الليلة العشرون نحو الاربعين ....... المخيّم الحسيني

وهو الموضع الذي نصب فيه الإمام الحسين عليه السلام خيام أهل البيت والاصحاب بعد وصوله  إلى كربلاء، وإقامه في بقعة بعيدة عن الماء تحيط بها سلسلة ممدودة وربوات تبدأ من الشمال الشرقي متّصلة بموضع باب السدرة في الشمال، وتميل إلى الباب الزينبي إلى جهة الغرب، ثم تنحدر إلى موضع باب القبلة من جهة الجنوب. وكانت هذه التلال تشكّل للناظرين نصف دائرة. ونصبت الخيام في موضع بعيد عن  مجال رمي سهام العدو .

وقد نصبت خيمة العقيلة زينب خلف الحسين عليه السلام، ونصبت على جانبي المكان خيام النساء والأطفال وخيام شبان بني هاشم.وهذه الخيام التي نصبت كان بعضها يستخدم للسكن والمبيت  وبعضها الآخر يستخدم  لحفظ المتاع وخزن الماء والعُدد.اما  خيام اصحاب الحسين عليه السلام فكانت معزولة عن خيام أهل البيت وبني هاشم. وقد نصبت هذه الخيام على هيئة الهلال متقاربة غير متفرقة أو متباعدة من أجل سهولة الدفاع عنها. وحفروا خلف الخيام خندقاً حتّى لا تهاجم من الخلف. ونصبت بعض الخيم وكانت تستخدم  لخزن السلاح أو النظافة.

...وفي يوم العاشر من المحرم .. يوم عاشوراء نصبت الخيم على الشكل التالي: خيمة القيادة، خيمة الإسعاف، خيمة الماء والسقاية، خيمة الشهداء، خيمة المتاع، خيمة النظافة، خيمة الدفاع(تستخدم للدفاع فقط)، خيمة السجّاد، خيمة الأنصار، خيمة بني هاشم، خيمة العيال، خيمة العقيلة زينب.

وكانت أجساد القتلى يؤتى بها من ساحة المعركة إلى مقابل المخيم.ولكن الكارثة الكبرى والخزي الذي ما بعده خزي كان  بعد استشهاد الحسين عليه السلام حيث هجم جيش عمر بن سعد  على خيام نساء وعيال آل بيت النبوة  ونهبها وأحرقها في سابقة همجية  وبربرية لا مثيل لها ووصمة عار على جبين الانسانية ..

تؤكد بعض المصادر إن المخيم الحالي الذي يقع في الجنوب الغربي من الحائر الحسيني بني من قبل  عبد المؤمن الدده حيث تولى بناء غرفة في هذا المكان لتكون رمزاً لمخيّم الحسين عليه السلام... وهناك راي بأنه من الأبنية التي بنيت في زمن  مدحت باشا لغرض ضيافة السلطان ناصر الدين شاه وعساكره وحاشيته اثناء زيارته لكربلاء المقدسة.  وفي الاونة الاخيرة شهد المخيم الحسيني حملة اعمار كبيرة  شملت توسيع  وتسقيف  المكان ..