الثلاثاء، 6 يونيو 2017

ساعة سورين

 واحدة من اهم معالم البصرة التي  اصبحت في خبر كان نظرا للسياسات الفاشلة لمن كان بيده مقاليد الامور في البصرة انذاك  .. ساعة سورين كانت مثل ساعة (بيك بن) عند أهالي لندن .. ومثل ساعة القشلة لدى البغداديين .. كان اهل البصرة يتباهون بساعة سورين كرمز من رموز مدينتهم  .. تلك الساعة التي دمرها الرعاع والمتخلفون بعد ان كانت هي وبرجها ايقونة من ايقونات البصرة ..برج جميل من الآجر يحتضن هذه الساعة الشهيرة .. انشأ  البرج عام 1906 ويقع على عتبة الجسر الخشبي المؤدي لسوق الصيادلة, أو سوق المغايز, أو سوق الهنود.. كانت الساعة والبناء ولستة عقود من المراحل الزمنية المتعاقبة تمثل رمزا للبصرة الحبيبة المزدهرة بالأنشطة التجارية, المرتبطة بالمرافئ العالمية ...
يحتضن هذا البرج ساعة سورين والتي جاء اسمها من المصور الشمسي (سورين), وهو رجل ارمني بدين,كان يتخذ  من فتحة الجسر مكانا لكاميرته الخشبية البدائية, وأحبه الناس لابتسامته البريئة ولهجته الهجينة الساخرة...   تتميز هذه الساعة بوجوهها الاربع  المستديرة ..و يحمل برجها مؤشراً ملاحياً كبيراً لتحديد اتجاهات الريح, وأربعة أسهم مكتوب على أطرافها الحرف الأول للاتجاهات باللغة الانجليزية وتعمل ساعة سورين بنظام ميكانيكي على ستة تروس مسننة فقط, بينما تعتمد الساعات الأخرى على ثلاثين ترساً مسنناً أو أكثر... صاحب المبنى الذي يجوي البرج والساعة  كان تاجراً يهودياً من أصل روسي, وكان وكيلا لشركة ألمانية متخصصة بإنتاج المحركات الميكانيكية والأدوات الكهربائية, ..وكان المبنى يضم مقر  البنك العربي  اضافة الى  مكاتب اكبر تجار البصرة انذاك  محمد الثنيان الغانم, ومحمد أحمد الغانم, واشتمل القاطع الخلفي من المبنى على مكتب عبد الله الصقر, وإخوانه, ومكتب خالد العبد اللطيف الحمد وإخوانه, قبل انتقالهم من البصرة واستقرارهم في الكويت...
عام 1965 قام  محافظ البصرة (محمد الحياني) , بازالة البرج  و هدم ساعة سورين وبناية البنك العربي تحته، والطاق الحجري وكل المباني الواقعة على امتداد هذه الجهة من نهر العشار بما فيها بناية فندق الميناء..  لتطارده لعنة ساعة سورين  بعد يومين  حيث قتل في حادث سقوط طائرة  في ناحية النشوة
الذي  اثارني انه في مدينة سياحية في تايلند تسمى فيوكيت فيها ساحة وميدان تنتصب فيه ساحة تشبه ساعة سورين.. وهذه الساحة تسمى ساحة ساعة سورين ..ولا اعرف ما هو الرابط بين الساعتين ..
 مؤخرا  هناك محاولات من بعض الميسورين من اصحاب الشركات التجارية  لاعادة الساعة والبناء الى الوجود من جديد ...وكلنا امل بذلك  حتى لكي لا تختفي سورين  من الذاكرة إلى الأبد..

هناك 4 تعليقات:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...