الجمعة، 29 سبتمبر 2017

ليلة الرابع من المحرم.. الحسين ملك الانسانية

في العشرة الأولى من محرم ، ولا سيما في يومي التاسع والعاشر ، وفي يوم العشرين من شهر صفر " الأربعين " ولياليها ، تقام مجال العزاء الحسيني في مختلف الأماكن والقرى ويتلى المقتل ويشترك الرجال والنساء والشيوخ والشباب وغيرهم بإحياء هذه الذكريات الحزينة ،ويشترك فيه الجميع من مسلمين ومسيحيين وصابئه  بل وحتى وحتى اليهود  في اوائل  القرن الماضي..
كانت للصابئة مواكب للعزاء وكانت  تنشد في مواكبها ...." ملة الصبة تعزي ملة المختار احمد "..  ويجيبها موكب الطائفة الموسوية "اسفة وتندب  الراحل هاي ملة الموسوية "..
والغالب الاعم من اخواننا أبناء السنة يشتركون مع الشيعة في هذه المراسيم والشعارات الحزينة .فيؤجلون افراحهم واتراحهم ومناسباتهم  الى ما بعد شهر صفر ويشاركون بقوة في مواكب العزاء وهذا ليس غريبا عن ابناء هذه الطائفة الكريمة ..
وقد اشار الدكتور علي الوردي في بعض فصول كتابه " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي " الى هذا الموضوع، وتطرق خلاله الى اشتراك الطائفة السنية مع الشيعة في العزاء الحسيني ومواكبه ، فقال مثلاً عند إشارته الى التوزيع الطائفي في منطقة ديالى صفحة "236" ما نصه
« وربما جاز القول بأن التعايش السلمي في منطقة ديالى بين الطائفتين غير قليل وليس في النادر أن نرى محلة سنية تشارك محلة شيعية في بعض مواكبها ومجالسها الحسينية ، وقد تشاركها أيضاً في تقديس مراقدها وأئمتها » .
وعندما تطرق الدكتور الوردي  الى هذا التعايش في مدن المنطقة الرسوبية في العراق كمدينة الناصرية في الصفحة نفسها قال :
« فأخذوا ـ أي أفراد الطائفة السنية ـ يشاركون في مواكب الشيعة ويحضرون مجالسهم . وربما أخرج بعضهم مواكب خاصة بهم .... » الخ .
فاذا كان لكل امة الحق بان تفتخر فلنا ان نفتخر بان سيد الشهداء الحسين عليه السلام  يجمعنا .. كيف لا .. وهو سبط  نبي الرحمة محمد (ص)..فالحسين ليس حكرا لطائفة او لدين وهو لم يخرج من فراغ وانما خرج ليصلح  ما فسد من امور امة  جده محمد صلى الله عليه وسلم وما الاختلافات والتناحرات الا نتاج سياسات  الحكام والطغاة والظلمة الذين شعارهم انا ومن ورائي الطوفان ومن اجل كراسيهم لايهمهم ان يحرقوا الاخضر واليابس مستعينين بمن وصفهم الدكتور علي الوردي بوعاظ السلاطين ..
حفظ الله الانسانيه جمعاء والمسلمين خاصة من كل شر .. وحشرنا واياكم تحت لواء سيد المرسلين واهل بيته الطيبين الطاهرين ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...