الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

المدائن

تقع المدائن  على مسافة 40 كم جنوب بغداد، وهي تحمل عدة أسماء، فهي "المدائن" و"طيسفون" (بالفارسية)، و"سلوقيا" (بالإغريقية). بناها الفرثيون عام 141 ق.م لتكون عاصمة لهم وهم أقوام جاؤوا من جنوب إيران كذلك اختارها الساسانيون لتكون عاصمتهم الشتوية، مع عاصمتهم الصيفية، سوسة، في إيران، بعد أن تمكن أردشير الساساني من القضاء على آخر ملوك الفرثيين عام 224 للميلاد..لاعتبارات عسكرية، حيث إنها محمية بمانع طبيعي هو نهر دجلة من جهة الشرق، كما أن توفر المياه ساعد على بناء تجمعات سكانية مستقرة. أبرز ما في هذه المنطقة هو القصر الذي بناه شابور الأول (241-275م) والذي يعرف بالقصر الأبيض أو كما معروف لدى العامة قصر كسرى والذي يحتوي على أشهر طاق في التاريخ وهو ما يعرف بـ"طاق كسرى"والذي يعتبر من أعظم الطوق في العالم القديم، وأعلاها. حيث يبلغ ارتفاع الطاق عن سطح الأرض حوالي 30 مترا وعرضه 25.5 مترا وسمك جداره من الأسفل 7 أمتار.  وهو جزء من القصر الأبيض الذي تهدمت جدرانه ولم يبق من معالمه إلا الطوق وبعض الأسس. ما تبقى من البناء تدل على عظمة القصر عندما كان شاخصا في عهده الغابر ..حيث كان اخر ما تهدم منه هوالحائط في  الجزء الايمن من الايوان والذي تهدم عام 1887 بفعل فيضان دجلة..
بعد الفتوحات الاسلامية  اتخذ بعض الصحابة المدائن محل سكنى لهم، ومنهم الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي ولاه الخليفة  عمر بن الخطاب( رض )  على العراق ..واسمه الحقيقي روزيه ثم سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد إسلامه.. سلمان، ويسميه أهل العراق "سلمان باك" وهو لفظ أعجمي معناه "سلمان الطاهر". وقد توفي بالعراق سنة 34 هجرية ودفن في المدائن على مسافة قصيرة من شمال الطاق..
يتكون الضريح من صحن واسع، له بابان كبيران، ويحتوي على عدة أواوين، تم اقتطاع جزء منها وتحويله إلى مدرسة دينية. في أعلى الضريح هناك مئذنتان عاليتان، وأربع قباب..يوجد على الجهة اليمنى من الضريح مسجد يؤمه أهل المنطقة للصلاة فيه يوميا،
على الجهة اليسرى من مرقد الصحابي سلمان الفارسي، ومن خلال باب صغير من داخل المرقد، وآخر من الخارج ، يقع مرقد الصحابي حذيفة بن اليمان، صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )، ومن الذين أبلوا بلاءً حسنا في معارك المسلمين، وصاحب الدرجة العالية من العلم بالكتاب والسنة. ولاه عثمان بن عفان ولاية المدائن، وبعد مقتل عثمان أقره الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) على ولايته، وتوفي هناك سنة 36 هـ.و داخل نفس الحرم،  يوجد ايضا مرقد للصحابي عبد الله الأنصاري، ابن الصحابي المشهور جابر بن عبد الله الأنصاري، الذي شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبي (ص)، وامتد به العمر حتى مات سنة 78 من الهجرة، ويعد من أجلاء المفسرين. كذلك، وضمن نفس المرقد هناك مرقد السيد طاهر بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام..
كان قبر الصحابي حذيفة بن اليمان  وقبر الصحابي عبد الله بن جابر الأنصاري على ضفة نهر دجلة، إلا أنه نتيجة للتآكل الذي حصل في الضفة الغربية لنهر دجلة بسبب الفيضان تم نقل رفاتهما بتشييع رسمى وشعبي  مهيب شارك فيه الملك غازي  إلى الموضع الحالي وذلك عام 1932م ...
ومن معالم المدائن السياحية المهمة  هو مجمع المدائن السياحي والذي انشأ في سبعينيات القرن الماضي على ضفاف نهر دجلة وسط غابات من أشجار الحمضيات التي تشتهر بها المنطقة وأشجار النخيل، وعلى مسافة لا تبعد عن طاق كسرى أكثر من كيلومتر واحد وكان يضم فندقا ذا طابقين، يحتوي على 20 غرفة نوم مزودة بكافة وسائل الراحة. بالإضافة إلى خمس فيلات سياحية، تحتوي كل منها على غرفتي نوم وغرفة استقبال ومطعم وحمام، كما توجد هناك 16 شقة و16 غرفة مفردة بالاضافة الى ملحقات اخرى  ويعاني المجمع  حاليا من الاهمال حاله حال بانوراما القادسية  والتي كان يزورها الكثير من الزوار وخصوصا طلبة المدارس، حيث كانت تنظم سفرات جماعية لهم.ولكن بعد سقوط النظام السابق تم سلب ونهب جميع المحتويات والآلات وأصبح المكان حاله حال قصر كسرى، أثرا بعد عين.
الكثير من العوائل كانت تأتي إلى المدائن هذا خصوصا أيام الجمع والعطل الرسمية والدينية والنوروز وتفترش الحدائق التي تنتشر في المدينة ، والكل يردد الأهزوجة الشعبية "المايزوره لسلمان عمره خسارة". أما في أعقاب الأحداث الأخيرة فقد انحسرت الحركة بشكل كبير.. رغم عودتها بشكل نسبي في الآونة الأخيرة

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...