بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام
وأخذ سبايا أهل البيت إلى الكوفة، أخذوا من هناك إلى الشام على جمال هزيلة ، إضافة
إلى تعرضهم لسوء المعاملة من أتباع يزيد، حيث ربطت الجامعة في عنق الإمام السجاد عليه
السلام، ومروا خلال تلك المسافة الطويلة بعدّة منازل حتى وصلوا إلى دمشق..
اختلفت المصادر حول عدد هذه المنازل ومسمياتها
رغم اتفاقهم بان الطريق الذي تم اختياره هو ما يسمى بطريق البريد ,, والذي يمر باغلب
المدن والقصبات ووفق اصح الاقوال فان هذه المنازل هي ..جانب الفرات , تكريت، الموصل، حران، الدعوات،
قلسرين، سيبور، حمص، بعلبك، حماة، حلب، نصيبين، عسقلان، دير القسيس ودير الراهب.وربما
هذا اصح الاقوال..
و جاء في مصدر تاريخي آخر ان خط مسير السبايا
من الكوفة إلى الشام على النحو التالي: جانب شط الفرات، تكريت، وادي النخلة، مرشاد،
حرّان نصيبين، الموصل، حلب، دير النصراني، عسقلان، بعلبك، الشام
وفي مصدر آخر كانت على الشكل التالي: القادسية، تكريت، الموصل،
تلعفر، دير عمروه، صليا، وادي نخلة، لينا، كحيل، جهينة، نصيبين، الدعوات، كفرطاب، سيبور،
معرّة النعمام، شيزر، حماة، بعلبك، عسقلان..
لقد كان لاستشهاد أبي عبدالله وأنصاره في
كربلاء دور في توعية الأمة، وحقن دماء جديدة في شرايين المجتمع الإسلامي، لقد حطّم
استشهاد الحسين تلك الأجواء المقيتة، وظلّت نتائج تلك الملحمة خالدة على مدى التاريخ،
ولقد برزت التأثيرات السياسية لتلك الواقعة في أفكار الناس حتّى أثناء سبي أهل البيت...
لما بلغوا السبايا تكريت في طريقهم إلى الشام، اجتمع المسيحيون في كنائسهم هناك وضربوا
النواقيس حزناً على مقتل الحسين عليه السلام ولم يسمحوا للجنود بدخولها. وعند وصول
ركب السبايا الى الموصل منعتهم قبيلة ابو الاسود الدؤلي واصطدمت معهم وفي مدينة
"لينا" اجتمع أهاليها، وصاروا يحيّون آل بيت النبوة ويلعنون الأمويين وأخرجوا الجنود منها. وقد امتنع
الجنود عن دخول "جهينة" لمّا سمعوا أن أهاليها قد تأهبوا لقتالهم، وتوجّهوا
نحو قلعة "كفر طاب" لكن أهلها منعوهم منها، فساروا نحو "حمس" ولقيهم
أهلها بشعار "أكفراً بعد إيمان، وضلال بعد هدى؟" واشتبكوا معهم وقتلوا عدداً
منهم...
لقد بالغ اعداء الرسول الاعظم محمد( صلى الله عليه وسلم ) واهل
بيته الطاهرين .. دعاة الجاهلية والتخلف وشذاذ الافاق في محاولة اذلال سبايا العترة الطاهرة ..وقد حاولوا
ايهام ابناء بسطاء الناس بانهم من الخوارج .. ولكن وعي الناس وادراكهم كان اكبر من الافكار
المريضة .. وقامت ثورات كبيرة كانت من نتيجتها اسقاط الدولة المشؤومة .. دولة بني امية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق