في سبعينيات القرن الماضي وضمن محاولاتها لنشر الموسيقى العالمية اعلنت الفرقة السمفونية العراقية عن اقامة حفل موسيقي على مسرح بهو الادارة المحلية في الناصرية .. ولأول مرة.
وبالفعل سارع المثقفون وعشاق الموسيقى الكلاسيكية لاقتناء بطاقات الحفل والتي كان ثمنها ربع دينار . فيما اعلنت الفرقة عن منهاج الحفل وكان من بين فقراته "رقصات هنغارية" وهي واحدة من اجمل معزوفات الموسيقار الالماني يوهانس برايمز .
البسطاء من اهل المدينة اعتقدوا ان "رقصات هنغارية" هي رقصات سوف تؤدى من قبل راقصات هنغاريات .... فهبوا لشراء التذاكر حتى نفذت التذاكر و بيع بعضها في السوق السوداء ..
أبتدأ الحفل وكانت متعة عشاق الموسيقى الكلاسيكية كبيرة . اما هؤلاء البسطاء الذين كانوا ينتظرون الراقصات الهنغاريات .فتفاجئوا بأن الامر ليس سوى عزف كلاسيكي لايفهمون منه شيئا ولم يطربهم ...فراحوا ينغصون الحفل من خلال الصفير والتصفيق ... مما اضطر المسؤولين عن الحفل الى تنبيهم لاكثر من مرة قبل ان يقوموا باخراجهم من البهو ..
للامانة وبدون مجاملة .. الناصرية مدينة جميلة .. ونظيفة وشوارعها واسعة .. واهلها طيبون جدا .. وقلوبهم مفتوحة للجميع .. اما الاهوار فهي تحمل من الجمال ما لا يمكن تصوره ... وال ما يزور الاهوار .. عمره خسارة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق