصدرت إحدى محاكم بغداد قراراً بتصفية أعمال شركة الترامواي بتاريخ 15/ كانون الأول/ 1946 رفعت بعدها قضبان الترام نهائياً. واستعيض عنها بالباصات التي كانت تديرها أمانة العاصمة لتسهيل نقل الركاب في شوارع العاصمة وضواحيها، ومن ثم تم استحداث مصلحة نقل الركاب في العاصمة لتدير أضخم جهاز نقل للركاب في العراق  ....

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...