الجمعة، 21 يوليو 2017

جبل الصبر .. السيدة زينب

والله العظيم لو وضعت كل مواقف الشجعان على مدى التاريخ في كفة ميزان وما جرى على العقيلة زينب عليها السلام  وشجاعتها وروحها القيادية في كفة اخرى لرجحت كفة زينب .. والا  بربكم أي انسان عندما يفقد عزيزا ..لا افجعكم الله بعزيز .. الا  ينهار الا  يفقد الصبر .. كيف استطاعت عليها السلام  ان تعيش ليلة الوحشة  بين اكثر من ثمانين  جثه مقطعة الرؤوس منها مابين ثمانية عشر الى ثلاثة وثلاثين جثة طاهرة  من اهل بيت النبوة .. على اختلاف الروايات..  مابين ابن ..واخ.. وابناء اخ ..وابناء عم ..؟؟؟ من اين اتتها الجرأة ان تنزل الى ساحة المعركة وتقلب الجثث بحثا عن جثة اخيها  الحسين عليه السلام  لترفعها الى السماء لتنادي  اللهم تقبل منا هذا القربان..؟؟؟ كيف عاشت بين الخيم المحترقة؟؟ .. كيف استطاعت ان تصبر النساء والاطفال العطاشى .. ؟؟كيف استطاعت ان تقف امام طغاة عصرها لعنهم الله  عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية  بكل اباء وشمم ..و لم يكن لديها حينها من ناصر؟؟ ..كيف صرخت تلك الصرخة المدويه..(فكد كيدك.. واسع سعيك ..فوالله لا تمحو ذكرنا).. ليس  بغريب عنها.. فهي  حفيدة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وابنة علي المرتضى والزهراء البتول واخت الحسن والحسين والعباس عليهم السلام ...
ولدت حفيدة المصطفى السيدة زينب عليها السلام  في الخامس من جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة  على اصح الروايات  وهناك قولان في معنى كلمة زينب. الأول أن "زينب" كلمة مركبة من زين وأب.وتعني زينة الاب .. والرأي الثاني فهو أن "زينب" كلمة بسيطة وليست مركبة، وهي اسم لشجرة أو وردة. وهذا ما صرح به  الفيروزآبادي في القاموس المحيط،
للسيدة زينب العديد من الالقاب  ، منها زينب الكبرى.. الحوراء. أم المصائب.. الغريبة. العالمة غير المعلمة. الطاهرة.جبل الصبر ..وغيرها.. ولكن اشهرها على الاطلاق هي العقيلة .. وعقيلة الطالبيين والعقيلة تعني : المرأة الكريمة، والنفيسة، والمُخَدَّرة. و”عقيلة القوم: سيدتهم، وعقيلة كل شيء: أكرمه“. و يقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط: ”العَقِيلَةُ: الكريمة من النساء..
خرجت السيدة زينب عليها السلام  مع اخيها الامام الحسين عليه السلام الى كربلاء.. وأدت اهم الادوار بعد معركة الطف والتي ابقت جذوة الشعلة الحسينية المحمدية متقدة الى الان ..كانت تقود موكب الاباء الى الكوفة ومنها الى الشام .. لتدك مواقفها في الشام عروش الطغاة ..
  اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في 15 رجب سنة 62 هـ، ويميل  آخرون إلى أن وفاتها في 15 رجب سنة 65 هـ، ... وذكر الكثير من المؤرخين وسير الأخبار بأنها توفيت ودفنت في الشام  ولها فيه مرقد ومزار تهفو اليه النفوس و تشد اليه الرحال وتحميه الارواح الغاليه  ممن يريد به شرا .. هناك رأي يقول  أنها دفنت في القاهرة ولكن  لا يوجد أي كتاب مؤرخ لمزارات مصر يدل على وجود قبر لزينب عليها السلام في مصر ويرجح المؤرخون  إلى ان قبر السيدة زينب في القاهرة هو قبر السيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام . وان ارجح الروايات تقول  أن زينب عليها السلام  التحقت بزوجها عبد الله بن جعفر الطيار الذي رحل من المدينة الى الشام نتيجة المجاعة التي حصلت في المدينة  حيث انتقل مع زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها راوية وهناك توفيت ودفنت في المشهد المشهور حيث  اطلق على هذه المنطقة  ..السيدة زينب وهي من ضواحي دمشق.
هناك راي يقول بان خروج زينب الى الشام بناء على اوامر السلطة الامويه التي وجدت في وجودها في المدينة خطرا يتهددها .... وانا  لا اميل الى هذا الرأي  لسببين اولهما لان ليس من مصلحة السلطة الاموية وجود زينب في مركز وعاصمة الخلافة ..وثانيهما ان زينب ليست ممن تقودها اوامر الطغاة .. فهي حفيدة محمد  المصطفى وابنة علي المرتضى واخت الحسين الشهيد  ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...