الثلاثاء، 11 يوليو 2017

من ملفات الشرطة العراقية .. قصة عباس كزه

موضوع اليوم  من ملفات الشرطة العراقية ..حادثة حصلت عام 1965 .. اسمه (عباس كزه) .. رجل مجنون .. يروح ويغدو طوال اليوم بملابسه الرثة .. ويصيح بألفاظ غير مفهومة.. يدور في درابين محلة الذهب والشيخ صندل .. ..يلاحقه الصبيان والأولاد ويرددون (عباس كزه .. عباس  هزه ) فيلاحقهم عباس ويرقص على النغمة وعلى تصفيق الصبية .. فجأة اصبح عباس من المحسدوين وصار حديث المحلات والدرابين في جانب الكرخ.. بعد ان  تزوج بفتاة صغيرة رائعة الجمال  ظهرت فجأة في محلة الذهب. ..
لا يعرف احد من اين أتت هذه الفتاة ولكن تغيرا حصل  في أحوال عباس، فقد دخل مركز الجعيفر ذات صباح وهو يصرخ ويهلل ثائراً..
ضربتني .. وطردتني من المنزل!
-
سأله الضابط : ولماذا تضربك وتطردك من بيتك؟
-
انها تريد ان تنفرد باحد الجيران في بيتنا ولا ترغب في ان أكون بالبيت حتى لا اضايقها.
استغرق الضابط في الضحك من غرابة الموقف .. وقال لماذا اذن لا تطلقها يا عباس وتستريح؟
- قال عباس : انا احبها .
-
غادر مركز الشرطة وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة .. ثم بدأ  يصرخ في وجه كل من يقابله .. ساشتري مسدسا.. وساقتله ..
سألوه : من هو الذي سوف تقتله؟
قال عباس : الرجل الذي يتردد على منزلي .
فانصرفوا عنه غير عابئين بتهديده .. فهو مجنون لا يدري ماذا يقول.
ذات مساء فوجئ الجميع  بصوت طلقة نارية من داخل بيت عباس كزه ، وجدوا رجلاً يرقد على الارض غارقاً بدمائه .. وقد لفظ انفاسه الاخيرة . والتفتوا ليجدوا عباس كزه يبرز من الظلام وبيده مسدس  وهو يقول : لا تتعبوا انفسكم .. فقد مات ..  وسرعان ما حضر رجال مركز شرطة الجعيفر والقت القبض على عباس  .. وقد اعترف بجريمته وقال : انا الذي قتلته .. لقد سبق ان شكوت من تردد شخص مجهول على بيتي اثناء غيابي . لم اكن اقصد قتله بل كنت اريد تخويفه .. لكن الرصاصة اخترقت رأسه فمات .
وبدأ التحقيق مع عباس كزه .. ساله ضابط التحقيق : - هل تريد اتخاذ الاجراءات القانونية ضد زوجتك .
-
لا..
-
لماذا ؟
-
لاني احبها!
وقام قاضي التحقيق باستدعاء زوجة عباس.. فجاءت.. كانت صبية في العشرين، باهرة الحسن.
-
سألها ضابط التحقيق  :.
-
الا تعرفين شخصية القتيل ؟
-
ابداً ..
-
زوجك يقول إن القتيل كان قادماً اليك في جنح الظلام وانه كان على علاقة غير مشروعة بك؟
-
زوجي مخبول.. يقول ما لا يعني او يفهم
كانت كل الظواهر تشير إلى إن جريمة عباس هي  حادث دفاع عن الشرف .. لكن ضابط الشرطة كان يخامره إحساس غامض بان في الأمر شيئاً غير منطقي لذا قرر حبس عباس عدة أيام وإرساله إلى مستشفى الشماعية للتأكد من سلامة قواه العقلية لحين تقديمه إلى المحاكمة بتهمة القتل دفاعا  عن الشرف .. ترك غياب عباس عن المحلة فراغاً، فلم يشاهد وهو يتجول في الشوارع وخلفه الأطفال في مظاهرة كبيرة. حتى حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان إذ تمكن ضابط التحقيق من الوصول الى  شخصية القتيل وكانت المفاجأة انه ابن عم زوجة عباس، وهو مزارع ثري ويملك أراضي زراعية واسعة في الحبانية وهو أعزب.. ومتدين و ليس من ذلك النوع من الرجال الذي يقيم علاقات غرامية محرمة ... 
انتقل  ضابط التحقيق الى قضاء الحبانية ليجمع خيوط القصة.. وفي النهاية تمكن من الحصول على الحقيقة المثيرة حيث اكتشف ان الجريمة هي جريمة قتل مدبرة بعناية وسبق اصرار وترصد وان زوجة عباس كزه هي الوريث الوحيد للقتيل وان ذهنها الشيطاني تفتق عن التخطيط لارتكاب الجريمة البشعة كي ترث ثروة واراضي ابن عمها .. ووضعت خطتها مع زوجها المجنون والذي سافر الى الحبانية للقاء  ابن عمها ليزعم له ان خلافاً حدث بينهما ..ويرجوه الحضور للإصلاح والتوفيق بينهما  حيث اقتنع المسكين بالقصة وحضر الى بغداد  ليصلح بين ابنة عمه وزوجها .. حيث  وجد رصاصة الغدر تنتظره فسقط قتيلاً..
المفاجأة الثانية  كان تقرير اللجنة الطبية المختصة في  مستشفى الشماعية  والتي فحصت عباس كزه و تبين  انه في كامل  قواه العقلية.. وانه ليس مجنونا .... وهو ممثل بارع أدى دوره كرجل مجنون باتقان..
 أحيل الاثنان إلى محكمة جنايات الكرخ والتي قضت بالإشغال الشاقة المؤبدة على الزوجة وعلى عباس كزه ..


منقول بتصرف عن عدة مصادر

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...