الأربعاء، 19 يوليو 2017

عبود الطنبورجي .. المنارة الحدباء وعمارة توما


المعمارالموصلي المسيحي  الشهير  عبود الطنبورجي ..اشتهر بكونه من رمم منارة الجامع النوري الكبير " المنارة  الحدباء "في الموصل  في القرن الماضي  .. حيث كلف  من قبل  متصرف الموصل بترميم فجوة في بدن منارة الجامع الكبير  " المنارة الحدباء " مقابل أي مبلغ يطلبه ..الفجوة كانت كبيرة وعلى ارتفاع حوالي عشرين مترا .. جمع الطنبورجي عشرة من خيرة البنائين في الموصل، وصعد على سطوح الأبنية المجاورة ودرس اتجاه الرياح والمناخ. واتضح له ان عملية الترميم يجب أن تتم من الخارج وليس من داخل المنارة  مما يصعب العملية ويزيدها خطرا. جمعوا كل المستلزمات الضرورية وبداوا يتدربون على عملية دقيقة لرفع الطنبورجي الى مكان الفجوة  ومن دون أي اشكالية...

وفي اليوم المنتظر اجتمع ممثلون عن الأوقاف وموظفون من الآثار من بغداد وصعد الناس اسطحهم لكي يتابعوا العملية. صعد الطنبورجي بنجاح حتى وصل الفجوة  وبدأ العمل ..إلا أنه توقف فجأة وارتبك وتقلب وجهه وارتجف حتى كاد يقع فطلب منه  النزول ولكنه لم يجب، وضع يده بسرعة داخل الفجوة واخرج منها افعى كبيرة  كانت داخل المنارة، رماها الى الارض ثم قتلها من في الأسفل وتصاعدت هلاهل النساء فرحا. واستمر العمل حتى أعاد ترميم الفجوة وإكمل النقوش الخارجية . ولكي يثبت الطنبورجي انه لم يكن يشخى المرتفعات فقد تناول  طعامه في اعلى المنارة  وكان عبارة عن لفّة كباب اعدها مسبقا. ثم نزل بعد اكمال العمل ..

وحين عرض عليه المتصرف الاجر جزاء عمله.. رفض هذا الرجل المسيحي عبود  الطنبورجي  المبلغ قائلا «أنا آخذ أجري من صاحب البيت» ويقصد به الله عز وجل  ..

ارتبط اسم عبود الطنبورجي بالتراث المعماري لمدينة الموصل خاصة بعد انجازه اواخر الاربعينات من القرن الماضي لواحدة من اشهر البنايات هناك وهي عمارة  توما جردق والتي تقع عند مدخل شارع غازي" الثورة لاحقا "  شارع نينوى حاليا ... والتي ارفق لكم صورة نادرة لها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...